غزة ـ كمال اليازجي
دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم السبت، لعقد قمة عربية طارئة لبحث تداعيات الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.وقال عباس في كلمة خلال اجتماع للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن إسرائيل ردت على قرار الأمم المتحدة بشأن وقف إطلاق النار الإنساني بالاجتياح البري والمزيد من التصعيد.
وتشن إسرائيل غارات جوية على قطاع غزة منذ اقتحمت فصائل فلسطينية بلدات محاذية لقطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول. يأتي ذلك في وقت يخشى فيه الفلسطينيون في القطاع مزيداً من الكوارث الإنسانية، مع توقع وجود عشرات الجثث تحت الأنقاض جراء القصف الإسرائيلي العنيف الليلة الماضية في أجزاء عديدة من القطاع المكتظ بالسكان.
وقالت مصادر طبية إن هناك مخاوف من تفشي الأمراض في القطاع بسبب صعوبة الوصول إلى الكثير من المناطق بعد أن أشاع القصف الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من 20 يوما، الدمار في غزة وسوّى مناطق كاملة بالأرض، وسلب أرواح زهاء 7800 فلسطيني، الأمر الذي يجعل الجثث تبقى لوقت طويل تحت أنقاض المباني المدمرة، بحسب وكالة "أنباء العالم العربي".
جاءت هذه التحذيرات في خضم قصف مكثف للجيش الإسرائيلي، اليوم السبت، لأحياء التفاح والشجاعية ومخيم جباليا ومنطقة بيت لاهيا وبيت حانون، بالإضافة إلى مخيم الشاطئ في غزة.
وتشهد غزة انقطاعا شبه كامل للاتصالات منذ مساء أمس الجمعة، وحمل الهلال الأحمر الفلسطيني إسرائيل المسؤولية عن ذلك. وتتزايد الدعوات في شتى أنحاء العالم لوقف إطلاق النار. وتظاهر مئات الآلاف في مدن حول العالم دعما للفلسطينيين اليوم السبت.
هذا وشهدت عدة مدن حول العالم تظاهرات شارك فيها الآلاف تضامنًا مع الفلسطينيين وتنديدًا باستهداف المدنيين في قطاع غزة من قبل الجيش الإسرائيلي. وكان لافتًا التظاهرات في العاصمة الفرنسية باريس، حيث شارك المواطنون رغم قرار قضائي بمنع التجمعات الداعمة لفلسطين.
وانطلقت فعاليات تجمع فلسطين الكبير في مطار أتاتورك الدولي، السبت، بمشاركة الرئيس رجب طيب أردوغان، بتنظيم من فرع حزب العدالة والتنمية بالولاية.
وحظي التجمع بإقبال كبير من آلاف المواطنين من كافة شرائح المجتمع، إلى جانب الكثير من ممثلي الجمعيات المدنية بالولاية.
وحمل الكثير من المشاركين الأعلام التركية والفلسطينية، ولافتات بلغات عدة للتضامن مع غزة وفلسطين، وأخرى منددة بالهجمات الإسرائيلية، في حين يضع البعض منهم عصبات رأس مكتوب عليها "جميعنا فلسطينون".
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، إن الغرب هو "أكبر مسؤول عن المذبحة" التي يتعرض لها قطاع غزة الفلسطيني في الوقت الراهن.
وأضاف خلال تجمع جماهيري حاشد لنصرة فلسطين في إسطنبول: "أقول للغرب هل تريدون حرب هلال وصليب مجددًا؟ إن كنتم تسعون لذلك فاعلموا أن هذه الأمة لم تمت".
وشدد أردوغان على أن "الجميع يعلم أن إسرائيل ليست سوى بيدق في المنطقة سيتم التضحية به عندما يحين الوقت".
وأكد أن "الساسة والإعلام في الغرب مستنفرون لشرعنة المجازر بحق الأطفال والنساء والأبرياء في غزة، وإسرائيل ترتكب بشكل واضح جرائم حرب".
وتابع الرئيس التركي: "الغرب هو أكبر مسؤول عن المذبحة في غزة".
ولفت إلى أن "الأصحاب الحقيقيين للعبة التي تدور في المنطقة هم الذين يرعون التصرفات المتعجرفة للإدارة الإسرائيلية، لأن تل أبيب لا يمكن أن تتخذ خطوات رغمًا عن هؤلاء".
وأردف: "كم من الأطفال والنساء والمسنين يجب أن يموتوا لكي تعلنوا وقف إطلاق النار؟ دفتر خطايا الغرب تجاوز مجددًا حدود اللعبة كثيرًا".
وأكمل: "أيها العالم ترون كل هذه الحقائق، فالأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريش) يصدح ولكنكم لا تسمعون، لقد أصبحتم صما عميا".
وزاد الرئيس أردوغان: "بإذن الله سنرى ذلك اليوم الذي يرحل فيه الظالمون من حياة الشعب الفلسطيني، فإن ظلم الظالم لا يدوم إلى الأبد".
وردًا على ذلك، قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين اليوم السبت إن إسرائيل استدعت بعض ممثليها الدبلوماسيين لدى تركيا بسبب "التصريحات الخطيرة" التي أدلت بها أنقرة.
وأضاف كوهين في منشور على موقع التواصل الاجتماعي إكس: "بالنظر إلى التصريحات الخطيرة الصادرة عن تركيا فقد أمرت بعودة الممثلين الدبلوماسيين من هناك من أجل إجراء إعادة تقييم للعلاقات بين إسرائيل وتركيا".
في السياق نفسه، تظاهر آلاف الأشخاص في لندن السبت، للأسبوع الثالث على التوالي، تأييدا للفلسطينيين وللمطالبة بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس.
وانطلق المتظاهرون من ضفاف نهر التايمز نحو ساحة البرلمان، على مسافة غير بعيدة من ساعة بيغ بن.
وتم حشد أكثر من ألف شرطي لتأمين التظاهرة التي نظمت بينما تواصل إسرائيل قصف قطاع غزة السبت بعد ليلة من الضربات الكثيفة، في اليوم الثاني والعشرين من الحرب التي اندلعت اثر هجوم حماس الأكثر دموية في تاريخ اسرائيل.
ويرفض رئيس الوزراء المحافظ ريشي سوناك وزعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر في الوقت الحالي الدعوة إلى وقف لإطلاق النار، ويدعمان "هدنات" للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وفي معرض إدانته هجمات حماس وقصف الجيش الإسرائيلي "الذي يمتلك ترسانة أكبر بكثير"، أعرب المتظاهر عمار بيتشا (31 عاما) عن أسفه لـ"إزهاق أرواح الأبرياء" وهاجم السياسيين البريطانيين.
وقال "إنهم ليسوا مؤهلين على الإطلاق لقيادة هذا البلد"، مضيفا "لا أعرف لمن سأصوت العام المقبل".
وقالت المدرّسة نوري بات (38 عاما) "أشعر بالاشمئزاز، فهذا غير منطقي. لا أعرف كيف سأشرح ذلك لابني" البالغ عامين "عندما يكبر".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
الرئاسة الفلسطينية تعتزم وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل