القاهرة – أكرم علي
أكّد وزير الداخلية المصري، اللواء مجدي عبد الغفار، أن العالم العربي والإسلامي يتعرض لأسوأ مؤامرة من تزكية الاضطرابات، والصراعات الطائفية والمذهبية، وإدارة حروب بالوكالة بهدف تفتيت وتقسيم الدول، وتشريد شعوبها، وطمس هويتها، والسيطرة على ثرواتها .
وأضاف عبد الغفار في كلمته بمجلس وزراء الداخلية العرب، أن "الاجتماع يأتي في ظل التطورات المتلاحقة والتحديات التي لا تزال تواجه أمتنا، وتهدد أمن واستقرار شعوبنا، نتيجة لغياب الإرادة الدولية الجادة لدعم المواجهة الشاملة للإرهاب، وتفكيك تنظيماته، وتجفيف منابع تمويله، وعدم توفير الملاذات الآمنة لقيادته وكوادره، وإذا كنا نتابع بكل فخر ما تحقق من انتصارات في عدد من الدول العربية ضد تنظيم "داعش" المتطرف، فيجب أن ننتبه إلى خطورة تنقل العناصر الهاربة من مناطق الصراع بين دول الجوار، أو عودتهم لأوطانهم، كما يجب أن نراقب بكل جدية كافة التنظيمات المتطرفة الأخرى بمختلف مسمياتها، وانتماءاتها، وفي مقدمتها "تنظيم القاعدة"، حتى لا نترك لها المجال لإعادة بناء هياكلها، واستقطاب عناصرها من جديد، وهو ما يفرض علينا حالة تأهب واستنفار قصوى، وتوحيد الجهود في إطار عربي متكامل، وتنسيق دولي شامل لضمان إحباط تلك التهديدات، التي تسعى لإدخال دول المنطقة في دوائر متصلة من العنف والتطرف ".
وأشار الوزير إلى أن "العالم أيقن أن أحدًا بات لا يملك اليوم الانعزال مُحصنًا بمنأى عن التطرف وإستهدافاته، بعد أن طالت ضرباته الشرق والغرب بلا تفرقة ولا رحمة، لتؤكد بوضوح أنه لا ينتمي لدين أو وطن، أو يرتكز على أسباب الجهل والفقر، وإن الأمر يقتضي تضافر الجهود جميعًا، وأن نتبادل التجارب والخبرات، وأن نستلهم من التجارب الناجحة في مكافحة التطرف، التي تتسم بالآفاق الرحبة الواسعة بالنظر إلى آفة التطرف بأبعادها الفكرية والثقافية، والاجتماعية، والاقتصادية .
وقال عبد الغفار "إن قوى الظلام والدمار صدمها المشهد المصري مرات عديدة، فأفشل مخططها الشامل بالمنطقة حين أطلق ثورة الـ30 من يونيو، ثم لم ينكفئ على محاربة التطرف وينشغل بالقضاء عليه، بل اتجه في الوقت ذاته لتحقيق التنمية والنهوض بالاقتصاد في مشهد أصّرت خلاله قيادته السياسية، ومن خلفها مؤسسات دولته، بل والشعب كله على الاشتباك مع التحديات كافة في وقت واحد دون تراخٍ، لإعادة ترميم ما تم إفساده وهدمه، والانطلاق بقفزات واسعة تستحقها مصر بين دول العالم"، وتابع "لقد أثار الصمود المصري حفيظة قوى الشر والدمار، فآثرت إلا أن تجعل مصر في مرمى الاستهداف المباشر لمخططاتها العدائية، التي تستخدم التنظيمات المتطرفة مطيةً لها.. فكان لزامًا تنفيذ إستراتيجية واسعة وناجزة للقضاء على التطرف وتداعياته لتأمين انطلاق الدولة نحو التنمية الشاملة على كافة المحاور".