بعد ساعات من انتهاء وقائع الإنتخابات الرئاسية المصرية، وقبل قليل من إعلان إسم رئيس يتولى قيادة البلاد التي يعاني إقتصادها من أزمات طاحنة، أعلنت الحكومة المصرية في مصر منذ قليل موعد زيادة على أسعار النقل والمواصلات، وأولها مترو الأنفاق الذي ينقل ملايين الركاب يوميا، حيث تصل سعر التذكرة إلى 6 جنيهات، بعدما كانت جنيه واحد العام الماضي.

"مصر اليوم" تواصل مع رئيس لجنة النقل بالبرلمان هشام عبدالواحد، والذي أكد على أن المرافق في البلاد بحاجة إلى مزيد من الإيرادات لكي تستطيع تقديم خدمة مميزة ينشدها المواطنين، لافتا إلى أن مرفق المترو ضمن منظومة النقل في مصر ظلت تخسر لسنوات، ولم يكن هناك الموارد الكافية لها مما أدى لتدهورها.

عبدالواحد طالب المواطنين بمزيد من الصبر حتى يروا نتائج الأموال التي يدفعونها، قائلا: أنا واثق تماما أنه حينما يشعر المواطن بجودة في الخدمة وانتظام وأمان بها لن يجد حينها مشكلة مع مايدفعه، قبل أن يوضح أن الزيادات الجديدة في المترو "عادلة"، لأنها ستقوم على المحاسبة وفقا لعدد المحطات، وأن الست جنيهات هي حد أقصى، وأن الحد الأدنى يبدأ من جنيهين فقط.

ليعارض ذلك عضو لجنة الخطة والموزانة بالبرلمان طلعت خليل، الذي أتهم الحكومة بـ"التساهل"، وعدم البحث عن بدائل كالإعلانات أو الشركات الراعية أو اللجوء لأفكار إبداعية خارج الصندوق، كاستغلال الأرصفة والواجهات الإعلانية للمترو، أو إقامة إكشاك ومناطق خدمات بالمحطات، ولكن تسارع إلى تحميل المواطنين أعباء جديدة.

خليل قال لـ"مصر اليوم" أن وزير النقل سبق وأن جاء لنواب البرلمان، حينما طلب رفع سعر تذكرة المترو من جنيه إلى جنيهين في مارس أذار من العام الماضي 2017، وألقى حينها بوعود وردية عن جودة الخدمات وانتظام المترو، وأنه من حينها ورغم الزيادة فلم تتحسن الخدمة، ولازلنا نتيقظ على أزمات خانقة في المواصلات بسبب أعطال المترو، مطالبا الحكومة بعرض قراراتها قبل التطبيق على نواب الشعب.

وأعلنت مساء الجمعة، الحكومة المصرية ممثلة في وزير النقل هشام عرفات، عن أنه سيتم تطبيق أسعار تذاكر المترو الجديدة بعد انتهاء العام الدراسي الحالي، موضحا أن سعر تذاكر المترو سيكون طبقًا لعدد المحطات وذلك بعد الانتهاء من تركيب 850 بوابة إليكترونية بالخطين الأول والثاني.

وأشار إلى أن البوابات الجديدة ستميز بين أنواع التذاكر المختلفة والتي تم تقسيمها طبقا لعدد المحطات وتقسم إلى ثلاث فئات هي 9 محطات و18 محطة و32 محطة، بحيث تبدأ التذكر من جنيهين ويكون السعر الأقصى 6 جنيهات.

وطلب وزير النقل من المهندس على فضالي رئيس شركة المترو ، مخاطبة كافة الوزارات والهيئات الحكومية والخاصة لعمل اشتراكات لموظفيها، للاستفادة من التخفيضات التى تقدمها الشركة قبل تطبيق قرار رفع سعر التذكرة.

وقال عرفات إن الأسعار الجديدة تشمل خطوط المترو القديمة، والتي تعمل حاليًا ، وهي الأول والثاني والخط الثالث، أما الخطوط الجديدة كالخط الرابع والخامس، الذين سيتم العمل بهم فسوف يكون لهم أسعار مختلفة لا تزال قيد الدراسة.

وأوضح أن نظام أسعار تذاكر المترو هو نظام عالمي معمول به في كافة دولة العالم وتأخر هذا النظام في مصر كثيرا بسبب سوء حالة ماكينات التذاكر الموجودة بالمترو منذ سنوات ويهدف إلى تحقيق العدالة بين فئات المجتمع. 

يشار إلى أن مرفق مترو الأنفاق تم إنشاءه في مصر بعد الرئيس الأسبق حسني مبارك في العام 1983، وينقل يوميا 3.6 مليون راكب يوميًا حسب آخر إحصائيات شركة تشغيل المترو، ومكون من 3 خطوط  مكتملة، و3 خطوط لازالت في طور الإكتمال،  تبلغ عدد محطات المترو العاملة حتى الآن 53 محطة تغطى الكثير من المناطق فى القاهرة الكبرى.