القاهرة - مصر اليوم
كشف وزير خارجية قبرص نيكوس كريستودوليدس، عن تقييمه لمستوى العلاقات القبرصية المصرية من جهة والتعاون الثلاثي القبرصي المصري اليوناني من جهة أخرى، ووصف استفزازات تركيا المستمرة بـ"النغمة الشاذة" في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط.
وتحدَّث وزير خارجية قبرص عن القمة المرتقبة وجدول أعمالها ونتائجها المتوقعة، والتحديات التي تواجه المنطقة إلى جانب الوضع الحالي للعلاقات بين مصر وقبرص، وقضايا أخرى مهمة.
وقال وزير خارجية قبرص إنّ "مصر تعدّ واحدة من أهم جيراننا في شرق البحر المتوسط والمنطقة بشكل عام، وعلاقاتنا معها عميقة الجذور ودخلت بالفعل في مرحلة أكثر ديناميكية خلال الأعوام الأخيرة، وهذه العلاقات تتعمق وتتوسع على جميع المستويات في عدد كبير من القطاعات، ومع ذلك، فإن هذه الشراكة لا ترتبط فقط بدول وإنما تمتد لمجتمعاتنا وشعوبنا، وفي الوقت نفسه، تشترك قبرص ومصر في نهج مشترك تجاه عدد من القضايا والتحديات الإقليمية والدولية المختلفة، وكذلك في رؤية مشتركة لمستقبل يتسم بالسلام والاستقرار والازدهار، وبخاصة في منطقة شرق المتوسط المضطربة. لذلك سوف نستمر في التعاون الوثيق مع مصر على الصعيدين الثنائي والمتعدد الأطراف، من أجل زيادة تعزيز هذه الشراكة الاستراتيجية ذات المنفعة المتبادلة".
وأوضح: "نحن نؤمن إيمانا راسخا بأن هذه الرؤية المشتركة لمنطقتنا يتم تقديمها بشكل أفضل من خلال إقامة تعاون بين البلدان المتجاورة، دون استبعاد أي منها، أو التصرف ضد المصالح أو التوجه السياسي لأي بلد في المنطقة، على العكس من ذلك، نود أن نرى جميع الدول المتجاورة التي تشاركنا في نفس الرؤية تشاركنا في هذه الجهود. من خلال آلياتنا الثلاثية للتشاور والتنسيق، فمصر وقبرص واليونان تمهد الطريق إلى خلق ما يمكن وصفه بالشراكة الإقليمية، ونحن نعتبر عملنا معا نموذج ناجح للتعاون الإقليمي الذي ينتج عنه نتائج ملموسة في مجالات مختلفة، مثل الطاقة والأمن والتنمية، وسنكثف جهودنا لإضفاء الطابع المؤسسي على هذا التعاون، وإنشاء أمانة دائمة في قبرص للعمل على استمرار هذا التعاون الناجح".
وعلَّق على استضافة القاهرة، الثلاثاء المقبل قمة ثلاثية مصرية-قبرصية-يونانية جديدة، قائلا: "سنكون سعداء بزيارة مصر لحضور القمة الثلاثية بين قبرص ومصر واليونان، وأكرر التأكيد على أن النتائج الإيجابية وزخم هذا التعاون يفيد كلا من شعوبنا والمنطقة ككل، وستتاح لرؤساء الدول والحكومات في هذا اللقاء الفرصة لاستعراض وتقييم التقدم المحرز حتى الآن في مجالات التعاون القائمة، مع التركيز بشكل خاص في مجالات الأمن والدفاع والطاقة والسياحة والاستثمارات والابتكار وريادة الأعمال وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وحماية البيئة، وحماية التراث الثقافي وغيرها، فنحن نود تكثيف تعاوننا في هذه المجالات مع توسيع وإثراء العناصر.
وكشف عن رأيه في الاستفزازات التركية المستمرة تجاه مصر وقبرص والمنطقة بشكل عام، قائلا: "استفزازات تركيا المستمرة يمكن وصفها بالنغمة الشاذة في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، وبخاصة إذا نظر إليها على خلفية التعاون الذي يتعزز ويتطور فيها يوما بعد يوم، ويلعب هذا التعاون في عدد من المجالات دورا مهما في تعزيز الاستقرار والسلام في شرق البحر المتوسط. ولتحقيق هذه الغاية اتخذت قبرص وشرعت في مبادرات على الصعيدين الثنائي والثلاثي وغيره، ومع جميع بلدان المنطقة تقريبًا.. وبصرف النظر عن أعمال تركيا غير القانونية فإن قبرص تواصل اتباع نهج سياسي قائم على جدول أعمال إيجابي، مع التركيز بوجه خاص على تعزيز التعاون الإقليمي وإقامة علاقات متبادلة المنفعة مع جميع جيرانها".
وتحدّث عن دور مصر في المنطقة وكيف تقيم جهودها في مكافحة الإرهاب، موضحا: "مصر هي ركيزة الاستقرار في المنطقة بشكل عام وشريك أساسي للاتحاد الأوروبي في الجهود المبذولة لمواجهة التحديات المشتركة وتعزيز السلام والأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة، وتلعب مصر أيضًا دورًا حيويًا في تعزيز الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، وتمثل مكافحة الإرهاب تحديا رئيسيا لمصر والمنطقة ككل. فمصر في حرب قوية ضد المتطرفين، وأعتقد بأن العديد من الدول تراقب عن كثب وتقدر الجهود التى تبذلها السلطات المصرية لمكافحة الإرهاب والعنف المقابل. هناك فهم واسع لذلك، خاصة بالنسبة للضغط الذي يسببه الإرهاب والصعوبات التي يعيشها الشعب المصري. ويشارك الاتحاد الأوروبي في هذا الفهم، حيث من المفهوم تمامًا أن عملية مكافحة الإرهاب ليست بسيطة، وأؤكد فى هذه المرحلة أن شراكتنا الثنائية تاريخية وإستراتيجية، حيث يمثل الإرهاب تهديدًا استراتيجيًا لمصر والمنطقة بأكملها وأيضًا لأوروبا، ويقوم تعاوننا على هذا الواقع".
وتستضيف القاهرة الثلاثاء المقبل القمة الثلاثية مع قبرص واليونان، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، ورئيس قبرص نيكوس أناستاسيادس ورئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس، وهي القمة السابعة من نوعها وتجيء في إطار آلية التعاون الثلاثي التي انطلقت بالقاهرة نوفمبر ٢٠١٤، ومن المنتظر أن يتم خلالها تقييم التطور في مختلف مجالات التعاون الثلاثي.
وتكتسب القمة أهمية بالغة لدورها في الدفع بالعلاقات بين الدول الثلاث إلى آفاق أوسع وتعزيز التعاون الاقتصادي والتنسيق السياسي بينهم، وكذلك في ضوء تناولها للتطورات المهمة بالمنطقة وبخاصة منطقة شرق البحر المتوسط.
قد يهمك أيضا :
محمد العصار يُناقش مع "ترانسماش" إقامة مصنع لتصنيع عربات السكك الحديدية