العالم المصري العالمي فاروق الباز

انتقد العالم المصري العالمي، فاروق الباز، أحوال التعليم في البلاد، وتحدث عن شروط واجب تحقيقها بأسرع ما يمكن، لكي تنهض البلاد على المستوى الاقتصادي، ومحذرًا من خلل مجتمعي يجب مواجهته بطاقة وحيوية الشباب وتمكينهم، كاشفًا عن سعادته من حصوله على جائزة  "إيناموري" للأخلاقيات لعام 2018.

وأطلق الباز عدة تقييمات تخص أحوال البلاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وتطرق إلى المشاريع العلمية على خارطة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وذلك في مقابلة مطولة مع صحيفة "الأهرام" المصرية الرسمية، حيث توقع لمصر أن تكون  أفضل خلال 5 سنوات، شريطة إحداث تغيير متسارع وتطوير لقطاعاتها ودفع طاقاتها.

وأوضح خلال الحوار أن التأثير الإيجابي يتم ببطء في شتى النواحي، نتيجة ظواهر تسبب الخل المجتمعي وتأزم الوضع الاقتصادي الجاري، معربًا عن ثقته في أن يكون هناك تحسن ملموس وتغير الأوضاع إلى الأفضل، وعن كيفية حدوث ذلك قال الباز، كلمة السر تكمن في دعم الشباب لأنني على يقين بأنه لديهم الكثير من الطاقة والثبات النفسي وما يمكن تركيزه في طريق التقدم.

وأضاف، "إن أردنا تحقيق نهضة ملموسة علينا وضع حلول لوقف تدهور البحث العلمي في مصر والعالم العربي على حد سواء، وعلى المسؤولين أن يغيروا نظرتهم لما يمكن البحث العلمي أن يسببه وفي هذا السياق أريد أن أوجه ملحوظة لوزير التعليم المصري وهو رجل نشيط وله مواقف مشهودة، ولكن يجب ألا تكون القرارات والصلاحيات كافة في يده بهذا الشكل، عليه أن يشرك معه البرلمان والمجتمع".

وعطفا على ذكر وزير التعليم، وبسؤاله عن رأيه في أحوال التعليم، قال، "أزمة التعليم الكبرى في مصر منذ عقود، أنه لم يجد اهتمام كافي بوضعه ضمن خطة منهجية لجعله كالماء والهواء، وبالتالي بدأت أحواله تسوء شيئًا فشيئًا، حتى وصل إلى هذه الحالة التي لا يفيد فيها التعليم شباب وأجيال تخرج إلى أسواق العمل".

وتابع، "في الوقت ذاته أصبح الغش متفشيًا والدروس الخصوصية شيئًا عاديًا وتدهور الحال إلى مستوى لا يليق بلدنا، ولذلك لابد من نظرة ثاقبة وتعاون مجتمعي لإصلاحه كليًا.

بسؤاله عن حجم اهتمام القيادة السياسية المصرية بملف التعليم وما إذا كان هناك ما ينقصها، أجاب بداية بالإشادة بنوايا صادقة لدى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لتحسين الأحوال عمومًا والتعليم خصوصًا، وقال أن السيسي قد أختار 12 مصريًا من خير أهل  العلم والتكنولوجية في مجلس استشاري يجتمع مرة كل شهرين وينظر فيما يقدمه الرئيس لأخذ الرأي.

وعن أسباب عدم فعالية المجلس أو ضعف تأثيره في المجتمع، وافق الباز على ذلك وقال، ربما لا يسمع الكثير عن هذا المجلس الاستشاري لأنه ليس له أي تفعيل حكومي وهو الدور المنوط الذي يجب على السلطات التنفيذية أن تتولاه، أن تنشط وزارات الحكومة المعنية، وتهتم بشكل فائق بكل ما يصدر عن المجلس من توصيات، وتحويلها إلى قرارات، حتى لا تصبح الأفكار الثمينة حبيسة الأدراج.

وبشأن ص جائزة  "إيناموري" للأخلاقيات لعام 2018 التي فاز بها، قال،" كان خبر حصولي على جائزة جائزة  إيناموري للأخلاقيات غير متوقعًا فلم أكن أسمع عنها على الإطلاق حيث أنني عالم، واخترت لجوائز علمية  كثيرة ولم أتوقع غيرها إطلاقًا، كما أن حضور أحد رواد رحلة "أبلو" (أول رحلة فضائية لقمر)، دون علمي لمشاهدة تكريمي وسبب ذلك في سعادتي".