الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن

أكّد وزير خارجية مصر الأسبق محمد العرابي، أن الجهود المصرية المبذولة من أجل تفعيل تهدئة عامة في قطاع غزة، استعادة لدور معتاد للقاهرة، داعيًا الفصائل الفلسطينية لإبداء مرونة كافية لإنجاح المساعي الأخيرة.

و نقلت وكالة "سما" للأنباء عن مصادر فلسطينية إن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي سيقدم على محاولة إقناع نظيره الفلسطيني بقبول التهدئة بين حماس وإسرائيل، وأن السيسي سيستغل تواجد محمود عباس أبو مازن في ملتقى شباب العالم في شرم الشيخ، من أجل إتمام الاتفاقات والخروج منه بأفضل صيغ الالتزام والتوافق .

وأكّدت المصادر الفلسطينية أن الجانب المصري حقق بالفعل أشواطا كاملة في اتجاه إتمام الاتفاق، وهو ماتزامن معه تأكيدات من السفير الفلسطيني في القاهرة دياب اللوح، الذي كشف عن لقاء مرتقببين عباس والسيسي في افتتاح منتدى شباب العالم بشرم الشيخ، وهو اللقاء الأول بين السيسي وعباس في مصر منذ 10 أشهر، وسط حالة تفاؤل بتأجيل فرض عقوبات جديدة على غزة مهّد الطريق لعقد اللقاء.

و ثمّن وزير الخارجية الأسبق السفير العرابي التحركات المصرية الرامية إلى رأب الصدع الفلسطيني من جهة وإحداث توافق بين حماس وإسرائيل من جهة أخرى، بما يعود بالنفع أولًا على القضية ثم أهلها وأخيرا مصر ومكانتها ورصيدها لدى العرب عموما، معربًا عن أمله في أن يكون هناك استجابة عالية ومرونة من جانب الأطراف الفلسطينية.

وأبدى العرابي ثقته في قدرات الرئاسة والدبلوماسية المصرية في تحقيق أهداف رسمتها من أجل إحلال السلام ووأد الخلافات بين الفصائل الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الظروف الإقليمية حاليًا تحتم استراتيجية عربية متكاملة من أجل دفع ملف السلام الفلسطيني الإسرائيلي، لافتًا إلى وجود مجهودات يبذلها مجلس النواب المصري بلجانه المختصه، من أجل حسن تقييم الوضع العربي الراهن وإيجاد الحلول لأزماته ومشكلاته.

 و يتضمن الاتفاق المزمع إحداث توافق بشأنه، 3 فصول كبرى، ستتم بالتدريج: تتضمن المرحلة الأولى، استمرار قطر في تمويل محطة توليد الكهرباء بغزة بالوقود ودفع رواتب الموظفين الذين عيّنتهم حركة حماس خلال حكمها للقطاع,ونفت المصادر أن يكون هناك تفاهمات متفق عليها بشأن رواتب موظفي حماس حتى الآن.

وقالت إن "حماس تطالب من قطر 90 مليون دولار لتمويل الرواتب لفترة 6 أشهر، بقيمة 15 مليون دولار كل شهر".

أما المرحلة الثانية فتتضمن تحويل محطة الكهرباء بغزة للعمل بالغاز الطبيعي، الأمر الذي من شأنه أن يُخفّض تكلفة تشغيلها، وسيتم كذلك تحسين التيار الكهربائي المُقدّم من سلطات الاحتلال الإسرائيلي وتحسين العمل في معبر رفح بين القطاع ومصر.

وتشمل المرحلة الثالثة والأخيرة، إعادة إعمار القطاع، وفق خطة نيكولاي ميلادينوف، المُنسّق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط والتي تتكلف نحو 600 مليون دولار.

و ستتوقف حركة حماس عن إطلاق البالونات الحارقة، ثم عمليات تدمير السياج الحدودي بين القطاع وسلطات الاحتلال، وستعمل على إبعاد الجماهير المشاركة في مسيرات العودة عن السياج بنحو 500 متر، وفق المصدر الفلسطيني.