القاهرة – أكرم علي
كشف وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أن نظيره السوداني، الدريري محمد أحمد، التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، فور وصوله إلى القاهرة، وبحث معه تكثيف التواصل على المستويات كافة، كما تناولا مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأوضح شكري خلال مؤتمر صحافي، أنه اتفق مع نظيره السوداني على دورية التشاور المشترك كل شهر لبحث كافة القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، والاتفاق على تفعيل دورية عقد الاجتماع الرباعي لوزراء الخارجية ورؤساء أجهزة المخابرات في البلدين خلال الشهرين المقبلين، وتم بحث التطورات في ليبيا وجنوب السودان وقضية "سد النهضة"، مشيرا إلى انه تم بحث التناول الإعلامي بين البلدين وتوضيح أي نوع من المغالطات والالتزام بالمعاير المحددة من خلال وضع ميثاق شرف إعلامي يحدّد تناول القضايا الخاصة بالعلاقات بين البلدين.
وردّا على سؤال بشأن اجتماع باريس، قال شكري إن مصر تدعم كافة الجهود التي تعيد الاستقرار للساحة الليبية والاتفاق هو إعادة للتأكيد على جهود الأمم المتحدة والمسار التي وضعتها حول وضع الانتخابات التشريعية والرئاسية في ليبيا، موضحا أن مصر تأمل تنفيذ الخطة الخاصة بالاجتماع للوصول بليبيا للاستقرار وإعادة مؤسساتها والحفاظ على أراضيها، وإن مصر سوف تتواصل مع الأطراف كافة سواء تونس والجزائر ودول الجوار الأخرى لمساندة ليبيا وأن يكون الحل ليبي في الأساس للحفاظ على سيادتها.
بدوره، قال وزير خارجية السودان، إن بلاده عقدت العزم على عدم تجدد الخلافات والتوترات بين البلدين، موضحا أنه التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي وأنه تلقى توجيهات بأن تكون العلاقات بين البلدين محكومة بضوابط وأسس تعود لمرجعية الشعبين وارتباطهما ببعضهما البعض، لافتًا إلى أنه أكد أن الخلافات لا ينبغي أن يسمح لها لتكون سببا في تعطيل التقدم والتعاون مع مصر، وأنه يجب تجاوز تلك الخلافات والتوترات سريعا، كما أشار إلى أنه بحث القضايا المختلفة وعلى رأسها الوضع في ليبيا وتجاوزات أزمات الإقليم وعودة الأمن والاستقرار في جنوب السودان.
وفيما يخص قصية سد النهضة، شدّد الوزير أنه سيستمر البحث على المستوى الثلاثي، وأن هناك تقدمًا في تجاوز الخلافات حول القضية وأهمية مضاعفة الجهد لتجاوز أي اشكاليات، كما سيتم تحديد موعد جديدة للجنة التساعية للانعقاد قريبا، موضحا أن البعض ظن أن هناك تباينا بين الموقف المصري والسوداني في قضية سد النهضة وهذا ليس صحيح وهناك مرجعيات تربط بين مصر والسودان في استخدام مياه النيل ولا تزال هذه الاتفاقيات سارية ويتم احترامها، وتعاون البلدان في ملف أثيوبيا وقطعنا شوطا طويلا في هذه القضية لمواجهة التحديات خلال المرحلة المفصلية التي تمر بها القضية.
وأعلن الوزير السوداني عن عقد قمة بين الرئيس المصري ونظيره السوداني في أكتوبر/تشرين الثاني المقبل لبحث تنفيذ ما تم الاتفاق عليه من قبل، وأكّد في سياق آخر، أن ما يحدث في ليبيا له آثار سلبية وانتشار الأسلحة داخل الحدود المصرية والسودانية، وتجدد القتال في بعض المدن السودانية كان بسبب تسلل الأسلحة عبر الأراضي الليبية، مشددا على مضاعفة للجهود الأمنية للتصدي لتلك العمليات، وإن الخرطوم تقود حملة لجمع الأسلحة الصغيرة ومنع انتشارها، كما اعتبر أن العلاقات بين الشعبين المصري والسوداني "خط أحمر" لا يمكن تعديه، وأنه يمكن تناول أي شيء آخر ويكون هناك خلافات حولها ونعالج ذلك، وقال "نحن محتاجون تنقية الأجواء بين الشعبين".