فيروس "كورونا"

لم تمض ساعات على تغريدة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، التي تفاخر فيها بإجراءاته في مكافحة فيروس كورونا، حتى أعلن عن إصابات جديدة بالفيروس داخل الولايات المتحدة.
وأفادت شبكة "فوكس نيوز"، ليل الجمعة السبت، بتشخيص حالة جديدة من فيروس كورونا في ولاية كاليفورنيا، وقالت إن هذه هي الحالة الثانية المجهولة المصدر في الولاية، بعد ما جاءت التحاليل الطبية لأحد سكان مدينة سانتا كلارا إيجابية.

أفاد مراسل "العربية" أن السلطات الكويتية أجبرت الواصلين من إيران، الاثنين، على صعود الباصات والتوجه إلى الحجر الصحي في متنزه الخيران.
وكانت صحف كويتية أفادت بحدوث مشادات بين الواصلين إلى مطار الشيخ سعد العبدالله من إيران، وبين الأجهزة المختصة، حيث رفض عدد من الواصلين الانتقال إلى الحجر الصحي، وأصروا على الذهاب إلى منازلهم.
وكانت السلطات الكويتية خصصت متنزه الخيران ليكون حجرا صحيا إضافيا، للقادمين من دول تفشى بها فيروس كورونا.
من جهتها، أوصت الصحة العالمية برفع مستوى التدابير والإجراءات الاحترازية لاحتواء فيروس كورونا، وثمّن وفد المنظمة، خلال زيارة له إلى الكويت، الإجراءات الخليجية في المطارات رغم كثرة المسافرين.

كما أشاد بتطبيق الكويت للمعايير الدولية في مواجهة كورونا، موضحا أن زيارته تهدف لحماية الكويتيين والمنطقة من تفشي الفيروس.
هذا وأعلنت وزارة الصحة الكويتية أن الكويت لم تسجل أي إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مشيرة إلى أن الحالات الأخرى مستقرة. ودعت الوزارة المواطنين إلى عدم السفر في الوقت الحالي.

أعلن وزير التربية والتعليم الإماراتي حسين الحمادي، تعليق الدراسة في حضانات الأطفال على مستوى الدولة بدءا من غد الأحد. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي المتعلق بفيروس كورونا المستجد، وذلك في مقر الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، بحضور وزير الصحة ووقاية المجتمع.

وأكد الحمادي تعليق الأنشطة والفعاليات المدرسية في مختلف إمارات الدولة حتى إشعار آخر ضمن الإجراءات الوقائية للوزارة.
وتابع أن الطلبة الذين كانوا يتواجدون في طواف الإمارات عددهم 131 طالباً لم يحتكّوا مع الفنيين المصابين ولكن لإجراءات السلامة يتم فحصهم والتأكد من سلامتهم ووضعهم في منازل مع توفير الدعم التربوي والصحي. وطمأن أولياء الأمور عدم احتكاك الطلبة مع الفنيين.
في سياق متصل، أصدرت ‫"هيئة المعرفة والتنمية البشرية" في ‫دبي تعميماً إلى جميع المدارس لإلغاء جميع الرحلات والتجمعات الداخلية والخارجية لمنع انتشار فيروس "كورونا" المستجد . ‏كما طالبت أولياء الأطفال أو الأقارب الذين سافروا إلى الدول التي انتشر فيها الفيروس ملئ نموذج خاص وتسليمه إلى إدارة المدرسة.
فيما يتعلق بطواف الإمارات، من تم تشخيصهم كانوا من الفنيين المصاحبين للفرق وليسوا من الدراجين، وكان هامش تعاملهم مع الجمهور ضئيلاً جداً.

شفاء خمس حالات

بدوره، أعلن عبد الرحمن العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع في مؤتمر صحافي اليوم، أن عدد الإصابات في الإمارات بفيروس كورونا بلغ 21 حالة منها 5 حالات تماثلت للشفاء.

وأكد وزير الصحة أن جميع منافذ الدولة مغطاة بالأجهزة والماسحات الحرارية سواء الجوية أو البرية أو البحرية.
أعلنت وزارة الصحة البحرينية أن عدد المصابين بفيروس كورونا بلغ 41 مصاباً بعد تسجيل 3 حالات جديدة لمواطنين قادمين من إيران، وكشفت وزارة الصحة على "تويتر" عن الحالات الثلاث الأخيرة القادمة من إيران.

إصابات فرنسية قادمة من مصر

هذا وكشفت الحكومة المصرية تفاصيل حالتين أعلنت وزارة الصحة الفرنسية إصابتهما بفيروس كورونا بعد عودتهما من رحلة سياحية في مصر.

وقال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء المصري، السبت، إن وزارة الصحة الفرنسية أعلنت، الخميس الماضي، عن عدد من الحالات المصابة بالفيروس، وأن اثنين منهم كانا في رحلة سياحية لمصر، مؤكدا أن الإجراء المتبع في مثل هذه الأمور هو إرسال إفادة رسمية من جانب الوزارة الفرنسية.
وأشار رئيس الوزراء في تصريحات، عقب تفقده مطار الغردقة، إلى التواصل مع الجانب الفرنسي والسفير المصري في باريس للحصول على أي معلومة بهذا الشأن، مضيفا أنه وردت معلومات، ظهر الجمعة، تفيد بأن هذين الشخصين كانا مقيمين في مصر مع فوج سياحي خلال الفترة من 5 فبراير/شباط وحتى مغادرتهما في 16 فبراير/شباط.

كورونا يتفشى في إيران

وإلى ذلك، قال متحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية، السبت، إن فيروس كورونا المستجد قتل 43 شخصاً وسط 593 حالة إصابة مؤكدة بالفيروس في البلاد، وأضاف كيانوش جاهانبور: "للأسف توفي تسعة أشخاص بسبب الفيروس في الأربع والعشرين ساعة الماضية".
وحث المتحدث، المواطنين على الابتعاد عن التجمعات الجماهيرية والحد من السفر، كما ناشد عدم حضور جنازات الموتى لأن التجمعات قد تساعد في نشر الفيروس، وذكر أن "هناك 4 محافظات فقط من أصل 31 في إيران لم تسجل فيها إصابات بفيروس كورونا".

قال متحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية يوم السبت إن فيروس كورونا المستجد قتل 43 شخصاً وسط 593 حالة إصابة مؤكدة بالفيروس في البلاد. وأضاف كيانوش جاهانبور "للأسف توفي تسعة أشخاص بسبب الفيروس في الأربع والعشرين ساعة الماضية" وحث الناس على الابتعاد عن التجمعات الجماهيرية والحد من سفرهم. كما حث جاهانبور الأشخاص على عدم حضور جنازات الموتى، لأن التجمعات قد تساعد في نشر الفيروس. وتابع أن "هناك أربع محافظات فقط من أصل 31 في إيران لم تسجل فيها إصابات بفيروس كورونا".
وإيران لديها أعلى عدد من القتلى في العالم خارج الصين، مركز التفشي. والأرقام الجديدة من إيران ترفع من مجموع الحالات في الشرق الأوسط إلى أكثر من 720.

ورفضت وزارة الصحة الإيرانية التقارير الصحفية التي تتحدث عن ارتفاع وفيات فيروس كورونا في البلاد إلى المئات، وتؤكد أن العدد لم يتجاوز 34 حالة، فيما أفادت وسائل إعلام رسمية السبت، بوفاة النائب محمد علي رمضاني، بعد إصابته بالمرض فيما ذكر وموقع "انتخاب" الإيراني عن عضو هيئة البرلمان الإيراني أسد الله عباسي: فحوصات 5 نواب أثبتت إصابتهم بكورونا.

كما ذكرت مواقع أن محمد مير محمدي، عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام، دخل في غيبوبة إثر إصابته بفيروس كورونا أيضا.
من جهته، أعلن فريد الدين حداد عادل ابن غلام علي حداد عادل، عضو تشخيص مصلحة النظام، أي شقيق زوجة مجتبى خامنئي نجل المرشد الإيراني، بأنه أصيب بكورونا وذلك عبر تغريدة له على حسابه في "تويتر".

كما وردت أنباء غير مؤكدة عن إصابة مصطفى بورمحمدي وزير العدل السابق وأحد المتهمين بتنفيذ إعدامات 1988 الجماعية، بكورونا وهو أبرز أعضاء وزارة الأمن والاستخبارات السابقين.

أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها على علم بالتقارير الصادرة عن السائحين الفرنسيين الاثنين والسائح الكندي، الذين ثبت مؤخرا إصابتهم بفيروس كورونا بعد عودتهم من مصر.
وذكر بيان للمنظمة، السبت، أن الحالات المؤكدة كانت في زيارة سياحية لمصر، وما زال مصدر ومكان الإصابة قيد التحقيق، فيما أبلغت وزارة الصحة المصرية، المنظمة العالمية بالتطورات.

وذكرت المنظمة أن وزارة الصحة المصرية قامت بتنشيط فرق الاستجابة السريعة واتخاذ الإجراءات المطلوبة للتقصي الوبائي وإجراءات متابعة المخالطين.
وأكدت المنظمة أنها تتعاون مع وزارة الصحة المصرية في تقديم المشورة الفنية الخاصة بأنشطة التحقيق والاستجابة.
وقالت إن مصر تقوم حاليا بتنفيذ فحص دخول المسافرين القادمين من الدول التي يتواجد بها إصابات عديدة فقط بناء على تقييم ذاتي قامت به وزارة الصحة.

وأكدت المنظمة أنه في سياق الحالات المكتشفة حديثا، فقد جرى اكتشاف كل من الحالتين الفرنسيتين، والحالة الكندية في بلديهما، حيث لم تظهر على هذه الحالات أي من الأعراض أثناء مرورهم بنقاط الدخول المصرية، وبالتالي لم يتسن اكتشافهم من خلال فحص الدخول.
وأشارت المنظمة إلى أن مصر تقوم حاليًا باتصالات مع فرنسا وكندا من أجل تبادل المعلومات اللازمة لتتبع المخالطين، وستقوم بمشاركة تقرير مع منظمة الصحة العالمية في الأيام المقبلة. حيث بدأت فرنسا بالفعل في مشاركة نتائج التحقيق وأقرت كندا باستلام طلب مصر.

وفي وقت سابق كشفت الحكومة المصرية تفاصيل حالتين أعلنت وزارة الصحة الفرنسية إصابتهما بفيروس كورونا بعد عودتهما من رحلة سياحية في مصر.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء المصري، السبت، إن وزارة الصحة الفرنسية أعلنت، الخميس الماضي، عن عدد من الحالات المصابة بالفيروس، وأن اثنين منهم كانا في رحلة سياحية لمصر.

وأشار رئيس الوزراء في تصريحات، عقب تفقده مطار الغردقة، إلى التواصل مع الجانب الفرنسي والسفير المصري في باريس للحصول على أي معلومة بهذا الشأن، مضيفا أنه وردت معلومات، ظهر الجمعة، تفيد بأن هذين الشخصين كانا مقيمين في مصر مع فوج سياحي خلال الفترة من 5 فبراير/شباط وحتى مغادرتهما في 16 فبراير/شباط.

وذكر رئيس الوزراء المصري أن جميع الأجهزة المعنية ووزارة الصحة قامت باتخاذ الإجراءات اللازمة ومراجعة أماكن إقامة الشخصين في مصر، وتم التأكد أن جميع أفراد الفوج السياحي غادروا مصر.
وأكد مدبولي أنه يتم حاليًا فحص جميع العاملين المتواجدين بمكان إقامة الفوج، والمجموعة المرتبطة بصورة مباشرة به لتأمين المواطنين، والتأكد من عدم وجود إصابات.

وقال رئيس الوزراء إنه تم وضع خطة محكمة للتعامل مع الفيروس، وفقا للإجراءات العالمية التي تتم لمواجهة المرض من خلال ثلاث مراحل: الأولى احترازية ووقائية، والثانية تتعلق بالتأمين، وهي المرحلة التي نحن بصددها حاليا، فيما تشمل المرحلة الثالثة خطة لكيفية المواجهة في حالة وجود إصابات.

وجدد رئيس الوزراء المصري التأكيد على أن مصر خالية من كورونا، وأنها تتعامل بجدية مع أي حالات اشتباه، معلنا تجهيز مستشفى بكل محافظة للتعامل مع المصابين.
نشرت صحيفة ليبيراسيون الفرنسية تقريراً عن التخبط والكذب الإيراني في ملف فيروس كورونا حيث أعلنت إيران عن وفاة 43 شخصاً، وإصابة المئات في ظل اتهامات للسلطات بإخفاء حقيقة الأرقام.

وغالباً ما تتعرض طهران، المدينة ذات التكتل السكاني البالغ عشرة ملايين نسمة، لذروات التلوث المروعة التي تجبر المدارس على الإغلاق.

ومنذ صباح يوم السبت، أول يوم عمل من أيام الأسبوع في إيران، كان السكان يرتدون كمامات في الشوارع ليس لوقاية أنفسهم من هواء العاصمة الملوث، بل للوقاية من فيروس كورونا. وبدأت تظهر الملصقات المضادة للمصافحة بالأيدي عند مداخل الشركات. فبعد الصين، أصبحت إيران موطنًا لمعظم الوفيات التي تسبب بها فيروس "Covid-19"، في غضون أيام قليلة فقط، وفقًا للبيانات الرسمية الصادرة.

مترامية الأطراف

أُعلن عن الحالات الأولى خلال منتصف الأسبوع الماضي في مدينة قم المقدسة، مقر العديد من المدارس والمؤسسات الدينية. ووفقًا لوزير الصحة، فإن أحد المصابين هو تاجر سافر إلى الصين مؤخرًا. ومنذ ذلك الحين، توفي 43 شخصًا في إيران وأصيب الآلاف، من ضمنهم مصابون من العاصمة. وقال رئيس مجلس البلدية محسن هاشمي إنه مستعد لإجراء حجر صحي للمدينة "في حال ازدياد عدد الأشخاص المصابين". أمرٌ يبدو من الصعب تخيله، حيث إن المدينة كبيرة ومترامية الأطراف وتعتمد على التبادلات اليومية مع ضواحيها.

وأعلنت السلطات عن وضع "تدابير وقائية" في 14 من أصل 31 مقاطعة في البلاد. كما أن العديد من الأماكن العامة (مدارس وجامعات ودور سينما ومسارح) مغلقة مؤقتًا. هذا وتحصن دول المنطقة نفسها، فقد فرضت معظم دول المنطقة والعالم قيودًا في التعاملات مع إيران بشكل مؤقت.

شفافية

ووصفت منظمة الصحة العالمية الوضع بـ"المقلق للغاية" بشأن تفشي الفيروس في بلدان جديدة، من ضمنها إيران. فالوضع مقلق أكثر في إيران لأنه يشتبه في أن السلطات تتكتم على الواقع.
واتهم أحمد أميربادي فرحاني، نائب من منطقة قم، الحكومة "بالكذب على الشعب" مساء الأحد، قائلًا إن "حوالي 50 شخص" قد توفوا بسبب الفيروس. ورد نائب وزير الصحة، ايراج حريرشي قائلًا: "أنا أنفي هذه المعلومة بشكل قاطع". كما وعد بدوره المتحدث الرسمي باسم الحكومة "بتحري الشفافية عند نشر الأرقام".

بالتأكيد لن يكون هذا الالتزام كافيًا للطمأنة، لأن الحكومة افتقدت للمصداقية في شهر يناير. بعد سقوط طائرة الخطوط الجوية الأوكرانية الدولية، والتي أسفرت عن موت 176 شخصًا على متنها، أعلنت السلطات إلى أنه كان حادثًا.

قبل التراجع بعد بضعة أيام، مكرهة ومجبرة بسبب الاتهامات الدولية. في الثامن من يناير، أطلقت إيران وابلًا من الصواريخ على المنشآت العسكرية الأميركية في العراق، ردًا على اغتيال جنرال الحرس الثوري قاسم سليماني قبل بضعة أيام. وقامت القوات المسلحة بإسقاط الطائرة المدنية عن طريق الخطأ في الساعات الأولى من الصباح، كما أنها اعترفت بعد 3 أيام من الكذب.

منعت شركة أمازون بيع أكثر من مليون منتج في الأسابيع الأخيرة بعد أن قدمت هذه المنتجات مزاعم مضللة عن قدرتها على علاج أو منع COVID-19، وهو المرض الناجم عن فيروس كورونا الجديد، وذلك وفقًا لما ذكرته وكالة رويترز.

ويقول بائع التجزئة أيضًا إنه أزال عشرات الآلاف من الصفقات بسبب ارتفاع الأسعار، حيث يتقاضى البائعون أسعارًا أعلى بكثير لعناصر مثل أقنعة الوجه مع انتشار المخاوف من انتشار الفيروس.
وتأتي التقارير حول إزالة المنتجات بعد أقل من أسبوع من إصدار أمازون تحذيرًا للبائعين على منصتها بعدم رفع سعر أقنعة الوجه، والتي تواجه ارتفاعًا كبيرًا في الطلب عليها وسط تفشي المرض.

وتحظر سياسة التسعير العادل لمنصة التجارة الإلكترونية زيادات الأسعار التي تضر بثقة العميل، وتقول إنه لا ينبغي أن تكون الأسعار أعلى بكثير من الأسعار الحديثة المعروضة داخل أو خارج أمازون.

وقال متحدث باسم الشركة لوكالة رويترز: “لا تسمح أمازون بالتلاعب بالأسعار أو ابتزاز الزبائن”، موضحًا أن الشركة راقبت ارتفاع الأسعار والادعاءات الخاطئة من خلال مزيج من المراجعة الآلية واليدوية للقوائم.
وتشير المعلومات إلى أن بعض أقنعة الوجه وأجهزة التنفس التي تباع في أمازون قد تضاعف سعرها ثلاث أو أربع مرات، حيث وزاد سعر منتج مكون من 10 أقنعة N95 إلى 128 دولارًا من متوسط سعر 41.24 دولارًا، في حين أن ارتفع سعر جهاز التنفس الصناعي المكون من عبوتين من 6.65 دولارًا إلى 24.99 دولارًا.

وبالرغم من تصريحات أمازون، لا يزال هناك منتجات مدرجة في الموقع يتم بيعها بأسعار أعلى بكثير من المعتاد، إذ تباع المجموعة المكونة من 100 قناع للوجه مقابل 56.99 دولارًا، في حين يشير موقع تتبع الأسعار إلى أن المنتج نفسه قد تم بيعه مقابل أقل من 10 دولارات في بداية الشهر.

وواجه أكبر متجر بيع بالتجزئة على الإنترنت في العالم تدقيقًا بشأن العروض المتعلقة بالصحة على منصته، وأطلقت إيطاليا في وقت سابق من هذا الأسبوع تحقيقًا في ارتفاع أسعار مواد التعقيم وأقنعة النظافة عبر الإنترنت بينما تكافح أكبر انتشار في أوروبا.

خصصت مجلة "إيكونوميست" Economist هذا الأسبوع تقريرا عن فيروس كورونا المستجد الذي يجتاح العالم بشراسة، محذرة من أن الفيروس آتٍ للجميع، ومطالبة الحكومات بالعمل الجاد من أجل مكافحته والقضاء عليه.

وقالت المجلة إنه "فيما يتعلق بالصحة العامة، فإن المصداقية هي أهم بكثير من الأمل. إذ أضحى واضحًا خلال الأسبوع الماضي أن المرض المتفشي الجديد، covid-19، الذي ضرب الصين في بداية ديسمبر سينتشر ويتفشى حول العالم. لقد أشارت العديد من الحكومات إلى أنها ستقوم بالتصدي للمرض، ولكن ما يجب عليهم فعله عوضًا عن ذلك هو القيام بتجهيز شعوبهم لهذا الهجوم الشرس".

وسيتعين على المسؤولين القيام بالبدء في التصرف على الرغم من أنهم لا يملكون كافة الحقائق، إذ إن الكثير من المعلومات عن هذا الفيروس لا تزال غير معروفة. وبالنسبة لأي دولة سجلت حالاتٍ بالإصابة، فهنالك تخمين مفاده أن نحو 25-70% من التعداد السكاني قد يصابو نبهذا المرض. وتفيد التجربة الصينية بأنه من بين الحالات المصابة التي تم التعرف عليها، هنالك نحو 80% تقريبًا ستكون إصاباتهم خفيفة، و15% سيكونون بحاجةٍ إلى العلاج في المستشفيات، و5% سيكونون بحاجةٍ إلى عناية مشددة. ويقول الخبراء إن الفيروس يعتبر أشد فتكًا بنحو خمسة إلى عشرة أضعاف من الأنفلونزا الموسمية التي تتسبب – عند مستوى فتكها الذي يصل إلى 0.1% - في وفاة نحو 60 ألف أميركي في عامٍ واحد. وحول العالم، قد يصل معدل الوفيات إلى أعداد مليونية".

وأضافت أنه "لو شبهنا هذا الوباء بإنفلونزا حادة للغاية فإن الأمثلة تشير إلى أن النمو الاقتصادي العالمي سينخفض بمقدار نسبتين مئويتين خلال الاثني عشر شهرًا القادمة ليصبح 1%، وفي حال استمر الوضع للأسوأ فإن الاقتصاد العالمي قد يمر في حالة انكماش. ومع استيعاب هذا المنظور خلال الأسبوع الحالي، انخفض (مؤشر إس آند بي 500) بمقدار 8%.

ومع ذلك، تعتمد كل هذه النتائج إلى حد كبير على ما تختار الحكومات القيام به، مثلما تُظهر الصين، إذ يبلغ عدد سكان مقاطعة هوبي، التي تعتبر منبع الوباء، 59 مليون نسمة، وشهدت أكثر من 65000 حالة ومعدل وفيات يصل إلى 2.9%. ولكن على النقيض من ذلك، عانت بقية مقاطعات الصين، التي تضم 1.3 مليار شخص، من حالاتٍ أقل عند مستوى 13000 حالة مع معدل وفيات يصل إلى 0.4% فقط. لقد قام المسؤولون الصينيون في البداية بقمع نشر الأخبار عن المرض، وهو خطأ جسيم تسبب في السماح للفيروس بأخذ زمام المبادرة. لكن حتى قبل أن ينتشر خارج مقاطعة هوبي، فرضت الصين الحجر الصحي الأكبر والأكثر قسوة في التاريخ. إذ قامت بإغلاق المصانع وأوقفت وسائل النقل العام وأمرت الناس بعدم الخروج من منازلهم. لقد تسبب ذلك في رفع الوعي وتغيير السلوكيات. ولولا أن قامت الصين بذلك، لكانت قد سجلت بحلول الوقت الحالي ملايين الحالات وعشرات الآلاف من الوفيات".

وقال التقرير: "لقد امتدحت منظمة الصحة العالمية هذا الأسبوع النهج الصيني، بيد أن ذلك لا يعني بالضرورة أنه النهج المناسب لبقية دول العالم. إن كل نوع من أنواع الحجر الصحي له ثمن – ليس فقط في الأرواح، ولكن أيضًا في معاناة الأشخاص ممن هم خارج الحجر الصحي والذين قد يكون امتنع البعض منهم عن العلاج الطبي لأعراض طبيةٍ أخرى. ولا يزال من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان الثمن يستحق المكاسب. وفي الوقت الذي تسعى فيه الصين إلى إنعاش اقتصادها عبر تخفيفها للقيود المفروضة على الحجر الصحي، فإنها قد تتعرض لموجة أخرى من الإصابات بالفيروس. وبالنظر إلى حالة عدم اليقين تلك، فإن الدول الديمقراطية لن تكون على استعداد للقيام بمثل ما قامت به الصين مع مواطنيها. كما تظهر لنا حالة انتشار الوباء جراء الفوضى في إيران أنه ليست جميع الحكومات الاستبدادية قادرة على اتباع ذلك النهج.

مع ذلك، حتى وإن كانت العديد من الدول غير قادرة أو لا يجب عليها اتباع نهج الصين، إلا أن تجربتها تحوي ثلاثة دروس مهمة - التحدث إلى المواطنين وعرقلة انتشار المرض وإعداد القطاعات الصحية لتكون قادرة على استقبال كم كبير من الحالات".
وبحسب المجلة، يعد المركز الأميركي للسيطرة على الأمراض مثالًا جيدًا لطريقة التواصل مع العامة، والذي أصدر تحذيرًا واضحًا لا لبس فيه في 25 فبراير. لكن المثال السيئ هو نائب وزير الصحة الإيراني الذي أظهر استسلامه للوباء في مؤتمر صحافي كان يرمي إلى إظهار الحكومة بأنها تسيطر على الأمر.

حتى المحاولات الصادقة لتلطيف الحقيقة تعد انهزامًا ذاتيًا، إذ إنها في النهاية تتسبب في انتشار عدم الثقة والشائعات والخوف. وإن الإشارة إلى ضرورة إيقاف المرض أيًا كان الثمن أو القول بأن مجرد الحديث عنه هو أمرٌ مخيف للغاية تُثبط الجهود المبذولة من أجل الاستعداد لوصوله المحتوم. ومع التردد الذي يطغى على الحكومات، بدأت نظريات المؤامرة التي تخرج من روسيا تثير الشكوك بالفعل، وربما أنها ترمي لعرقلة وتشويه طريقة تعاطي الدول الديمقراطية مع الأمر".

وشدد تقرير "إيكونوميست" إلى أن "الوقت الأنسب لإخبار الناس عن المرض هو قبل أن يتحول إلى وباء. ويجدر الذكر أن الوفاة من ذلك المرض مرتبطة بالعمر. فإذا ما كنت فوق الثمانين أو تعاني من حالة مرضية مستعصية فإنك في خطر كبير، لكن إن كنت تحت الخمسين فأنت في وضع جيد. إن الوقت المناسب لإقناع الثمانين بالمئة من الحالات الخفيفة بالبقاء في منازلهم وعدم الذهاب إلى المستشفيات هو الآن. على الناس أن تدرك أهمية غسل أيديهم بشكل مكثف وتجنب ملامستها لوجوههم. كما تحتاج الشركات إلى خطط للاستمرارية، مثل السماح لموظفيها بالعمل من منازلهم والتأكد من استبدال الموظف المصاب أو الموظف الذي يقوم على رعاية شخصٍ مصاب. إن النموذج الأمثل على ذلك التصرف هي دولة سنغافورة، التي تعلمت من فيروس سارس، أن التواصل الواضح والمبكر يحد من مستوى الفزع".

و"الدرس الثاني الذي تقدمه التجربة الصينية هو أن الحكومات يمكنها أن تبطئ من انتشار المرض. إن السيطرة على الوباء تعني تقليل العبء على القطاعات الصحية، مما يساعدها في إنقاذ الأرواح. وإذا كان الفيروس موسميًا – مثل الإنفلونزا، فقد تتأخر بعض الحالات حتى فصل الشتاء المقبل، وفي ذلك الوقت سوف يدرك الأطباء بشكل أفضل كيفية التعامل معه. وبحلول ذلك الوقت، قد تكون هنالك لقاحات جديدة وعقاقير مضادة للفيروسات".
وعندما يكون لدى الدول حالات قليلة، فيمكنها متابعة كل حالة، ومن منها قد خالطت أشخاصا آخرين، ومن ثم عزلهم. ولكن عندما ينتشر الفيروس في المجتمع، يصبح ذلك عديم الجدوى، بحسب المجلة التي أضافت:

"يتعين على الحكومات أن تستعد للحظة التي ستصل فيها إلى مرحلة النفور الاجتماعي، والتي قد تصل إلى مستوى إلغاء الفعاليات العامة وإغلاق المدارس وجدولة ساعات العمل وما إلى ذلك. وبالنظر إلى حالة عدم اليقين، سيتعين على الحكومات اختيار مدى القسوة في التعامل التي يرغبون في اتباعها. لذلك ينبغي أن تسترشد الحكومات بالعلم. ويبدو أن حظر السفر الدولي سيكون أمرًا لا مفر منه، لكنه يوفر القليل من الحماية لأن الناس يجدون طرقًا أخرى للتنقل. كما أن قيامهم بذلك فيه دلالة على أن المشكلة تكمن في كون "أولئك" سيصيبوننا "نحن"، عوضًا عن قيامهم بالحد من مستوى العدوى داخل بلداننا. وبالمثل، إذا انتشر المرض على نطاق واسع، كما هو الحال في إيطاليا وكوريا الجنوبية، فإن أسلوب ومنهجية "ووهان العقيمة" في فرض الحجر الصحي لبلدات بأكملها يكلف الكثير ولا يقدم سوى حماية ضئيلة".

واختتم التقرير بالقول إن "الدرس الثالث هو إعداد القطاعات الصحية لما هو آتٍ. وهذا يستلزم التخطيط اللوجستي الدقيق. إذ تحتاج المستشفيات إلى إمداداتٍ من الملاءات والأقنعة والقفازات والأكسجين والأدوية، ويجب أن تكون متوفرة لديهم الآن بالفعل. إذ إن بعض المعدات سوف تنفد، بما في ذلك أجهزة التهوية. كما أنهم بحاجة إلى مخطط لكيفية تخصيص أجنحة وأدوار كاملة لمرضى covid-19، وكيفية التعامل في حال إصابة الطواقم الطبية بالمرض، وكيفية ترتيب أولويات الحالات المرضية بين المرضى في حال كانت أعدادهم كبيرة. بحلول هذا الوقت، يتوجب أن يكون هذا العمل قد تم إنجازه".

وخلص إلى أن هذا الفيروس قد كشف بالفعل عن نقاط القوة والضعف في سلطوية الصين. وسيمثل الفيروس اختبارًا لجميع الأنظمة السياسية عندما يصل إليها، سواءً في البلدان الغنية أو النامية. لقد قامت الصين بمنح الحكومات بعض الوقت للاستعداد لهذا الوباء. يجب عليهم أن يستغلوا هذا الوقت".

قد يهمك أيضا : 

أميركا والهند تتفقان على الانتهاء "سريعًا" من محادثات التجارة الجارية

 منظمة الصحة العالمية تحسم الجدل بشأن "حالات كورونا" في مصر