انفجار سيارتين مفخختين في مدينة بنغازي

قتل 41 شخصًا وأصيب 80 آخرين، بينهم قيادات أمنية وعسكرية كبيرة وعناصر من الشرطة، إثر انفجار سيارتين مفخختين في مدينة بنغازي شرق ليبيا، في هجوم إرهابي يعد الأكثر دموية وبشاعة خلال السنوات الماضية، بعد الهدوء النسبي الذي شهدته المدينة في الفترة الأخيرة.

وقال مصدر أمني إن النتائج الأولية للتحقيقات كشفت أن التفجيرين خطط لهما بإحكام ودقة عالية، وكانا يستهدفان تصفية قيادات أمنية وعسكرية مهمة في مدينة بنغازي، وإسقاط أكبر عدد من القتلى في صفوف قوات الشرطة، مشيراً إلى أن طريقة التنفيذ تبين ذلك.

وفي تفاصيل الحادث، انفجرت سيارة مفخخة أولى في حدود الساعة الثامنة ليلاً عند خروج المصلين من مسجد بيعة الرضوان في بنغازي، تلاها تفجير آخر أكثر قوة بسيارة ثانية بعد حوالي 10 دقائق، عقب حضور قوات الشرطة وبعض القيادات الأمنية وسيارات الإسعاف لإجلاء المصابين، وهو التفجير الذي تسبب في إيقاع العدد الأكبر من القتلى والجرحى.

وقتل في هذا التفجير الإرهابي أحمد الفيتوري، آمر وحدة القبض والتحري، التابعة للقيادة العامة للجيش الوطني والمقرب من قائد الجيش الليبي، خليفة حفتر، ومعه مرافقه عبد الرحمن الجروشي، بينما أصيب مدير إدارة مكافحة التجسس بجهاز المخابرات، العميد المهدي الفلاح، بجروح طفيفة.

ويعتبر العميد مهدي عبد العزيز الفلاح أحد أبرز القيادات الاستخباراتية الليبية والذي شغل مؤخراً نائب رئيس جهاز الأمن الخارجي المكلف من القائد العام للجيش، بعد أن شغل سابقاً منصب مفتش عام لجهاز الأمن الخارجي.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، لكن المصدر نفسه أكد أنه عمل الجماعات الإرهابية وخلاياها النائمة التي تعمل على زعزعة الاستقرار بمدينة بنغازي، مضيفاً أن استهداف مسجد بيعة الروضة تم لأنه تجتمع فيه جماعات مؤيدة للجيش الليبي. يشار إلى أن مسجد بيعة الرضوان يعتبر من المساجد الكبيرة في بنغازي، ويقع بالقرب من مقر مصلحة الجوازات بمنطقة السلماني في المدينة.

وهذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها بنغازي تفجيرات إرهابية بسيارات مفخخة تستهدف القيادات الأمنية أو الشخصيات المؤثرة والهامة في المدينة، حيث وقع اغتيال الشيخ أبريك اللواطي، عمدة أكبر قبائل شرق ليبيا، في أيار/مايو 2017، إضافة إلى استهداف وزير الداخلية الأسبق، عاشور شوايل، مطلع العام الماضي ومحاولة اغتياله، وكذلك النقيب محمود الورفلي القيادي العسكري، والعقيد صلاح هويدي مدير أمن بنغازي، في عمليات منفصلة، نجوا منها جميعاً.