القاهره - مينا جرجس
أثار المقترح الذي تقدّم به النائب السيد عبدالمنعم، بإنشاء صندوق للشباب؛ للحماية من الفقر والبطالة، جدلًا في الشارع المصري، ففي الوقت الذي رحّب فيه البعض بالمقترح ورأوا أنه سيقضي على أزمة الشحاذين، اعتبر آخرون أنه سيزيد من حالة الكسل والتواكل لدى الشباب ويرفع معدلات البطالة.
وطالب النائب، بصرف إعانة بطالة للشباب العاطلين عن العمل بمبلغ 1200 جنيه شهريًا لمدة أقصاها 3 أعوام، وذلك للوقوف بجانب الشباب في مرحلة البحث عن عمل خلال هذه المدة، ومن لم يتمكن من الحصول على عمل خلال تلك المدة سيتم حرمانه من الإعانة. وتشهد معدلات البطالة في مصر تزايدًا خلال الفترة السابقة، حيث يمر الاقتصاد المحلي بتعثر منذ ثورة يناير/ كانون الثاني 2011، التي قامت من أجل التوظيف والعدالة الاجتماعية.
وأكد عضو لجنة التضامن في مجلس النواب، النائب محمد أبو حامد، مساندته لأي فكرة داعمة للشباب، لكن ذلك المقترح يمثل فكرة جيدة، إلا أن التساؤل الأهم هو عن مصدر تمويله، فمن أين سيتم دفع تلك الإعانات؟ فمبلغ 1200 جنيه مع نسبة بطالة كبيرة سيمثل تمويلًا ضخمًا جدًا. ولفت أبو حامد، إلى أن الفكرة جيدة، لكن صعوبة التمويل ستقف حائلًا بدون تنفيذها على أرض الواقع".
ورفضت النائبة رشا رمضان، وكيل لجنة التضامن في مجلس النواب، المقترح معللة ذلك بأن إعانة البطالة ستدفع الشباب للامتناع عن العمل، وعدم البحث عن وظائف؛ نظرًا لأنهم سيحصلون في نهاية الشهر على أموال بدون بذل أي مجهود.
وتابعت أن كافة دول العالم، تضع شروطًا صعبة للغاية قبل منح إعانة بطالة على رأسها عدم منح إعانة لمن يرفض أية فرصة عمل توفر له. كما أن الخبير الاقتصادي تامر ممتاز، رفض المقترح باعتباره سيكلف الدولة مبالغ كبيرة، وسيمثل عبئًا على ميزانية الدولة، مؤكدًا أنه يوجد الكثير من فرص العمل؛ لكن بعض الشباب لا يريدون العمل إلا في وظائف تخص مجالاتهم، والوظائف الأسهل وغير المرهقة.
وأشار ممتاز إلى أن هذا المقترح يمكن تطبيقه في حالات معينة، مثل من كان يعمل ثم انقطع عمله أو تمت إقالته، من خلال زيادة التأمينات لتوفير ذلك المبلغ، وليس بتحميل العبء على الدولة، والحصول على مبلغ الإعانة لمدة لا تتجاوز 3 أشهر، لحين حصوله على وظيفة أخرى.
وسأل "مصر اليوم" عددًا من المواطنين حول آرائهم في هذا المقترح، حيث رأى البعض أن الفكرة جيدة وتدعم الشباب غير القادر على الحصول على فرصة عمل، فيما اعتبر البعض الآخر أن هذا الأمر سيدفع الشباب إلى الكسل والتواكل وعدم الرغبة في العمل.
وقال جمال علي، إن المقترح سيعين الشباب على مواجهة الغلاء الذي تعيشه مصر ويعينهم ولو جزئيا على مواجهة صعوبات الحياة. فيما رأى يوسف عبد الله، أن فكرة منح إعانة بطالة ستساهم في الحد من أزمة الشحاذين الذين انتشروا في كل شوارع وربوع مصر، والتي أصبحت صداعا في رأس الشعب المصري بأكمله.
وفي المقابل اعتبرت سناء مصطفى، أن المقترح سيدفع الشباب للتواكل وعدم الرغبة في البحث عن عمل بما يزيد من أعباء الدولة وأزمة البطالة، خاصة مع وجود العديد من المشروعات التي تتبناها الدولة والتي يمكن إشراك الشباب فيها. وشدد مصطفى المنشاوي، على أن هذا المقترح لن يجد له تمويلا من الدولة، خاصة وأن معدل التضخم مرتفع ولا تستطيع الدولة تمويل ذلك، كما أنه سيؤدي إلى زيادة حالة الكسل وعدم الرغبة في العمل من الشباب لحصولهم على أجر بدون عمل