القاهرة - سهام أبوزينة
تراكمت أزمة النفايات الإلكترونية، في دول عدة بسبب التطور التكنولوجي الهائل والتحديث المستمر للأجهزة الالكترونية والهواتف المحمولة، خاصة في ظل عدم الوعي بكيفية التخلص الآمن من هذه النفايات إذ تحتوي على معادن ومواد كيميائية سامة وضارة بالإنسان والبيئة، إلى أن أصبحت هذه الأزمة مزمنة في العديد من الدول على مستوى العالم.
الهند متصدرة
وكشفت دراسة حديثة عن صدارة الهند ضمن أكثر 5 بلدان في توليد النفايات الإلكترونية بحوالي حجم 2 طن سنويًا، وذلك على الرغم من تأكيدات الحكومة على عملها على مشروع خاص بالحد من النفايات الإلكترونية، ووفقًا للتقارير، فإن الدراسة التي أجرتها حديثًا مؤسسة "ASSOCHAM-NEC"، كشفت أن البلدان الأخرى التي تتصدر جدول توليد النفايات الإلكترونية هي الصين والولايات المتحدة الأميركية واليابان وألمانيا.
وأوضحت الدراسة أن ولاية "Maharashtra" الهندية تساهم بأكبر مقدار من النفايات الإلكترونية بنسبة 19.8%، إلا أنها لا تقوم بإعادة تصنيع سوى 47810 طن سنويًا، فيما تصل نسبة ولاية تأميل نادو 13% من المخلفات الإلكترونية، وولاية "أوتار براديش" نسبة 10.1%، وولاية البنغال الغربية بنسبة 9.8%، ودلهى نسبة 9.5%، وكارناتاكا 8.9%، وغوجارات 8.8%، ومادهيا براديش 7.6%.
ويبلغ حجم النفايات الإلكترونية المتولدة في الهند حوالي 2 طن سنويًا، فيما تبلغ الكمية المعاد تدويرها حوالى 438،085 طن سنويًا، فيما تشتمل النفايات الإلكترونية عادةً على شاشات الكمبيوتر المهملة ولوحات الأم وأنابيب CRT، ولوحات PCBوالهواتف المحمولة وأجهزة الشحن، والأقراص المدمجة، وسماعات الرأس، والسلع البيضاء مثل شاشات الكريستال السائل (LCD)، تلفزيونات البلازما، ومكيفات الهواء.ووفق الدراسات والأبحاث التي أجريت أيضًا على المخلفات الإلكترونية فإنها تحتوي على أكثر من 1000 مادة سامة يمكنها تلويث البيئة والتسرب إلى المياه أو التربة، في حال عدم معالجتها معالجة سليمة، وإذا جرى حرقها فإن سمومها تتصاعد في الهواء ويمكن للمواد العضوية والمعادن الثقيلة الصادرة عن هذه المخلفات أن تظل كامنة في التربة لسنوات ممتدة قد تصل إلى 25 عامًا وفقًا للظروف المحيطة، وتنتقل سمومها ببطء إلى فم الإنسان والحيوانات التي تتغذى عليها "وفق تم نشرة في جريدة الأخبار.
خطرًا بيئيًا
وكشف مجدي علام، الخبير البيئي ومستشار وزير البيئة السابق ،لـ"مصراليوم" أن النفايات الإلكترونية، تشكل اليوم خطرًا بيئيًا كبيرًا، وأيضًا خطرًا على صحة الإنسان، ويمكن أن نسميها النفايات المعلوماتية، وهي نتيجة استهلاكنا للمعدات والأجهزة الإلكترونية، وأيضًا هي نتاج ما نتبادله من بيانات على شبكة الإنترنت.وتابع، كما أن النفايات الإلكترونية، تمثل خطر غير مرئي لمستخدم المعلوماتية والإلكترونيات والتي غالبًا ما لا يتنبه لها العنصر البشري، إذ لا تتوفر حملات توعية لإبراز ضرر النفايات الالكترونية، وبالتالي أهمية تدوير هذه النفايات وإعادة استخدامها بالطرق الصحيحة أصبحت ضرورة مُلحة، في ظل غياب المعايير وشروط للسلامة الصحية والبيئية لدى للشركات المصنعة للأجهزة الإلكترونية.
وقال الدكتور طارق زكي، خبير تكنولوجيا المعلومات، لـ"مصر اليوم" إن التخلص الآمن من المخلفات الإلكترونية يتم عن طريق إعادة تدويرها، على الرغم من تكلفة إعادة التدوير الباهظة، موضحًا أن الخطوة الأولى هي مرحلة التجميع، والتي يتم خلالها تجميع النفايات الإلكترونية من خلال التعامل مع تجارة النفايات الإلكترونية أو تشغيل أشخاص يعملون في ذلك المجال، ثم توفير سيارات للعمل على نقل النفايات من الأماكن التي يتم الشراء منها وحتي مكان الشركة الخاص بكم.
وأضاف "زكي"، أن الفرز الأول بالنسبة للنفايات والتي يتم من خلاله تصنف النفايات وفقًا للحاجة فمن الممكن تجنيب البطاريات والأجزاء المهمة التي تمكنت من الحصول عليها، ومن ثم القيام بإرسالها إلى الشركات المتخصصة في تصنيعها لإعادة تدويرها مرة أخرى، والعملية الثانية هي عملية التكسير أو التفكيك وهو أن يتم تكسير وتفكيك النفايات بالآلات متخصصة أو من خلال التفكيك والتكسير اليدوي ومن ثم القيام بالمحافظة على تلك المعادن بشكل آمن لحين بيعها.
وواصل، إن مرحلة إعادة التدوير هي المرحلة الأخيرة والتي يتم من خلالها الاتفاق مع الشركات الخاصة بصهر وإعادة إنتاج المعادن مرة أخرى والقيام ببيع المعادن التي حصلت عليها.وعن تعامل مصر مع المخلفات الإلكترونية، قال الدكتور شريف الجبلى، رئيس لجنة تسيير مكتب الالتزام البيئي والتنمية المستدامة لـ"مصر اليوم"، إن هناك تعاونًا بين وزارة البيئة ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وكل من لهم صلة بالمخلفات الإلكترونية من جهات رقابية وتشريعية والجهات المولدة للمخلفات ومصانع إعادة التدوير وشركات التجميع والنقل، بهدف رفع الوعي، وخلق فرص عمل جديدة في مجال تدوير المخلفات الإلكترونية، مع الحفاظ على البيئة وصحة الإنسان.
وحذر "الجبلي"، من خطورة التخلص غير الآمن من المخلفات الإلكترونية وطرق التعامل غير السليم معها، مشددًا على أهمية خلق وتدريب الكوادر الفنية الخاصة بجمع ونقل وفرز وتفكيك وتخزين المخلفات الإلكترونية، وعرض وتعزيز التخلص الآمن من الملوثات العضوية الثابتة والمعادن الثقيلة والسامة الموجودة بالنفايات الإلكترونية.