أفراد أقلية الأويغور المسلمة في الصين يخضعون تلقائيا لفحص جيني

أعلن المصنّع الأميركي تيرمو فيشر، المتخصص في معدات المختبرات الطبية، توقفه عن تزويد السلطات في إقليم سنغان الصيني بمعدات طبية تٌستخدم في إطار التصنيف الجيني لأقلية "الأويغور" المسلمة.

إعلان

وقرر العملاق الأميركي المتخصص في معدات المختبرات التوقف عن تزويد السلطات في إقليم سنغان في شمال غرب الصين بمعدات طبية متخصصة ذات تكنولوجيا متطورة، علما أن شركة "تيرمو فيشر" تعرضت للانتقاد في مناسبات عدة، واتٌهمت بتسهيل التصنيف الجيني لسكان الإقليم وخصوصا أقلية الأويغور المسلمة.

وصرّح المصنّع الأميركي في بيان "نعترف بأهمية طريقة استغلال منتجاتنا من قبل زبائننا"، مع العلم أن السوق الصينية تشكل نحو 10 بالمئة من إجمالي معاملات تيرمو فيشر .

أقرأ أيضا :الأمم المتحدة تراجع سجل "الصين" بشأن أقلية "الأويغور" المسلمة

بطاقة هوية جينيّة

يأتي قرار المصنّع الأميركي بعد أسبوع من تحقيق أجرته نيويورك تايمز حول استخدام الصين نماذج جينية لأتمتة معالجة عينات الحمض النووي المأخوذة من سكان إقليم سنغان الصيني، وفي 2017، عمدت الصين إلى جمع أوتوماتيكي وتلقائي للهوية الجينية لسكان الإقليم بغرض إنشاء قاعدة بيانات ضخمة تساعد على مراقبة أقلية الإيغور المسلمة، بحسب نيويورك تايمز.

ومنذ مظاهرات 2009 العرقية في الإقليم، شدّدت الصين قمعها لهذه الأقلية التي تصف أفرادها "بالانفصاليين المتشددين"، و"العينيات البيومرتية هي عنصر رئيسي في نظام المراقبة التي تستخدمها الصين في إقليم سنغان،  بحسب مايا وانغ المتخصصة في شؤون جنوب غرب آسيا لصالح منظمة "هيومن رايتس ووتش".

تتيح هذه المعطيات إنشاء بطاقة هوية جينية خاصة بكل مواطن تضاف إليها معطيات أخرى مصدرها كاميرات المراقبة وأجهزة التكنولوجيا المتطورة المستخدمة في هذا الإقليم .

إجبار المسلمين في الإقليم على إجراء "الفحص الطبي للجميع"

يُجبر المسلمون في هذه المنطقة من الصين على الخضوع لهذا التشهير الجيني، إذ فرضت السلطات الصينية في هذا الإقليم منذ 2017 برنامجا إجباريا أسمته " الفحص الطبي للجميع" روجت بأنه يهدف إلى تحسين الحالة الصحية للأهالي، وبحسب نيويورك تايمز، فإن الاختبارات الطبية تضمنت أخذ عينات من الأنسجة الجلدية تعالج في أجهزة الشركة الأميركية تيرمو فيشر لتزويد قاعدة البيانات الخاصة بسكان هذا الإقليم.

وتؤكد هيومن رايتس ووتش من جهتها أنه تم جمع بيانات جينية لنحو 19 مليون شخص من بين 21 مليون يعيشون في إقليم سنغان، استنادا إلى تقرير حول المراقبة البيومترية الصينية نشر في 2017.

وتضيف وانغ التي شاركت في إعداد تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش في 2017  "بأن أخذ عينات من الحمض النووي قد تكون قانونية بشرط توفر إطار قانوني وإعلام الشخص الذي يخضع لهذا الفحص بالغاية من هذه العملية. وهو ما لا يطبق في إقليم سنغان حيث يعتبر التشهير الجيني مخالفة صريحة لحقوق الإنسان.

وتضيف بأن العملاق الأميركي تيرمو فيشر لعب دورا حيويا في نظام التشهير الرقمي الضخم لأن الصين ما زالت تعتمد في مجال التكنولوجيا المتطورة وخصوصا في معالجة العينات الجينية، على خبرات الشركات الأجنبية". وتعتقد الناشطة أن الشركة الأميركية تيرمو فيشر هي الشركة الأجنبية الوحيدة التي توفر للصين هذا النوع المحدد من العينات الجينية. ولذلك تعتبر أن وقف تعاون هذه الشركة مع السلطات الصينية خطوة في الاتجاه الصحيح، رغم أنها تأسف لتأخر المصنّع الأميركي في اتخاذ هذا القرار.

قد يهمك أيضا : 

بوتين يتحدث مع القادة الانفصاليين في شرق أوكرانيا للمرة الأولى

  تايلاند ترحل عشرات الأويغور المسلمين المحتجزين إلى الصين