دمشق ـ نور خوام
كشفت لجنة الإنقاذ الدولية أن الذين فروا من آخر معقل لتنظيم "داعش" في سورية يعانون من أسوأ الظروف منذ اندلاع الأزمة، إذ توفي 12 شخصا بعد وصولهم إلى مخيم الهول شمال شرق سورية.
وقالت لجنة الإغاثة التي تدير المخيم، في بيان، الخميس، إن ألفي امرأة وطفل وصلوا إلى المخيم ليلة الأربعاء بعد فرارهم من القتال في باغوز، مع حاجة 60 منهم إلى دخول المستشفى فورا وتسجيل 12 حالة وفاة آخرين.
وقال ويندي تاوبر، مدير اللجنة في العراق والشمال الشرقي لسورية: "هؤلاء النساء والأطفال يعانون من أسوأ حالة رأيناها منذ بداية اندلاع الأزمة في سورية، إن الكثير منهم لقوا حتفهم بسبب القتال، وأصيب العشرات بجروح بسبب الشظايا ومن غير الواضح عدد الأطفال الذين ماتوا حتى الآن"، وتكافح السلطات الكردية ووكالات الإغاثة للتعامل مع الأعداد الهائلة من النازحين، حيث وصل أكثر من 60،000 إلى المخيم منذ بدء القتال، وكان نحو 90 في المائة من الوافدين من النساء والأطفال.
اقرأ أيضَا :
الرعايا الأجانب مطرودون من بلادهم بسبب "داعش" ولا تسعهم مخيمات سورية
يبدو النصر على آخر قطاع من أراضي "داعش" وشيكًا، حيث لم يتبقّ سوى بعض المقاتلين في باغوز، الذي يُعتقد بأنهم يختبئون في أنفاق تحت الأرض، بينما أولئك الذين فروا هاربين من القتال، يعيشون الآن في ظروفا قاسية وينامون في خيام كبيرة مكتظة في مخيم الهول، وأدى سوء التغذية ودرجات الحرارة المنخفضة والتي تصل للتجمد، والافتقار إلى الرعاية الطبية إلى وفاة 138 شخصًا على الأقل منذ ديسمبر / كانون الأول، كما أن الغالبية العظمى (80 في المائة) من الذين ماتوا كانوا أطفالا دون الخامسة من العمر، ثلثيهم كانوا من الأطفال بعمر عام واحد أو أقل.
وقال بول دونوهو، من جمعية الهلال الأحمر المستقلة، لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية، إن السبب الرئيسي لوفاة الأطفال الرّضع في مخيّم الهول هو سوء التغذية الحاد الوخيم والالتهاب الرئوي والجفاف، مما يعكس الظروف القاسية التي عاشوها في باغوز، وأضاف أنه منذ الانتصار الأخير في خطة هزيمة "داعش"، كان هناك أيضًا ارتفاع في الإصابات المرتبطة بالحرب حيث أصيبت النساء والأطفال، كما أن المستشفيات مكتظة بالمصابين حيث يتزايد عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى علاج بسبب الحروق الشديدة أو جروح الشظايا، ومن المتوقع وصول 3000 شخص آخر قريبًا إلى المخيم، وهم ما يمكن أن يزيد من الأمر سوءا.
قد يهمك أيضَا :