القاهرة - أحمد عبدالله
استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، السبت، نائب رئيس الولايات المتحدة الأميركية، مايك بنس، والوفد المرافق له، وذلك بحضور سامح شكري، وزير الخارجية، وهالة السعيد، وزيرة التخطيط والإصلاح الإداري والمتابعة، ورانيا المشاط، وزيرة السياحة، والقائم بأعمال رئيس المخابرات العامة.
وصرح السفير بسام راضي، المُتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس أكد على العلاقات الإستراتيجية التي تربط بين مصر والولايات المتحدة، والمستندة إلى تاريخ طويل من التعاون المشترك، مشيرًا إلى أهمية هذه العلاقات التي تعتبر إحدى ركائز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
ومن جانبه، شدد نائب الرئيس الأميركي على حرص بلاده على تطوير التعاون مع مصر على كافة الأصعدة في ظل أهمية ومحورية دورها في منطقة الشرق الأوسط، وأن الولايات المتحدة عازمة على دفع تلك العلاقات نحو آفاق أرحب خلال الفترة المقبلة في ضوء التحديات الكبيرة التي تشهدها المنطقة.
وذكر السفير بسام راضي، أن المباحثات تناولت مجمل العلاقات المصرية الأميركية من مختلف جوانبها، حيث أكد الرئيس السيسي أن مصر تتطلع إلى تعزيز هذه العلاقات من خلال إجراءات ملموسة تعكس أولويات الجانبين ورؤية كل طرف لكيفية التعامل مع التحديات الراهنة، مستعرضًا جهود مصر لمُحاربة الإرهاب، والأعباء التي يتحملها الشعب المصري والتضحيات الغالية التي يقدمها، منوهًا إلى أن مصر تتطلع لمساندتها ودعمها في هذا الإطار، كما تناول الجهود التي تبذلها مصر في مجال الإصلاح الاقتصادي وتنفيذ خطط التنمية، مبينًا ترحيب مصر بمشاركة الشركات الأميركية الكبرى في المشاريع الجاري تنفيذها والاستفادة من الفرص الاستثمارية التي تتيحها.
وأوضح نائب الرئيس الأميركي، أن الولايات المتحدة تنظر إلى مصر باعتبارها شريكًا إستراتيجيًا مهمًا لواشنطن، كما تعول عليها دومًا في الكثير من القضايا والأزمات التي تشهدها المنطقة، وأشار إلى أن مصر تخوض حربًا شرسة ضد قوى الإرهاب، مؤكدًا مساندة بلاده لجهود مصر في تلك المواجهة، وكذلك في إطار الإصلاح الاقتصادي، موضحًا في هذا الصدد استمرار الولايات المتحدة في دعم جهود التنمية في مصر.
وذكر راضي أن المباحثات تناولت كذلك مسألة القدس في ضوء قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها، حيث أكد السيسي في هذا الصدد موقف مصر الثابت من القضية الفلسطينية والداعم لحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
ولفت الرئيس السيسي، إلى أن تسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي لن تتحقق سوى من خلال المفاوضات القائمة على أساس حل الدولتين، مؤكدًا أن مصر لن تدخر جهدًا لدعم هذه التسوية، وأن على كافة الأطراف الدولية الراغبة في المساهمة في تحقيق هذا الهدف اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمساعدة الطرفين على التوصل لحل يضمن العيش في سلام وأمن لكافة شعوب المنطقة، مشيرًا إلى أن موقف مصر في هذا الصدد ينبع من حقائق التاريخ ومن التزامها بدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مشددًا على أهمية استمرار الولايات المتحدة في القيام بدورها الحيوي في هذا الإطار.
من جانبه، ثمن نائب الرئيس الأميركي دور مصر التاريخي في عملية السلام، وكذا مساهماتها الممتدة في الحفاظ على أمن واستقرار الشرق الأوسط، مُشيرًا إلى أن مصر طيلة السنوات الماضية لم تتخل عن دورها الداعي إلى تحقيق السلام في المنطقة، وأعرب عن تقديره لجهود مصر والرئيس لتحقيق المصالحة الفلسطينية.
وأضاف المتحدث الرسمي، أن الرئيس أعرب في ختام المباحثات عن تطلع مصر لاستمرار الحوار والنقاش مع الولايات المتحدة حول مختلف القضايا المطروحة على المستويين الثنائي والإقليمي، بما يسمح بالتعامل الفعال مع التحديات الخطيرة التي تواجه المنطقة ويساهم في تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
ووفقاً لصحيفة واشطن بوست الأميركية، فإن الرئيس عبد الفتاح السيسي ومايك بنس بتشكيل جبهة موحدة لمكافحة الارهاب في الشرق الأوسط، وأشارت الصحيفة إلى أن بنس هو أكبر مسؤول أميركي يزور مصر منذ ما يقرب من عقد من الزمان.
وكشفت الصحيفة الأميركية، أن بنس استمع بإنصات للسيسي عبر مترجم وهو يقول إن هناك حاجة للتعامل مع القضايا الملحة بما فيها طرق القضاء علي هذا المرض والسرطان الذي مثل إزعاجا للعالم كله.
وأشار بنس إلي جهود الرئيس ترامب لإقامة علاقات قوية مع السيسي في عامه الأول، بعدما بدا أن البلدين يفترقان عن بعضهما البعض.
وقال بنس وفقاً للواشنطن بوست، إننا نقف كتفا بكتف مع مصر في مكافحة الإرهاب، وقلوبنا حزينة للأرواح التي أزهقت نتيجة الهجمات الإرهابية الأخيرة ضد المصريين.