دمشق - مصر اليوم
نفى التحالف الدولي ضد "داعش" بقيادة الولايات المتحدة، الأنباء التي تحدثت عن إجلائه أواخر شهر أغسطس/آب الماضي، أكثر من 22 قياديًا من التنظيم من دير الزور شرق سورية إلى شمال البلاد. وقال متحدث باسم التحالف، تعليقا على هذه المعلومات، اليوم الخميس: "إن هذه التقارير كاذبة".
وكان مصدر عسكري دبلوماسي، كشف اليوم الخميس، أن القوات الجوية الأميركية قامت، أواخر شهر أغسطس/آب الماضي، بإجلاء أكثر من 22 قياديا لـ"داعش" من محافظة دير الزور السورية إلى شمال البلاد. وقال المصدر، في حديث لوكالة "نوفوستي" الروسية: " جرى خلال الأسبوع الماضي من شهر أغسطس، وعلى خلفية العمليات الناجحة للقوات الحكومية السورية في شرق سورية، الإجلاء العاجل لعدد من القياديين الميدانيين، الذين تشرف عليهم الاستخبارات الأميركية، من منطقة دير الزور إلى المناطق الآمنة من أجل استخدام خبرتهم في الجبهات الأخرى".
وأوضح المصدر أن "مروحية تابعة للقوات الجوية الأميركية سحبت، ليلة 26 أغسطس/آب ، قياديين اثنين ميدانيين لداعش، من أصول أوروبية، برفقة أفراد عائلتيهما من المنطقة التابعة لبلدة الطريف في ريف مدينة دير الزور الشمالي الغربي". وحسب المصدر نفسه، إنه في يوم 28 من الشهر ذاته نفذت القوات الأميركية، عملية أوسع حيث أجلت على متن عدة مروحيات حوالي 20 قياديا آخرين من التنظيم، المصنف إرهابيا على المستوى الدولي، بالإضافة إلى مسلحين مقربين منهم، من منطقة البو ليل جنوب غربي مدينة دير الزور، ونقلتهم إلى شمال سورياة
وشدد المصدر على أن عناصر "داعش"، الذين يبقون دون قيادييهم، "يتوقفون في معظم الأحوال عن تنفيذ عمليات منظمة ويتركون مواقعهم ملتحقين بمجموعات أخرى أو يهربون بشكل منفرد للحفاظ على حياتهم". وأشار المصدر لوكالة "نوفوستي" إلى أن "كل ذلك يسهم بشكل أكبر، في نهاية المطاف، في إنجاح العملية الهجومية، التي تنفذها القوات الحكومية السورية شرق سورية".
وبحسب معطيات المصدر العسكري الدبلوماسي المذكور، فإن هناك "دلائل جديدة، مع اقتراب دحر داعش في منطقة دير الزور من قبل القوات الحكومية السورية، تؤكد التورط العميق للاستخبارات التابعة لما يسمى بالتحالف الدولي، وخاصة للولايات المتحدة، في دعم عمليات مجموعات المسلحين، التي تنشط تحت قيادة داعش في سورية".
وأوضح المصدر أن "المسلحين الأسرى يتحدثون خلال عمليات الاستجواب عن حالات متعددة للدعم الذي تقدمه استخبارات الولايات المتحدة للقياديين الميدانيين للتنظيمات الإرهابية، منذ فترة ولاية الإدارة الأميركية السابقة وحتى الوقت الراهن". وشدد على أن عمليات الإجلاء لمثل هؤلاء القياديين في داعش، ليست الأولى من نوعها، "حيث قامت مروحيات أميركية، خلال شهر مايو/أيار الماضي، بسحب قياديين ميدانيين ومسلحين من أصول أوروبية من بلدة كسرة في محافظة دير الزور، بينما تم رصد عمليات مشابهة لإجلاء عناصر التنظيم في محافظة الرقة خلال شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز".
من جهة ثانية، كشف اليوم الخميس عن بنود وثيقة اتفاق وقف إطلاق النار في القلمون الشرقي جنوب وسط سورية. ومما جاء في نص الاتفاق الموقع بين فصائل المعارضة السورية من بينها "فيلق الرحمن" و"أحرار الشام" و"جيش الإسلام" من جهة، وروسيا باعتبارها إحدى الدول الضامنة لعملية أستانا بشأن التسوية في سورية، من جهة أخرى، ما يلي: "يلتزم الطرفان بوقف إطلاق النار والانضمام إلى نظام وقف الأعمال القتالية ويرحبان بإنشاء منطقة وقف إطلاق النار في القلمون الشرقي (ضمير، رحيبة، جيرود، المنصورة، جبل البترا، جبل المغر في رحيبة). يتم تشكيل لجنة من الطرفين لتحديد وترسيم الإحداثيات الجغرافية التي تعكس الحقائق الميدانية على خريطة".
وأشارت الوثيقة إلى أن الطرف الثاني (روسيا) يلتزم "بتسهيل متابعة الطرف الأول (فصائل المعارضة) لقتاله لتنظيم داعش"، مضيفة أن الطرفين يتخذان "جميع التدابير اللازمة لتحسين الحالة الإنسانية في منطقة وقف إطلاق النار فورا وتحقيقا لهذه الغاية يكفل الطرفان ويسهلان الدخول الفوري لقوافل الإغاثة من الأغذية والأدوية فضلا عن الاحتياجات الإنسانية الأخرى من خلال أربع نقاط عبور يسيطر عليها الطرف الأول...".
وبحسب نص الاتفاق، يقر الطرف الأول بقبول الاتحاد الروسي كضامن لتنفيذ هذا الاتفاق ويقبل بأن يقوم هذا الطرف بتشكيل قوات مراقبة وقف الأعمال العدائية، تتمركز هذه القوات على طول خط الجبهة بين الجهتين المتنازعين". كما أكد النص اعتبار هذا الاتفاق "مقدمة لتهيئة بنية سليمة لتنفيذ الحل السياسي الشامل وفقا للقرارات الدولية... ولا يعتبر بديلا عنه في أي حال من الأحوال".
وسط ذلك، انتقدت الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية، اليوم الخميس، بأشد العبارات التصريحات الأخيرة للمبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا. وهاجم المنسق العام للهيئة رياض حجاب عبر حسابه على "تويتر" تصريحات دي ميستورا التي دعا فيها المعارضة السورية إلى الإدراك أنها لم تربح الحرب ضد الحكومة.
وشدد حجاب أن تصريحات دي مستورا تعكس هزيمة الوساطة الأممية في إنفاذ قرارات مجلس الأمن واحترام التزاماتها أمام المجتمع الدولي. وتابع حجاب: "الثورة السورية ماضية، والمهزوم هو من فقد الشرعية والسيادة والقرار الوطني وبات خاضعا لإملاءات ملالي طهران".
من جانبه، طالب كبير مفاوضي "الهيئة العليا" محمد صبرا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش باتخاذ خطوات إزاء "انحياز دي ميستورا"، مضيفا إنه لم يعد مقبولا كوسيط للمحادثات، لأنه فقد حياده و"تحدث كجنرال روسي وليس كوسيط دولي".
بدوره، اتهم رئيس وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات جنيف نصر الحريري المبعوث الأممي بالصمت إزاء عرقلة الحكومة السورية العملية السياسية في البلاد، مشددا على أن "حديث دي ميستورا يتطابق تماما مع الأجندة الروسية".
تجدر الإشارة إلى أن الخطاب الذي دعا فيه دي ميستورا المعارضة السورية إلى الواقعية جاء قبيل انطلاق جولة جديدة من مفاوضات جنيف وعلى خلفية النجاحات المهمة التي أحرزها الجيش السوري على الأرض في حربه ضد تنظيم "داعش"، آخرها فك الحصار عن مدينة دير الزور، وذلك بالتزامن مع نجاح الجهود الدبلوماسية، مما أدى إلى استقرار الوضع داخل البلاد.