القاهرة – علي السيد
أكد الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عُمان يوسف بن علوي بن عبدالله، ترحيب السلطنة بالرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي بدأ الأحد، زيارة رسمية كرئيس عربي لدولة عربية شقيقة لها من المسؤوليات العظام.
جاء ذلك في حديث ليوسف بن علوي لوكالة "أنباء الشرق الأوسط" ووكالة "الأنباء العمانية"، بمناسبة زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي التي بدأت الأحد، الى السلطنة، وقال بن علوي : إن السلطنة حرصت منذ تولي السلطان قابوس بن سعيد مقاليد الحكم في البلاد على التواصل مع الشقيقة مصر، في مختلف المراحل التي مرت بها الأمة العربية منذ أكثر من أربعين سنة.
وأضاف: السلطنة تنظر الى مصر على أنها "عكاز الأمة العربية" وهي اليوم كذلك المنصة التي تجمع الأمة العربية ودورها مشهود ودورها يتعاظم "، مشيرًا إلى أنها الزيارة الأولى للرئيس عبدالفتاح السيسي منذ توليه زمام السلطة في مصر وهي مناسبة جدا سعيدة سيتم خلالها تبادل وجهات النظر مع السلطان قابوس بن سعيد، فيما يدعم التضامن العربي ويوسع التعاون في كل المجالات بين السلطنة ومصر.
وأكد أن مصر تؤدي دورا أساسيا خاصة فيما يتعلق بمسار القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا وبالتالي فان السلطنة مسرورة بهذا اللقاء التاريخي، الذي يجمع بين جلالة السلطان قابوس والرئيس عبدالفتاح السيسي، وأوضح بن علوي أن السلطنة ومصر على اتصال وتنسيق مستمرين لما يستجد في الأطر المختلفة، مشيرًا إلى أنه يتم البحث في منصة جديدة للتعامل مع بقايا المشكلات القائمة في المنطقة.
كما أوضح أن لمصر ثقلاً دوليًا كبيرًا وأن مستقبل التضامن العربي، يقوم على أساس مبادىء جديدة تتعامل مع المسارات العالمية المختلفة، وهي النظرة التي ينبغي ان ننظر فيها ونرى فوائدها وإمكانيات ربط مسار التضامن العربي، بمسار التضامن والمصالح المشتركة مع دول العالم المختلفة.
وأكد يوسف بن علوي بن عبدالله أن التضامن العربي وحدة واحدة، لا يمكن ان تنفك وان مصر قامت بدور مهم في هذا السياق وخاصة في الحرب العراقية الإيرانية واحتلال العراق للكويت والجهد الذي بذل بشأن تحرير الكويت، وكانت مصر في مقدمة الدول العربية التي دعت الى تضافر جهد دولي لتحرير الكويت، وهذا يرتبط بمستقبل التطورات ونأمل الا تكون هناك أي مشكلة جديدة في المنطقة، ودور مصر مهم في ترتيب الأمن العربي وكذلك في العلاقات الدولية وبين الدول العربية ومختلف دول العالم، كما نعتقد ان الأمن العربي بمنظوره الجديد ينبغي أن يرتبط بالمصالح العربية مع المجتمع الدولي.
وحول الأوضاع الراهنة على الساحة العربية على ضوء الأزمات القائمة مثل الوضع في سورية واليمن وليبيا، أكد بن علوي ان هذه الأزمات تهم الجميع . معربا عن اعتقاده بأنها بدأت في الانحسار في كل المناطق سواء كانت في سوريا أو اليمن أو ليبيا وتتجه نحو الاستقرار لكن ذلك يحتاج الى جهد مضاعف وحسن البصيرة في تسوية هذه الخلافات .
وقال بن علوي : إن العنف بدأ بالانحسار..وتساءل ، لكن ماذا بعد العنف ؟.. هي المهمة الكبرى التي ستواجه الدول والشعوب العربية من خلال إعادة البناء وإعادة الثقافة ، ثقافة الشرق الأوسط التي تستند الى الثقافة العربية الإسلامية.
وأوضح بن علوي في هذا الصدد أنه ينبغي التحلي بشيء من الصبر والا تكون هناك سرعة بهدف القدرة على ضبط المسائل بصورة توافقية بين جميع الدول العربية ، وأن ما دمر يبنى ونأمل كذلك أن تكون هذه مسؤولية مشتركة ليس فقط بين الدول العربية وانما بين سائر دول العالم لان ما حصل في هذه المنطقة شيء لم يذكره التاريخ فيما سبق من القرون وبالتالي ينبغي أن تكون النظرة الى المستقبل هي النظرة الغالبة.
وبشأن انعقاد القمة العربية المرتقبة في المملكة العربية السعودية في مارس/آذار المقبل والآمال المرجوة من القمة، قال بن علوي إن الاشقاء في المملكة العربية السعودية يبذلون جهودهم وسوف يقومون بجهد لا شك انه سيوفر المناخ المناسب والبيئة الطيبة للقاء القادة العرب ومستقبل التضامن العربي المشترك وكيفية التخلص من آثار ما يعرف بالربيع العربي، مضيفا أن السلطنة سوف تكون مساندة دائما لاشقائها في المملكة العربية السعودية.
وفيما يتعلق بوسائل التصدي للقرار الأميركي بخصوص القدس ، أكد يوسف بن علوي بن عبدالله ان هذه التحركات تأتي في اطار القضية الفلسطينية وهي ليست منفصلة عنها وعن قيام الدولة الفلسطينية ، وقرار الولايات المتحدة قرار أحادي ، والقدس ما زالت ضمن اتفاقيات اوسلو وينبغي ان تحل في نهاية المفاوضات وفي نهاية الاتفاق بين إسرائيل وأشقائنا الفلسطينيين وهي جزء من الدولة الفلسطينية ولا شك في ذلك، وفيما يتعلق برؤية السلطنة لمواجهة خطر الإرهاب والتطرف الذي يهدد ليس فقط العالم العربي وإنما العالم أجمع أوضح بن علوي ان العنف والتطرف اصبح مسيطرا عليه وما نسمعه ونراه هو بقايا وفي انحسار ، ولكن بقايا العنف ستظل في المنطقة لاسباب تتعلق بالنمو الاقتصادي والانفجار السكاني ، وبالتالي علينا جميعا أن نبحث عن الوسائل التي تساعد وتهييء الجيل الشاب الجديد للعمل من اجل التطور وبناء مجتمعات ذات تنوع إيجابي.