القاهرة : مصطفى الخويلدي
أكد "مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتطرفة"، أن حالة الفرح والاحتفالات التي عمَّت شوارع مدينة "منبج" السورية إثر تحريرها من قبضة تنظيم "داعش" الإرهابي، تؤكد أن انصياع أهالي المدن والقرى لأوامر التنظيم الدينية ومنهجه المتطرف إنما هو بفعل الخوف من بطش التنظيم، وأنه بمجرد فقدان التنظيم لسيطرته على تلك المدن يهرع أهلها إلى إزالة كل ما فرضه التنظيم من ملامح وتقاليد غريبة فرضت باسم الدين.
وأشار المرصد في تقرير له اليوم الاثنين إلى أن مدينة "منبج" السورية قد شهدت العديد من الاحتفالات الشعبية بتخليصها من تنظيم "داعش" وقد شهدت الاحتفالات قيام بعض السيدات بحرق البرقع (النقاب) الذي فرضه التنظيم على المرأة في المدن الواقعة تحت سيطرته، حيث اعتبرها التنظيم المتطرف فرضًا دينيًا واجبًا على كل امرأة بالغة.
وأضاف المرصد أن التنظيم فرض نمطه المتطرف على المدن والمجتمعات الخاضعة له بالقوة، مما انعكس على سلوك الناس فور هروب عناصر التنظيم من المدينة السورية، حيث هرع الكثير من الرجال إلى حلق اللحى باعتبارها من فرائض "داعش" .
وأوضح المرصد أن التطرف الفكري الذي يصاحبه تطرف سلوكي يفرض على الناس بالقوة تكون عواقبه شديدة الخطر على موقف المجتمع من كثير من القضايا التي يطالها التشويه على أيدي خوارج العصر ومتطرفيه، وقد يصل بعضها إلى حد الإلحاد والخروج من الدين.
وشدَّد على أنه لا على يمكن في أي حال من الأحوال إجبار الناس تبني المناهج المتطرفة والمتشددة، وأن قبول الناس بها لا يعدو كونه خضوعا للقوة والبطش المفروض من قبل تيار بعينه، موضحا أنه بمجرد زوال تلك القوة أو ضعفها، ينفض الناس تلك الشوائب والمناهج الشاذة والغريبة.
كما أكد المرصد أن هذا النموذج الداعشي البغيض لا يولد إلا حالة من الإكراه، الذي ينتج عنها حالات من السخط الاجتماعي الذي يصل أحيانا إلى حد النفاق الاجتماعي، يظهر أفراد المجتمع فيه أنهم راضون بما فرض عليهم، وهم في قرارة أنفسهم على غير ذلك بما يخالف مقتضى قوله تعالى: {لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي} [البقرة: 256]، وكما أن هذا الحدث وأمثاله يظهر بوضوح يوما بعد يوم أن النموذج الأمثل للتعامل مع المجتمعات المعاصرة هو السعي الحثيث في البيان والبلاغ مع رعاية الضبط الاجتماعي وعدم الخروج على النظام العام، والتوسع في الاهتمام بعمليتي التربية والتعليم في إطار من رعاية الإنسانية والمقاصد الشرعية.