القاهرة- أكرم علي
اجتمع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الثلاثاء، مع ميجيل آرياس كانتيه مفوض الطاقة والمناخ في الاتحاد الأوروبي، وذلك بحضور المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، وسفير الاتحاد الأوروبي لدى القاهرة.
وقال السفير بسام راضي المتحدّث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس أعرب عن تقدير مصر للتعاون القائم مع الاتحاد الأوروبي في العديد من المجالات، والأهمية التي توليها لعلاقتها الاستراتيجية مع الاتحاد، وتطلعها للتعاون معه في مجال الطاقة، إذ استعرض خلال اللقاء التطور الكبير الذي شهده قطاع الكهرباء في مصر خلال الأعوام القليلة الماضية، مشيرا إلى أن الدولة تبنت استراتيجية شاملة وطموحة لتطوير منظومة الكهرباء بشكل كامل على مستوى الجمهورية، شملت بناء محطات توليد جديدة وتطوير البنية التحتية وشبكة التوزيع ومحطات التحكم، فضلا عن رفع كفاءة مختلف معدات التشغيل الخاصة بالكهرباء.
وأوضح الرئيس أن هذا التطور يؤهل مصر لأن تصبح جسرا لنقل الكهرباء بين دول المنطقة والدول الأوروبية في إطار مشروعات الربط الكهربائي، موضحا أن مصر كانت من أوائل الدول التي أعربت عن استعدادها للتعاون مع دول الجوار في مجال الغاز، في ظل امتلاك مصر للبنية الأساسية من مصانع الإسالة والموانئ وشبكات خطوط الغاز، مدعومة بعلاقات سياسية متميزة مع مختلف دول المنطقة، فضلا عن تمتعها باستقرار سياسي وأمني نابع من إرادة شعبية قوية.
من جانبه، أشار المفوض الأوروبي إلى تميز العلاقات المصرية مع الاتحاد الأوروبي، وبخاصة العلاقات الاقتصادية والتجارية، مؤكدا الحرص على تعزيزها وتكثيف التعاون المشترك مع مصر في مجال الطاقة، مشيدا بالإنجازات التي شهدتها مصر خلال السنوات القليلة الماضية، معربا عن إعجابه بما تم إنجازه من مشروعات في مصر نفذتها أيادٍ وخبرات مصرية في زمن قياسي، كما رحب المفوض الأوروبي بالتوقيع على مذكرة تفاهم مع وزارتي الكهرباء والبترول بشأن الشراكة الاستراتيجية في مجال الطاقة بين مصر والاتحاد الأوروبي، والتي تهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي في هذا القطاع، ودعم تطوير قطاعات البترول والغاز والكهرباء والطاقة المتجددة.
وأوضح المتحدث الرسمي أن كانتي أكد أن مصر أصبحت محورا مهما للغاز في المنطقة في ظل موقعها الجغرافي الاستراتيجي، فضلا عن اكتشافات الغاز الأخيرة التي تؤهلها للانتقال إلى مرحلة التصدير مستقبلا، كما أصبحت سوقا جاذبة للاستثمار في مجال الغاز والبترول بما يساعدها على التحول لتصبح مركزا رئيسيا للطاقة، مؤكدا مساندة الاتحاد الأوروبي لخطط مصر في تصدير الغاز المسال، في ظل اهتمام الاتحاد بتنويع مصادره من الطاقة، كما أكد أن مصر تسير في الاتجاه الصحيح نحو التحول إلى اقتصاد يعتمد على الطاقة النظيفة.
وأضاف السفير بسام راضي أن اللقاء تناول كذلك التباحث بشأن موضوعات البيئة وتغير المناخ، إذ أكد الرئيس اهتمام مصر بهذه الموضوعات لإدراكها خطورة التداعيات السلبية الناجمة عن تغير المناخ، فضلا عن آثارها الاقتصادية والاجتماعية وارتباطها المباشر بعملية التنمية، مؤكدا أهمية الالتزام الدولي بالعمل الجماعي لمواجهة مشاكل وتداعيات تغير المناخ، فضلا عن أهمية العمل على مساعدة الدول النامية في توفير التمويل اللازم لتمكينها من تنفيذ التزاماتها في هذا الإطار.
وأكد المفوض الأوروبي تقديره للدور الإيجابي والجهود الحثيثة التي تبذلها مصر في المفاوضات الدولية الخاصة بتغير المناخ، ولتعزيز العمل المشترك في القارة الأفريقية لمواجهة الآثار السلبية لتغير المناخ، مشيرا إلى الحرص على تكثيف التشاور.
تأتي زيارة المفوض الأوروبي كانتي قبل زيارة المسؤولة الأمنية والشؤون الخارجية فيدريكا موغريني والتي تصل القاهرة نهاية الشهر الجاري، ووقع المفوض الأوروبي عدة اتفاقيات خلال زيارته لمصر في مجال البترول والكهرباء.