القاهرة- مينا جرجس
تحتفل مصر غدًا الأربعاء، بعيد تحرير سيناء، الذي يوافق يوم 25 أبريل/ نيسان من كل عام، وهو ذكرى تحرير كامل أرض سيناء بناءًا على اتفاقية كامب ديفيد، عدا طابا التي تم استردادها بالتحكيم الدولي عام 1989.
وقام الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة صباح اليوم الثلاثاء، بمناسبة احتفالات مصر والقوات المسلحة بالذكرى السادسة والثلاثين لتحرير سيناء، بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكارى لشهداء القوات المسلحة في مدينة نصر.
وكان في استقبال الرئيس لدى وصوله الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة، والفريق محمد فريد رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وقادة الأفرع الرئيسية، وعزفت الموسيقات العسكرية السلام الوطني.
ثم توجه الرئيس السيسى إلى قبر الزعيم الراحل محمد أنور السادات، حيث قام بوضع اكليل من الزهور وقراءة الفاتحة ترحما علي روحه الطاهرة.
ويأتي الاحتفال بعيد تحرير سيناء هذا العام، بالتوازي مع تحركات الحكومة المصرية لتنمية سيناء وفق خطة أعلن عنها الرئيس السيسي بتكلفة 275 مليار جنيه؛ ففي الوقت الذي تدخل فيه عملية سيناء الشاملة مرحلتها الأخيرة، تعمل الحكومة المصرية على تجهيز التمويل لبدء عملية الإعمار والتنمية، وذلك من خلال اجتماعات تقوم بها وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، د. سحر نصر، مع مسؤولي صناديق التمويل العربية، لتفعيل العقود الخاصة بتمويل المشاريع والخريطة الاستثمارية في سيناء، لا سيما في مناطق: الشمال، والوسط، والغرب، وهي المناطق التي تفتقد التنمية، وشهدت خلال السنوات الماضية، تواجدًا للجماعات والتنظيمات الإرهابية والمتطرفة، التي كانت ترغب في إعلان سيناء ولاية لتنظيم الدولة.
وترتكز مشاريع التمويل على خطط تنموية في 3 مسارات، تتعلق بالتنمية الصناعية، والسياحة، واستصلاح الأراضي، وذلك من خلال عمل تكتلات لتلك الأنشطة في شمال، ووسط، وغرب سيناء، من خلال التمويل الذي يتم الاتفاق عليه.
وصنف خبراء خريطة الاستثمار المنتظرة في سيناء، بحسب عوامل الجذب المناسبة مع خطط التنمية التي تتضمنها العقود التي تقوم بتوقيعها الحكومة المصرية مع صناديق التمويل العربية، لافتين إلى أن المنطقة الوسطى في سيناء، مؤهلة بشكل كبير للصناعة في مشاريع الأسمنت والتنقيب، أما المنطقة الشرقية على الحدود، فتمتلك إمكانيات لمشاريع زراعية ضخمة، في حين أن المنطقة الشمالية على البحر المتوسط، مؤهلة لتكون وجهة سياحية لا تقل عن جنوب سيناء.
وكشفت مصادر حكومية في تصريحات خاصة إلة موقع "مصر اليوم"، أنه من المقرر أن يتم إطلاق مشاريع التنمية في شمال سيناء، في أعقاب انتهاء العملية العسكرية الشاملة "سيناء 2018" التي قال الجيش إن من ضمن أهدافها تهيئة البيئة في سيناء لبدء عملية التنمية، إذ تعمل مصر الآن في 290 مشروعاً انتهى منها 134 مشروعاً، لكن المشاريع التي تتم في مناطق العمليات في شمال ووسط سيناء تشهد بطئاً في إنجازها بسبب العمليات العسكرية.
وقال اللواء عبد الفتاح حرحور محافظ شمال سيناء "إن المحافظة تمتلك خطة بشأن تنمية وتعمير سيناء، ترتكز على التنمية البشرية، والاهتمام بتنمية الإنسان كأساس للتنمية".
وأكد المحافظ، في بيان له، أنهم عقدوا عدة لقاءات في لجنة إعمار وتنمية سيناء والجهاز الوطني لتنمية سيناء، بحضور عدد من الوزراء وممثلي الوزارات والجهات المعنية، بهدف إعداد استراتيجية تنموية تشمل كل سيناء بصفة عامة، وشمال سيناء بصفة خاصة.
وتخطط مصر لإسكان 8 ملايين مواطن مصري وتوفير 3 ملايين فرصة عمل عام 2052، على أن تكون المرحلة الأولى من المخطط توفير 1.2 مليون فرصة عمل وتسكين 3.5 مليون نسمة عمل حتى عام 2027، وشاركت وزارة الإسكان الهيئة الهندسية للقوات المسلحة في تنفيذ وإنشاء مئات الآلاف من الوحدات السكنية في سيناء خلال العامين الماضيين، على رأسها مدينة رفح الجديدة التي بدورها وفرت آلاف الوحدات السكنية، وتم إسكان الأسر التي تم تهجيرها في رفح المصرية بعد إقامة مصر لمنطقة عازلة على الحدود، وبات من المؤكد أن تكثف وزارة الإسكان والهيئة الهندسية من جهودهما في إنشاء المدن الجديدة خلال الأعوام الأربعة المقبلة لتنفيذ المخطط المصري بتعمير سيناء بأكبر كثافة سكانية ممكنة.
وانتهت الهيئة الهندسية خلال العام الماضي من حفر 18 بئراً سطحية وعميقة، إضافة إلى رفع كفاءة 27 بئراً بنسبة تنفيذ 100 في المئة، في مناطق الشيخ زويد ورفح ونخل والحسنة وتنفذ في الوقت الحالي محطتين لتحلية مياه البحر في مدينتي العريش والشيخ زويد بطاقة إنتاجية 5 آلاف و10 آلاف متر مكعب في اليوم، بنسبة تنفيذ بلغت 75 في المئة، كما يتم حالياً التخطيط لتنفيذ محطة أخرى بمنطقة شرق بورسعيد بطاقة 150 ألف متر مكعب في اليوم.
وانتهت الهيئة الهندسية من إنشاء 12 مدرسة و4 إدارات تعليمية في مناطق العريش ونخل وبئر العبد والحسنة، بالإضافة إلى رفع كفاءة 9 مدارس ومعهد أزهري في الشيخ زويد ورفح والعريش بنسبة تنفيذ 100 في المائة ، كما أنشأت 3 مستشفيات مركزية متكاملة في بئر العبد ورفح ونخل، تم الانتهاء منها بنسبة 95 في المئة، وجارٍ تطوير ورفع كفاءة مستشفيين بالعريش والشيخ زويد بنسبة تنفيذ 90 في المئة ، وتطوير ورفع كفاءة 10 نقاط إسعاف وإنشاء 4 نقاط إسعاف جديدة ومخازن للأدوية في العريش، فيما استصلحت مصر مساحة 13 ألفاً و680 فداناً في بئر العبد.
وربطت الهيئة الهندسية بين كوبري السلام ومنطقة سرابيوم بطول 42.5 كلم وجارٍ تنفيذ المرحلة الثانية من جنوب بورسعيد وحتى كوبري السلام بطول 50 كلم ومن المخطط تنفيذ المرحلة الثالثة من منطقة سرابيوم حتى نفق الشهيد أحمد حمدي في السويس بطول 52 كلم، ويتم حالياً رفع كفاءة شبكة الطرق الداخلية المؤدية للمدارس والمستشفيات في مدن العريش والشيخ زويد ورفح، إضافة إلى قرب الانتهاء من تطوير مطار المليز المدني في شمال سيناء.
وقال شيخ قبيلة الرميلات في شمال سيناء عيسى الخرافين "إن مشاريع التنمية في سيناء ينتظرها أهالي سيناء منذ عشرات السنين"، مشيرًا إلى أن أبناء سيناء في حاجة إلى تلك المشاريع لتوفير فرص عمل لرفع مستوى معيشتهم، إذ يتمنى استمرار مشاريع التنمية في سيناء ولا يعيقها أي شيء في المستقبل.
وأكد الخرافين لـ"مصر اليوم"، أن الدولة لديها رغبة حقيقة في تنمية سيناء في كافة المجالات، وأن المشاريع التي تتم في شرق قناة السويس والأنفاق التي تم حفرها هي الدليل على صدق السيسي في تنمية وتعمير سيناء، لافتًا إلى دور القبائل في سيناء في دعم الجيش المصري في حربه ضد العناصر والتنظيمات الإرهابية بالمعلومات، مؤكدًا أن مواطني سيناء عانوا على مدار العقود الماضية من التهميش وعدم الاهتمام وحان وقت تعويضهم.
وقال المهندس علم الخولي نائب رئيس المجلس المصرى للقبائل العربية والمصرية لـ"مصر اليوم" "إن الذكرى السادسة والثلاثين لتحرير سيناء تحمل معها انتصارا آخر وهو نجاح القوات المسلحة في دحر الإرهاب الذي كان يهدد أمن الوطن من هذه البقعة الغالية على المصريين"، مطالبًا القيادة السياسية بتعويض سنوات الإهمال التي عاشتها سيناء ببدء تنفيذ خريطة التنمية.
وأضاف "سيناء تربة خصبة للاستثمارات لوجود العديد من الثروات الطبيعية بها وبالتالي لابد من دعوة المستثمرين لإقامة المشروعات بها لأن هذا من شأنه توفير فرص عمل لأبناء سيناء إلى جانب زيادة التواجد السكاني بها لتأمين أمننا القومى ومنع تسلل عناصر الإرهاب إليها مرة أخرى".