ارتفاع أسعار الخضروات والفاكهة

تشهد أسعار الخضروات والفاكهة ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأيام الحالية، لتستمر بذلك موجة ارتفاع الأسعار التي تشهدها السوق منذ أكثر من شهر.

وحسب بيانات سوق العبور فإن سعر كيلو البطاطس ارتفع ليسجل بين 8 جنيهات و11 جنيهًا، والطماطم بين 5 جنيهات و8.5 جنيه، والبصل بين 5 و7 جنيهات، والفاصوليا بين 4 و9 جنيهات، والملوخية بين 2.5 و3.5 جنيه.

وفي استطلاع مُصغر، لأراء المواطنين، قالت "دعاء علي – ربة منزل"، إن الأسعار الحالية شيء لا يصدقه عقل، الخضراوات لا يستطيع أن يستغنى عنها أي منزل في مصر، كما أنها الحل الوحيد للأسر الفقيرة لصناعة وجبة بسعر رخيص.

وأضافت: "الناس مش ملاحقة لا من اللحوم اللي بطلت تاكلها ولا الفراخ اللي أسعارها كل يوم في الطالع، لازم الحكومة تتدخل وتخفض الأسعار البطاطس لما توصل 15 جنيه يبقى أكيد في حاجة غلط".

"مش عارفة أعمل إيه".. هكذا بدأت "نجاح أحمد" حديثها والتي تستغيث من نار الأسعار، لافتة إلى أن الغلاء جعلها تمتنع عن شراء بعض الخضراوات، وأضافت "نزلت السوق لقيت الأسعار عالية جداً، ومش هاشترى بطاطس، مع إني محتاجاها علشان العيال بيحبوها ساندوتشات للمدرسة".

وفيما يخص أراء التُجار في ارتفاع الأسعار، قال محمد حسن، تاجر جملة، إن ارتفاع أسعار الخضروات خلال هذه الفترة، بعدم توافر الكثير منها لانتهاء موسمها والاعتماد على المخزون، مضيفًا أن أسعار البطاطس قفزت خلال الفترة الأخيرة لأن الوقت الحالي ليس موسمها، ونحن نعتمد على المخزون في الثلاجات، مما يضيف تكلفة إضافية فوق ثمنها.

وتابع تاجر الجملة، إن التجار تكلفوا أكثر من ثمن البضاعة التي خزنوها بسبب ارتفاع أسعار الكهرباء التي تحتاجها الثلاجات، وهو ما رفع أسعار البطاطس مؤخرًا، متوقعًا أن يستمر ارتفاع أسعار البطاطس حتى موسمها الجديد في ديسمبر المقبل.

من جانبه قال رجب محمود، بائع خضار، إن حالة البيع والشراء مستقرة رغم ارتفاع أسعار الخضار، لافتًا إلى أنه من الصعب الاستغناء عن الخضار في أي يوم من الأيام، وأن أسعار الخضروات ستشهد انخفاضًا كبيرًا تزامناً مع دخول فصل الشتاء وبداية الحصاد.

وعن أسباب هذا الارتفاع، قال محسن الفيومي رئيس شعبة الخضر والفاكهة، بغرفة الجيزة، إن تفاوت الأسعار يأتي بسب المناطق وأسعار التجزئة الذين يعلمون أن الكمية محدودة، لافتًا إلى أن الأسعار ستتراجع خلال 20 يومًا، بعد حصاد الدفعات الجديدة، وموضحًا أن قلة المساحة المنزرعة من المحصول في فترة الصيف هي السبب الرئيسي في ارتفاع الأسعار.

وأضاف "الفيومي"، أن الأسعار عند التراجع قد تتراوح بين 6 جنيهات ونصف، إلى 7جنيهات، مشيرًا إلى أن السياسة العشوائية للخريطة الزراعية، وراء ارتفاع تلك المحاصيل، وأنه مع ارتفاع سعر أي محصول يتوجه الفلاحون لزراعته العام المقبل.

وفي سياق متصل، قال حاتم نجيب نائب رئيس شعبة الخضروات والفاكهة، بالغرفة التجارية، إنه من الطبيعى ارتفاع الأسعار في عروة الموسم، لكن ليس بهذا الحد فلم نسمع في فترة عن وصول الأسعار إلى هذه الدرجة، لافتًا إلى أن هناك ضروره قصوى لتدخل جهاز حماية المستهلك والقيام بحملات على كبار المنتجيين الزراعيين واستخراج الكميات المخزنة لأن ما يحدث حاليًا هو عملية تعطيش للسوق.

وأوضح "نجيب" أن هناك كميات كبيرة من أطنان البطاطس المخزنة لدى كبار المنتجين الزراعيين وإذا خرجت ستتراجع الأسعار، مؤكدًا أن توجيه المحصول للتصدير في فترة يحتاج السوق فيها لكل كيلو يعتبر أمر غير مقبول لأن البطاطس سلعة استراتيجية وأسعارها لم تصل إلى هذا الارتفاع في أوقات الأزمات.

وأشار إلى أنه في غضون شهر من الآن ستتراجع الأسعار مع خروج المحصول الجديد وخلال هذا الشهر لابد من الضغط على كبار المنتجين الزراعيين لاستخراج الكميات المخزنة لديهم في الثلاجات، لافتًا إلى أن الأزمة الحقيقية التي يعانى منها السوق حاليًا هو نقص معروض محصول البطاطس، مطالبًا الجهات الحكومية بالتدخل لإنقاذ السوق من خطر التعطيش – حسب رأيه.

محمود العسقلاني، رئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء، قال إن هناك 3 عوامل وراء ارتفاع أسعار البطاطس، تتمثل في ارتفاع مستلزمات الإنتاج الخاصة بالتقاوي، والإسراف في رش المبيدات المعالجة نظرًا للطقس السيء، وخسائر الفلاحين الذي تعرضوا لها في فصل الشتاء بعد زراعة مساحات بلغت 400 ألف فدان، بينما في العروة الصيفية بلغت المساحة 200 ألف فدان فقط.