الأقصر- سامح عبدالفتاح
تفقّد وزير الآثار الدكتور خالد العناني، ورئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة اللواء كامل الوزير، يرافقهما محافظ الأقصر محمد بدر، السبت، الأعمال الجارية في مشروع إحياء وتطوير طريق الكباش الفرعوني الذي يربط بين معبدي الأقصر والكرنك بطول 2700 متر، وذلك للوقوف على استكمال أعمال المراحل المتبقية بالطريق الأثري الذي يهدف لتحويل الأقصر إلى متحف عالمي مفتوح.
وتابع وزير الآثار، ورئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، خلال الجولة، الأعمال التي تجري في مختلف قطاعات طريق الكباش والتي تشمل العديد من الأعمال منها تسوية المصاطب وإقامة قواعد حجرية لتماثيل الكباش، وحوائط خرسانية وتكسيات من الطوب اللبن على جانبي الطريق، وتكسيات جديدة للكوبريين العلويين بالطريق تراعي التصميم الأثري، وعمل إضاءة متحفية للطريق بالكامل، إلى جانب أعمال التنقيب والترميم والكشوفات الأثرية.
كما توجه وزير الآثار، ورئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، ومحافظ الأقصر، إلى منطقة نجع أبوعصبة بالمرحلة الخامسة والأخيرة من طريق الكباش والتي لم يبدأ العمل بها بعد لحاجتها إلى مبالغ مالية كبيرة لتعويض أهالي المنطقة ونقل المرافق ثم أعمال الكشف والتطوير، والتي تبدأ من الباب الجنوبي لمعبد الكرنك حتى كوبري "أبوعلي" مرورا بنجع أبو عصبة الملاصق لتماثيل الكباش والواقع داخل حرم المنطقة الأثرية.
ويعد طريق الكباش أحد أكبر الطرق الأثرية في العالم، حيث يربط بين معبدي الكرنك والأقصر، ويبلغ إجمالي أطواله 2700م، ويتكون الطريق من رصيف من الحجر الرملي تتراص على جانبيه تماثيل على هيئة أبوالهول برأس كبش (أحد الرموز المقدسة للمعبود آمون) في المسافة بين الصرح العاشر بالكرنك حتى بوابة معبد موت، وتم تشييد هذا الجزء من الطريق خلال عصر الأسرة الثامنة عشرة، ثم قام الملك نختنبو الأول من ملوك الأسرة الثلاثين بتشييد الجزء المتبقي من الطريق الذي تتراص على جانبيه تماثيل على هيئة أبوالهول برأس آدمية، وتتخلل قواعد التماثيل أحواض زهور دائرية مزودة بقنوات صغيرة استخدمت في توصيل مياه الري للأحواض، وتمت إضافة بعض الملحقات للطريق في عصور مختلفة، مثل: استراحات للزوارق، ومقياس للنيل، ومعاصر للنبيذ المستخدم في الاحتفالات الكبرى التي كانت تقام على الطريق مثل أعياد الأوبت وعيد الوادي الجميل وغيرها، وحمامات وأحواض اغتسال، ومنطقة تصنيع فخار، ومخازن لحفظ أواني النبيذ.
ومع مرور الزمن طمست معالم الطريق وتشوهت معالمه على مدار أكثر من 3500 عام حتى تحول معظمه إلى مساكن عشوائية ومبان حكومية ودور عبادة إسلامة ومسيحية وأراض زراعية، ومع بداية القرن العشرين ظل حلم كل محبي الآثار إعادة كشف الطريق وإحيائه ليعود إلى سابق عهده في العصر الفرعوني ليكون دليلا على إبداع فن العمارة المصرية القديمة ومقصدا للسياحة العالمية.
وبدأت أعمال الحفائر بالطريق في نهاية الأربعينيات من القرن العشرين، ثم تمت أعمال أخرى خلال حقبة الستينات ثم الثمانينات والتسعينات حتى بداية الألفية الثالثة، حتى تم تدشين مشروع ضخم لكشف وإحياء وتطوير الطريق في عام 2005 في عهد محافظ الأقصر سمير فرج الذي أشرف على عملية إعادة أحياء الطريق بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار، إذ تم تقسيم الطريق إلى 5 قطاعات، وتمت إزالة المساكن والعقارات والمباني الحكومية والأهلية المختلفة من على حرم الطريق في تلك القطاعات، وكان مقررا أن يتم الانتهاء من المشروع في عام 2011، ليفتتحه الرئيس السابق محمد حسني مبارك، ورئيس الوزراء الإيطالي السابق سلفيو برلسكوني، إلا أن أحداث ثورة 25 يناير تسببت في توقف المشروع وعدم الانتهاء منه لنقص الاعتمادات المالية.
وخلال الفترة التي تلت أحداث ثورة 25 يناير بذلت عددا من المحاولات من المحافظين السابقين السفير عزت سعد واللواء طارق سعد الدين، لإعادة استئناف المشروع، إلا أن تلك المحاولات لم تنجح بسبب نقص التمويل، ثم حدثت الانفراجة في عهد المحافظ الحالي محمد بدر، ليتم استئناف العمل بالمشروع خصوصا بعد توجيهات رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي باستكمال المشروع وإنهائه، وتعد زيارة رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة اللواء كامل الوزير للمشروع مؤشر على اهتمام القيادة السياسية وجديتها لإنهاء المشروع في أقرب وقته وافتتاحه أمام حركة السياحة العالمية.