القاهرة – علي السيد
مرت 7 سنوات على بداية الحرب في سورية، ورغم تصميم الولايات المتحدة على ضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أنه في الوقت الراهن ربما تغيرت الرؤية، حيث أن الولايات المتحدة في الواقع تقبل ببقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة ، على الرغم من التصريحات بشأن ضرورة رحيله والمواقف المعلنة رسميا.
واستعرضت الخبيرة في شؤون التخطيط الاستخباراتي، جينيفر كافاريلا من معهد دراسة الحرب، في مقال لها بحسب شبكة "فوكس نيوز"، الاستراتيجية الأميركية في سورية التي أعلن عنها وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون قبل عدة أيام. وتحدثت عن النقاط التي يجب على الإدارة الأميركية تغييرها، حسب رأيها، وإن إحدى هذه النقاط هي "القبول بنظام بشار الأسد"، موضحة أن السياسات الأميركية في سورية تقبل بنظام الأسد في الواقع، بغض النظر عن التصريحات الشديدة اللهجة من الإدارة الأميركية. وعلى الرغم من تصريحات تيلرسون بأن وجود القوات الأميركية على الأراضي التي يسيطر عليها حلفاؤها في سورية يمهد الطريق نحو رحيل الأسد، الحقيقة هي عكس ذلك، حسب رأي الخبيرة.
وأشارت الخبيرة إلى أن "قوات سورية الديمقراطية" تسيطر على مناطق في شمال وشرق سورية، بعديا عن المناطق الأساسية التي تعتبر السيطرة عليها الأمر الأكثر أهمية بالنسبة للأسد والمعارضة، وهي لم تقاتل النظام بشكل جدي ولم تسع لإسقاط الأسد.
ومن بين الأمور الأخرى، لفتت الخبيرة أيضا إلى أن الولايات المتحدة، إن كانت تريد تحقيق النجاح في سورية، ينبغي أن تأخذ بعين الاعتبار القاعدتين العسكريتين الروسيتين على ساحل المتوسط، وتتخذ خطوات للحد من التأثير الإيراني في سورية، وكذلك أن تعيد النظر في مناطق تخفيض التصعيد، التي يستفيد منها الأسد فقط، والعملية السياسية التي تجري وفقا للسيناريو الذي يرغب فيه الأسد أيضا.
وخلصت كافاريلا إلى القول إن الولايات المتحدة يجب أن تواجه الواقع، وتعترف بأن قدرات شركائها على الأرض في سورية محدودة، وأنها يجب أن تركز على الأعمال بدلا من الخطاب، ولا يمكن أن تثق بـ "اللعبة الدبلوماسية"، نظرا لأهمية سورية بالنسبة إلى أمن الولايات المتحدة.
وتتمسك مصر بموقفها منذ بداية الحرب في سورية وأنه ترفض الحل العسكري وتترك الخيار للشعب السوري الذي يقرر مصيره وأن يكون هناك حوار بين كافة الأطراف من أجل الوصول إلى حل مرضي للجميع.
ويشار إلى أن الموقف المصري أصبح يميل له بعض الدول الخليجية في الوقت الراهن ويعتبرون أن المشهد الآن تغير ولابد من أن يكون هناك حوار بين كافة الأطراف من خلال استضافة مؤتمر المعارضة السورية في المملكة العربية السعودية، والذي تحدث عن ضرورة إجراء محادثات واضحة وصريحة مع الحكومة السورية والوصول إلى حلول مرضية.
الجدير بالذكر أن الاستراتيجية الأميركية الحالية التي كشف عنها وزير الخارجية ريكس تيلرسون، تضم 5 نقاط رئيسية هي دحر "داعش" و"القاعدة" في سورية، وتحقيق عملية انتقال سياسي في سورية برعاية الأمم المتحدة وفقا للقرار 2254، والحد من التأثير الإيراني في سورية، وتهيئة الظروف لعودة اللاجئين والنازحين إلى سورية، وإخلاء البلاد من أسلحة الدمار الشامل.