عبدالفتاح السيسي و أنغيلا ميركل

يتوجه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بعد جولة في العمق الإفريقي بالسودان، إلى أخرى ولكن في القارة العجوز في ألمانيا، في زيارة توجَّهت لها أنظار المهتمون بالشؤون الاقتصادية والسياسية والتجارية، مع ترقب شديد لنتائج وتبعات الزيارة والتوصيات المنتظرة منها.

ويحل السيسي صباح غد الأحد، في العاصمة برلين، ولمدة 4 أيام، من أجل المشاركة في قمة القادة الأفارقة ومجموعة العشرين ببرلين، وعقد مباحثات ثنائية مهمة مع المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، وهو ما يعود بنا إلى مجموعة من اللقاءات المشتركة التي جمعت الرئيس المصري بالمستشارة الألمانية.

وجاء اللقاء الأول بين السيسي وميركل، خلال زيارة الرئيس السيسي إلى ألمانيا في حزيران/ يونيو 2015، وكان اللقاء الثاني في مقر الأمم المتحدة على هامش حضور كل منهما جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر من العام ذاته، ثم التقى السيسي بالمستشارة ميركل خلال قمة مجموعة العشرين 2016، وأخيرا زيارة ميركل للقاهرة 2017.

وحصل موقع "مصر اليوم" على نسخة من تقرير شامل لـ "الهيئة العامة للاستعلامات"، وورد فيه أن هذه الزيارة تكتسب أهمية بالغة تستمدها من طبيعة الزيارة نفسها، ثم من المرحلة التي تطورت إليها العلاقات المصرية الألمانية، وكذلك القضايا الثنائية والإقليمية المطروحة على جدول أعمال الزيارة بشقيها الثنائي والجماعي، فضلًا عن أن هذا هو اللقاء الأول بين الجانبين بعد بدء الولاية الرابعة للسيدة ميركل في مارس 2018 كمستشارة لألمانيا، وبدء الفترة الرئاسية الثانية للرئيس عبد الفتاح السيسي في يونيه 2018.

وأوضح التقرير أن الزيارة الرسمية للرئيس السيسي لألمانيا التي تستمر 4 أيام، تتضمن شقين:

الأول، هو زيارة "دولة" رئيس مصر إلى ألمانيا بدعوة من المستشارة الألمانية، وزيارة الدولة هي أعلى مستويات الزيارات الرئاسية في العلاقات الدولية.

وتُعقد خلال هذه الزيارة الثنائية، قمة بين الرئيس والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، لبحث التعاون الثنائي، وجهود مكافحة الإرهاب، والأوضاع في ليبيا وسوريا واليمن، إضافة إلى تنسيق المواقف بشأن مواجهة الدول الداعمة للإرهاب؛ فضلا عن لقاءات آخرى ثنائية مع كبار المسئولين والسياسيين الألمان.

الشق الثاني للزيارة، يتمثل في للمشاركة بأعمال القمة المصغرة للقادة الأفارقة رؤساء الدول والحكومات أعضاء المبادرة الألمانية للشراكة مع إفريقيا في إطار مجموعة العشرين والتي دعت إليها المستشارة ميركل، حيث أن توجيه الدعوة للرئيس السيسي من المستشارة ميركل لحضور هذه القمة للمرة الثانية جاء تقديرًا لمكانة مصر وأهمية دورها في أفريقيا، حيث سيلقى الرئيس السيسي كلمة خلال أعمال القمة المصغرة تتناول رؤية مصر في دفع وتعزيز جهود التنمية في إفريقيا، خاصة أن مصر سترأس الاتحاد الأفريقي العام القادم ٢٠١٩.

من جانبها أكدت وكيل لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب المصري سوزي رفلة أن زيارة السيسي إلى ألمانيا سيكون لها مردود إيجابي عظيم، على صعيد العوائد الاستثمارية والتفاهمات التجارية والاقتصادية، بخلاف توقيتها الذي ياتي في سياق مطلوب فيه تمتين العلاقات بين القاهرة والعواصم الأوروبية في أكثر من ملف.

وأوضحت رفلة "تأتي الهجرة غير الشرعية والإرهاب على رأس تلك املفات المشتركة، وتقديم مصر ذاتها كثقل يعتمد عليه في الشرق الأوسط وأفريقيا، وشريك معتمد في أكثر من ملف، وأننا قد برهننا على ذلك في نجاحات متعلقة بمشروعات الطاقة العملاقة والكهرباء المشتركة بين مصر وألمانيا.