عبد الفتاح السيسي في ضيافة أنغيلا ميركل

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي على أهمية استمرار التعاون مع ألمانيا وتضافر الجهود من أجل مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية بالعالم، مشيدًا بالتطور الذي تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين.

وخلال المؤتمر الصحفي عقب اللقاء الثنائي الذي جمع السيسي والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، في برلين، أكد أن الحلول الأمنية وحدها لن تكفي لحل أزمة اللاجئين، معربًا عن إعجابه بالعطاء الذي تم تقديمه للعالم أثناء فترة قيادة ميركل للجمهورية الألمانية، وتقدير ما فعلته ألمانيا للاجئين عبر استضافتهم وفتح أبواب ألمانيا لهم.

كما أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن العلاقات بين مصر وألمانيا تمثل شراكة متنوعة والزيارات المتبادلة والتعاون المستمر بين البلدين يؤكد قوة تلك العلاقات، مشيدًا بالتطور الذي تشهده العلاقات الثنائية ، حيثُ تم التأكيد على تضافر الجهود الدولية من أجل مكافحة الإرهاب على العالم، وكذلك الهجرة غير الشرعية، مشيرًا إلى أنه اتفق مع ميركل، على ضرورة بذل المجتمع الدولي لمزيد من الجهود لوضع حد للصراعات وتحقيق الاستقرار للمنطقة، فضلًا عن التشاور حول سبل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط بما يحقق تسوية دائمة وعادلة.

وأضاف السيسي أنه تم تناول سبل تعزيز التبادل التجاري بين البلدين، وزيادة تدفق الاستثمارات الألمانية إلى مصر، مما يعكس التطور الملحوظ الذي يشهده التعاون الاقتصادي بين البلدين خلال الفترة الأخيرة، مؤكدا تقديره للدعم الألماني لبرنامج الإصلاح الاقتصادي الطموح الذي تنتهجه مصر، وبرنامج التعاون الإنمائي بين البلدين الذي يسهم في تدعيم الاقتصاد المصري خاصة في مجالات البنية التحتية والتعليم الفني والتدريب المهني.

وتابع: "الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين والتعاون الثنائي والتنسيق المتبادل بشأن العديد من الملفات الدولية والإقليمية يدل على عمق العلاقة بين القاهرة وبرلين"، مشيرًا إلى أنه ناقش مع ميركل سبل تكثيف وتنمية هذا التعاون بما يحقق الآمال المرجوة ، واستشهد على ذلك بكثرة اللقاءات التي جمعته مع ميركل منذ توليه قيادة البلاد وحتى الآن.

وأكد السيسي أن المباحثات تطرقت إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وسبل التعاون لمواجهة التحديات الراهنة، مشيرا إلى أن الظروف الإقليمية الحالية بالشرق الأوسط تلقي بظلالها على أمن واستقرار أوروبا والعالم بأسره، وهو ما يؤكد أهمية تعزيز التشاور بين البلدين وتنسيق الجهود من أجل المساهمة في التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة بالشرق الأوسط وإعادة الاستقرار إليه.

وقال إنه تمت مناقشة سبل الارتقاء بأطر التعاون بين البلدين من أجل التعامل مع أزمة تدفق اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين، فضلا عن التصدي لقوى الظلام والإرهاب والتطرف، والتي تمثل تهديدا مشتركا، وتسعى إلى عرقلة مسيرة التنمية ونشر الكراهية والعنف والنيل من نسيجنا الوطني.

كما أشاد الرئيس بما تشهده العلاقات المصرية- الألمانية من طفرة في مختلف القطاعات، فضلا عن قيام العديد من الشركات الألمانية بالمساهمة في المشروعات القومية الكبرى التي تنفذها مصر حاليا، قائلًا: «عقدنا العزم على تعميق الشراكة بين البلدين وأكدنا على أهمية تعزيز التعاون الأمني المشترك لمواجهة التحديات المشتركة، معربا عن سعادته لزيادة السياحة الألمانية إلى مصر»، مشيرًا إلى أنه تم مناقشة زيادة التبادل التجاري والاقتصادي.

من جانبها، رحبت ميركل بزيارة السيسي . مؤكدة أن مصر وألمانيا يربطهما تاريخ طويل من العلاقات الخاصة فضلا عن الدور المحوري لمصر في المنطقة، مؤكدة أن المباحثات ركزت على دعم العلاقات الثنائية في جميع المجالات لاسيما التعاون الاقتصادي.

وقالت ميركل إنها قامت بمشاورات بناءة ومثمرة وأنهما تطرقا فيها لمختلف ملفات التعاون الثنائي والشراكة الاقتصادية القائمة بين بلدينا،حيث اتفقا على تعزيزها وتطويرها في مجالات مختلفة فضلا عن الملفات الإقليمية وخاصة الموقف بليبيا وسوريا مشيدة بالموقف المصري بشان ملف الهجرة غير الشرعية.

وأضافت أنها تناولت مع الرئيس القضية السورية مؤكدة دعم بلادها لكل المواقف التي تتم في سوريا والتي تساعد على تهدئة الأوضاع، مشيرة إلى أن "مصر لها تجربة جيدة جدا في التعامل مع ملف اللاجئين ونحن ندعم القاهرة في هذا الصدد، وناقشت مع الرئيس السيسي حل مشاكل الشرق الأوسط ونشر السلام في المنطقة، وأن ألمانيا تنظر باهتمام إلى عملية السلام في الشرق الأوسط".