القاهرة – علي السيد
يعتبر الموسم الدراسي هو الأول بعد تعويم عملة الجنيه مقابل العملات الأجنبية الأخرى وتحرير سعر الصرف لـ الدولار الأميركي، مما أدى إلى تضاعف أسعار الأدوات المكتبية ومستلزمات المدارس هذا العام مما آثار غضب الآباء والأمهات في الأسواق، التي تبيع تلك المستلزمات.
وأثار ارتفاع أسعار الأدوات المكتبية التي تطلبها المدارس الخاصة، في قائمة يطلق عليها "قائمة المتطلبات"، انتقادات واسعة بين أولياء الأمور على مواقع التواصل الاجتماعي، ويرى كثير من أسر الطلاب أن القائمة تضم أدوات لا يحتاجها أبنائهم، بما يمثل عبئا جديدا يضاف إلى المصروفات المدرسية التي شهدت زيادة كبيرة.
ولم يمنع ارتفاع أسعار المستلزمات أولياء الأمور من شرائها، حيث شهدت منطقة الفجالة الشهيرة ببيع أدوات المدارس إقبالا ليس مثل كل عام، بسبب الارتفاع الجنوني للأسعار، ورصد "مصر اليوم" حالة الإقبال في أسواق بيع الأدوات المدرسية في الفجالة والتي شهدت كساد وركود وحالة بيع منخفضة مقارنة بالعام الماضي.
وقال أحمد عبد المنعم "ولي أمر" إن الأسعار زادت بشكل صعب للغاية حيث يحتاج لأكثر من ألف جنيه لشراء المستلزمات لثلاث أبناء، والعام الماضي الأسعار كانت منخفضة تماما عن أسعار هذا العام، وبالتالي هذا العام سنضطر لشراء نصف الكمية التي أشتريها كل عام.
وأوضح مصطفى علي، إنه "ذهب ليشتري لابنه الطالب بالثانوية العامة، الكتب الخارجية، ففاجأه صاحب المكتبة بالأسعار، ليصل سعر الكتاب إلى 50 جنيهاً للمادة الواحدة، ومع ذلك قام بشرائها حيث لا يوجد بديل، قبل نفاد الكمية من المكتبات مع دخول العام الدراسي. وأشار مصطفى علي إلى أن باقي أسعار المستلزمات مرتفعة للغاية حيث إن غالبيتها مستوردة من الخارج وارتفع أسعارها نتيجة ارتفاع سعر الدولار.
وكشف أحد أصحاب المكتبات في منطقة الفجالة ويدعى علي حسنين "إن هناك عدة أسباب رئيسية وراء ارتفاع أسعار كافة مستلزمات المدارس خلال العام الحالي بنسبة 70%، أهمها ارتفاع سعر الدولار، والدولار الجمركي لأكثر من الضعف أمام الجنيه منذ قرار التعويم في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، فضلا عن تطبيق الحكومة لضريبة القيمة المضافة على السلع والخدمات بنسبة 14%، بالإضافة إلى زيادة نسبة الجمارك على البضائع المستوردة إلى الضعف من 30 إلى 60%.
وأوضح حسنين قائلا "نحن نستورد حوالي 50% من الأقلام الجاف والرصاص، و100% من "الأستيكة" و"البراية" و50% من "المقالم" والأدوات الهندسية، كما أن نحو 90% من الحقائب المدرسية مستوردة.
ويشتهر سوق الفجالة بتجارة الأدوات المدرسية، حيث المحال كثيرة منتشرة في كل زوايا المنطقة سواء بالشوارع الرئيسية أو في الحارات والأزقة وحتى على الأرصفة لجذب أنظار المترددين على المكان سواء من الأهالي، أو التجار الباحثين عن الشراء بأقل سعر ممكن لتحقيق أكبر نسبة ربح عند البيع في محال إقامتهم الأصلية، لأن الفجالة يقصدها الجميع لشراء الأدوات المدرسية بسعر الجملة. ورغم أن الغرف التجارية أعلنت أنه لا توجد زيادة في أسعار مستلزمات المدارس عن العام الماضى، فإن عدداً كبيراً من التجار والزبائن كذب هذا الادعاء وأكدوا أن أسعار جميع مستلزمات المدارس زادت بنسبة تزيد على 100%