القاهرة - أكرم علي
أنهى الفريق البحثي العلمي الوطني الذي أقره تساعي سد النهضة الثاني بأديس أبابا مؤخرًا، اجتماعه بالقاهرة، مساء أمس، وناقش الفريق في أولى اجتماعاته بالعاصمة المصرية تصورات الملء والتشغيل للسد ليتوافق عليها خبراء السودان ومصر وإثيوبيا.
وقالت مصادر شاركت في الاجتماع إن الخبراء من الدول الثلاث ناقشوا في اجتماعاتهم سيناريوهات الملء والتشغيل للسد في جو ساده الود والتفاهم، وأضاف المصدر أن المجتمعين قرروا أن يكون الاجتماع الثاني للفريق البحثي العلمي الوطني بالخرطوم نهاية الشهر الجاري.
واتفق الاجتماع التساعي التي استضافته أديس أبابا مؤخرا على تأسيس فريق بحثي علمي وطني مستقل من الدول الثلاث في الاجتماع التساعي الثاني لسد النهضة والذي انعقد بأديس أبابا منتصف مايو الماضي، بحضور وزراء الخارجية والري ورؤساء أجهزة الأمن والمخابرات بالدول الثلاث، يتكون من "15" خبيرًا، بواقع "5" خبراء من كل بلد، لدراسة أطر التعاون، ومناقشة السيناريوهات المختلفة فيما يخص عملية تشغيل السد، دون المساس بحق أي دولة، على أن يسلم الفريق النتائج فى 15 أغسطس المقبل، لوزراء المياه والري.
واعتبر سفير مصر الأسبق في الخرطوم صلاح حليمة، أن تصريحات السفير الإثيوبي بالسودان ملوقيتا زودى حول وصول مفاوضات سد النهضة لحل جذري لها دلالة كبرى وتفاؤل بشأن الوصول لحل الأزمة.
وأوضح حليمة أن الفترة المقبلة ستشهد العديد من التطورات لحل الأزمة وذلك على المستوى الفني والمستوى السياسي بعد مشاركة رؤساء المخابرات العامة في الاجتماعات مؤخرا، وهو ما أتاح الفرصة لإزالة المخاوف بين المفاوضين، باعتبارها أكبر جهة سيادية يمكن أن يصدر عنها وعود قابلة للتنفيذ، ومن ثم وجبت الإشادة بالقرار.
وقال الكاتب علي عبد العزيز في مقال له بصحيفة "الوطن"، إن الشعب المصري يراقب بقلق، تطورات بناء سد النهضة، ويزعجه ما يتردد عن فشل المفاوضات بين دول النيل الثلاث (إثيوبيا، والسودان، ومصر) في التوصل إلى اتفاق بخصوص مواصفات بناء السد وكيفية إدارته، ومع طول المفاوضات، يرسخ لدى الناس الانطباع بأن السد ضار بمصر ومصالحها، ويهدد بالانتقاص من نصيبها التقليدي من فيضان النيل، وينذر بجفاف الترع والمصارف، بل يعيد مصر إلى الصحراء، مهددًا بذلك الحياة كما نعرفها على ضفاف النهر الخالد.
وأوضح عبد العزيز أنه ليس مستغربًا ما يولده هذا الانطباع المخيف من ردود فعل عنيفة لدى الرأي العام. ويذكر الجميع ذلك الاجتماع الكارثي الذى تم في حضرة الرئيس المخلوع محمد مرسى، والذى استعرضت فيه النخبة السياسية والثقافية، على العلن في بث مباشر، سيناريوهات الانتقام المختلفة من إثيوبيا. وهو ما كرّس لدى الجانب الإثيوبي ما يعتقده من تعالٍ وصلف يُظهره الجانب المصري.
وكان سفير إثيوبيا لدى الخرطوم، ملوقيتا زودى، أكد أن مصر وإثيوبيا والسودان أوجدت مخرجا لأزمة سد النهضة خلال الاجتماع الأخير في أديس أبابا، وأن الدول الثلاث توصلت إلى اتفاق شامل خلال اجتماع أديس أبابا بشأن سد النهضة.
وبين سفير أثيوبيا أن اجتماع القاهرة المقبل سيكون امتدادا لما تم الاتفاق عليه في أديس أبابا، وتم إنجاز 65% من مشروع السد، مشيرا إلى أن الجوانب العملية والأجواء المحيطة بالمفاوضات، تؤكد أنه ستتم تسوية الأزمة بعد أن تتفق الدول الثلاث على الجوانب التقنية.