بغداد - نجلاء الطائي
أعلن المبعوث الأميركي للتحالف الدولي ضد "داعش"، بيرت ماكغورك، مقتل أكثر من 180 قياديًا مساعدًا لزعيم الجماعة المتطرّفة، "أبو بكر البغدادي"، في الحملة التي تقودها بلاده، مشيرًا إلى أنّه "يتم العمل بصورة جادة لتطهير الأراضي العراقية من الألغام التي زرعها التنظيم، وأن التحالف الدولي حرّر 2.5 مليون مدني مُحاصر، إضافة إلى تدريب أكثر من 90 ألف مقاتل عراقي، مشدّدًا على أن أولويات الولايات المتحدة هي مساعدة العراق، فضلا عن ان الشراكة مع بغداد تتعدى الحرب على "داعش".
ووصف ماكغورك، زيارة وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير إلى بغداد، بالسابقة المهمّة، موضحًا أنّه "الزيارة مشجّعة ونأمل ان تتطور العلاقات بين البلدين، الأهم زيارة وكيل وزير الخارجية العراقي، نزار الخير الله، إلى السعودية"، ومبينًا أن "قيادات الدول تفكّر بوضع المنطقة لما بعد التخلّص من تنظيم "داعش" المتطرّف".
وأشاد ماكغورك، في وقت سابق من يوم الأحد، بالحكومة العراقية على خلفية حربها ضد "داعش"، مؤكدًا أن رئيس الوزراء، حيدر العبادي سيزور واشنطن الأسبوع المقبل للقاء الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، والموصل هي أكبر مدينة سيطر عليها تنظيم داعش منذ أن أعلن زعيمه أبو بكر البغدادي من مسجد بالموصل في صيف 2014 دولة الخلافة في أجزاء من العراق وسورية، وأعلنت قيادة العمليات المشتركة أن عناصر "داعش"، يوهمون الرأي العام بوجود انتهاكات للقوات العراقية عبر نشر فيديوات مفبركة .
ونقل بيان لخلية الإعلام الحربي ورد لـ"العرب اليوم" نسخة منه ، عن الناطق باسم العمليات المشتركة العميد يحيى رسول، أنّه "يومًا بعد آخر يحاول التنظيم المتطرّف ومن يدعمه إيهام الرأي العام بوجود انتهاكات للقوات الأمنية أو الحشد الشعبي في المناطق المحرّرة من خلال نشر فيديوات مفبركة في مواقع التواصل الاجتماعي تقوم بإنتاجها الجماعات المتطرفة أو جهات مغرضة أبغضتها انتصارات قواتنا الأمنية، نؤكد أن قيادة العمليات المشتركة ترصد هذه المقاطع وتحلّلها وتتحقّق من صحتها أو عدمه وقد ظهر من خلال التحقيق الأولي أنّ أغلبها تصوّر في أماكن غير معروفة ويتم افتعال الأكاذيب الواردة فيها من خلال ارتداء الأشخاص الذين يظهرون فيها زي القوات الأمنية وتتم عملية إخفاء معالم وجوه الفاعلين خلال التصوير، وهذا إن دل على شيء فانه يدل على أن أماكن التصوير مازالت في ظلام "داعش" وسيخرج عليها نور الانتصار عما قريب".
وأكد قائد قوات النخبة الثانية اللواء الركن معن السعدي، الأحد، أن القوات العراقية انتزعت نحو 30% من أراضي الجانب الأيمن للموصل من مقاتلي تنظيم داعش، مضيفا أن "الجنود يواصلون تقدمهم في مزيد من الأحياء"، والقوات العراقية المدعومة من تحالف تقوده الولايات المتحدة أكثر عددا وتسليحا بكثير من متشددي التنظيم الذين يدافعون عن آخر معقل رئيسي لهم في العراق باستخدام السيارات الملغومة والقناصة وقذائف المورتر، وهناك ما يصل إلى 600 ألف مدني محاصرون مع المتشددين داخل المدينة التي عزلتها القوات العراقية فعليا عن بقية الأراضي التي يسيطر عليها داعش في سوريا والعراق.
وقال اللواء الركن معن السعدي للصحفيين في الموصل إن قوات جهاز مكافحة التطرف داهمت حي الجديدة وحي الأغوات يوم الأحد وإن المتشددين يبدون مظاهر ضعف رغم مقاومتهم العنيفة في بادئ الأمر، مضيفًا أنّ "العدو فقد قدرته القتالية وعزيمته وهنت. بدأ يفقد القيادة والسيطرة، وأنه تمت استعادة نحو 17 من 40 حيا في غرب الموصل"، ومشيرًا إلى أنه يتوقع أن تستغرق استعادة النصف الغربي من المدينة وقتا أقل من استعادة الشرق الذي تمت السيطرة عليه في يناير/كانون الثاني بعد قتال استمر 100 يوم.
وبدأت الحملة لاستعادة غرب الموصل الذي يفصله نهر دجلة عن شرقها قبل ثلاثة أسابيع، ويفقد التنظيم أراضي في البلدين لصالح مجموعة من القوى بعضها تدعمه الولايات المتحدة وأخرى تدعمها تركيا أو روسيا أو إيران، ويعتبر فقدان السيطرة على الموصل صفعة قوية للتنظيم المتشدد لكنه من المتوّقع أن يظل يشكل تهديدًا بالعودة إلى تكتيكات عنيفة مثل التفجيرات.
وأفادت الشرطة الاتحادية ووحدات الرد السريع، أنها دخلت منطقة باب الطوب في المدينة القديمة حيث يتوقع أن يكون القتال فيها هو الأشرس بسبب حاراتها الضيقة التي لا يمكن للمدرعات المرور فيها، وبيّن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت، أنّ "قطعات الشرطة الاتحادية حرّرت سوق الأربعاء وساحة الرماح في باب الطوب وسط الموصل"، وفي العاصمة أفاد مصدر امني في بغداد، الأحد، أن "تفجيرًا بعبوة ناسفة، كانت موضوعة بالقرب من محال تجارية، وقع في منطقة جسر ديالى القديم جنوب شرقي بغداد، أسفر عن إصابة 3 أشخاص بجروح متفاوتة".