الانتخابات الرئاسية المصرية

استرعت شبه جزيرة سيناء على انتباه وكالات أنباء عالمية وداخلية، باعتبارها أحد أسخن البقاع الإنتخابية في مصر بحكم احتوائها على عمليات عسكرية، وهو ما استدعى رصد الأجواء ومعرفة نسب الإقبال على التصويت في السباق الرئاسي، وفي هذا السياق، يرصد "مصر اليوم" حقيقة الأوضاع على "أرض الفيروز" مع نواب البرلمان عن محافظة سيناء.
 
بداية، أكّد النائب حسام الرفاعي، أن هناك بعض صعوبات يعانيها الأهالي هناك، وقال: الأزمات مستحكمة والمشكلات هناك خانقة، فلا توجد مواصلات والمدارس غير المنتظمة، ولكن رغم ذلك الإقبال من الأهالي كان مشهودًا، متابعًا أن هناك تواصل دائم مع المسؤولين لتذليل العقبات التي تواجه الأهالي دون الإخلال بمقتضيات العمليات العسكرية التي يشنها الجيش ضد قوى التطرف، مشيرًا إلى أن أهالي سيناء ساروا مسافات شاسعة خصيصًا للتصويت ومساندة الدولة في استحقاقها الإنتخابي الأهم، وأن الأهالي لا يمكن أن يضربوا مثلا إلا في الوطنية وحسن الإنتماء لبلادهم.
 
ونفى النائب رحمي بكير ما تردد بشأن ضعف إقبال المواطنين في سيناء على الانتخابات الرئاسية المصرية، مؤكدا أنه يمر بنفسه على اللجان والدوائر الانتخابية ويرصد مشاركات إيجابية وكثيفة، معترفا بوجود "ظروف صعبة" قال إنها لم تُحل دون نزول المواطنين للمشاركة، لرد الجميل لبلادهم من ناحية، ولحصار التطرف بإنجاح التجربة الديمقراطية من ناحية أخرى، مشيرا إلى أن هناك تقارير ميدانية تصل إليه ونواب المحافظة، بأن سيناء من أولى المحافظات في نسب التصويت التي جاءت جيدة جدا، وأنه رغم وجود توقف لحركة المواصلات وعدم انتظام الدراسة ببعض المدارس بسبب العمليات العسكرية الجارية في سيناء ضد التطرف، إلا أن الشعب السيناوي قام بتوصيل رسالة إلى العالم كله، مفادها أنهم وطنيون جدا ومع الدولة في خندق واحد سواء في معركتها الإنتخابية أو معركتها مع التطرف.
 
واختتم النائب تصريحاته بتوقعه أن تمر تلك الإنتخابات وأجواءها "على خير" دون وجود ما يكدر الشعب المصري عموما وأهالي سيناء خصوصا، مشيرًا إلى سرعة تواصله مع المواطنين لتذليل العقبات أمام المواطنين لمزيد من المشاركة في الإنتخابات من ناحية، ولاستقامة حياة الأهالي بعد الإنتخابات من ناحية أخرى.
 
ومن جانبه، أشاد النائب البرلماني عن دائرة طور سيناء، غريب حسان، بمدى الإقبال السيناوي على الانتخابات، وقال "أرد من خلالكم على ما أؤكد أنه ادعاءات باطلة، يقولون أن المواطن يصطف في طوابير الخبز وليس الانتخابات، وأنا أضع أمامهم صور ليس لتجمعات ولكن مسيرات من الأهالي بمختلف فئاتهم العمرية يتحلقون ويصطفون أمام المقار الانتخابية، وتابع النائب أنه تم توفير كافة أشكال الدعم لأبناء المحافظة، وأن أعضاء البرلمان تكفلوا بمواصلات ووسائل نقل للتيسير على الناخبين اللذين أبدوا في المقابل استعداد عالي للمشاركة، وأن أعداد كبيرة من الموظفين والعاملين قد خرجوا للتأكيد على مدى وطنيتهم وعدم صحة الكلام المُثار حولهم، وأنهم بكل صلابة متواجدين سواء أمام الصناديق أو لمعاونة البلاد لتطهير سيناء من فلول الإرهابيين.
 
وسرد النائب موقف وصفه بـ"المؤثر"، قال إنه لأهالي الأسر من أبناء قرية الروضة التي تعرضت للحادث الإرهابي مؤخرا، وأنهم ذهبوا إلى مقر الانتخابات وأدلوا بأصواتهم، وسط حراسة مشددة، وأن الوقار الشديد ميّز مشاركة المرأة السيناوية، وأن الرجال منهم كانوا حريصين على التصويت بكثافة في مدرسة آل جرير الابتدائية وسط قرية "الروضة".
 
وكان حادث إرهابي قد ضرب أهالي قرية الروضة أواخر العام الماضي، وراح ضحيته 311 قتيلًا من أبناء القرية أثناء أدائهم صلاة الجمعة، بينما يُشار إلى أن إجمالي عدد الناخبين في سيناء 250 ألف و605 شخصًا، موزعين على مختلف لجان المحافظة، وقد نقلت تقارير حكومية رسمية أن لجان مدينة بئر العبداحتلت المرتبة الأولي في نسبة التصويت، حيث وصلت النسبة إلى أكثر من 33%، بينما جاءت لجان مدينة العريش في المرتبة الثانية، تلتها لجان مدينة نخل بوسط سيناء، ثم لجان مدينة الشيخ زويد، ثم لجان مدينة الحسنة، بينما حلت لجان مدينة رفح في المرتبة الأخيرة.