القاهرة - سهام أبوزينة
تُواصل مصر تعزيز سياستها تجاه أفريقيا بخُطى ثابتة منذ تولّي الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي حرص على مدّ جسور التواصل مع معظم الدول الأفريقية، ومِن ثم القادة وحرصه على المشاركة في مؤتمرات الاتحاد الأفريقي وزيارته عددا كبيرا من الدول الأفريقية.
وفي هذا الإطار تأتي زيارة الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني للقاهرة وهو واحد من أقدم الزعماء في القارة، وعلى هامش الزيارة التقى المهندس طارق قابيل، وزير التجارة والصناعة، جلسة مباحثات مع فريدريك جومي وزير الدولة الأوغندي لشؤون التجارة والتعاونيات، تناولت سبل تعزيز حركة التجارة البينية والمشروعات الاستثمارية المشتركة بين مصر وأوغندا خلال المرحلة المقبلة، في إطار زيارة يوري موسيفيني رئيس دولة أوغندا إلى مصر.
وقال الوزير إن مصر وأوغندا ترتبطان بعلاقات سياسية تاريخية واستراتيجية أسهمت في توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات وعلى كل الأصعدة.
وصرح بأن الصادرات المصرية للأسواق الأفريقية حققت خلال الربع الأول من العام الجاري نسبة زيادة قدرها 17% إذ بلغت 901 مليون دولار مقارنة بـ745 مليون دولار خلال نفس الفترة من عام 2017.
وأكد قابيل أن الاستثمارات المصرية في السوق الأوغندية تبلغ حاليا 6 ملايين دولار في عدد من القطاعات الاستثمارية المهمة، لافتا إلى أهمية تشجيع المشروعات الاستثمارية المشتركة بين البلدين في مجالات الطاقة والطاقة المتجددة.
وأشار إلى أهمية تسهيل إجراءات تسجيل ونفاذ الأدوية المصرية للسوق الأوغندية وبخاصة أن مصر تمتلك عددا كبيرا من الشركات الرائدة في هذا المجال المهم.
من جانبه، أكد جومي نجوبي فريدريك، وزير الدولة الأوغندي لشؤون التجارة والتعاونيات، حرص بلاده على توطيد العلاقات الثنائية مع مصر خلال المرحلة الحالية وبما ينعكس على تعزيز وتوازن معدلات التبادل التجاري بين البلدين خلال المرحلة المقبلة، مشيرا إلى أن أوغندا تسعى حاليا إلى دخول صادرات الشاي والسمسم واللحوم والقهوة للسوق المصرية باعتباره أحد أكبر الأسواق في القارة الأفريقية.
وتعقيبًا على الزيارة تقول السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الزيارة تأتي عقب الاجتماعات المشتركة بين مجموعة وزراء "الاقتصاد" المصري والأوغندي، لا سيما الاجتماعات المشتركة بين البلدين خلال الفترة المقبلة حول المياه وتكنولوجيا الاتصالات.
وتوضح أن يوري موسيفيني الرئيس الأوغندي، طلب منه أن يتدخل في بعض الأمور الخاصة بقضايا دول حوض النيل، وعلى رأسها اتفاق "عنتيني"، وذلك لوضع حل للخلافات السياسية بين دول حوض النيل، كون "عنتيبي" هي أحد مدن أوغندا، والتي ينبع منها نهر النيل.
وأكدت "منى" أن زيارة الرئيس الأوغندي للقاهرة ولقائه الرئيس عبدالفتاح السيسي سيحمل أوجه الحوار بشأن اتفاقية عنتيبي، وموضوع المياه "سد النهضة"، وهو ما صرح به وزير الخارجية الأوغندي بعدم تضرر مصر من بناء السد، يكشف الاهتمام البالغ من الرئيس الأوغندي بأحقية مصر في الحق في مياه النيل.
وتضيف أن الزيارة ستحمل على عاتقها الإصلاح الأفريقي، وموضوع منطقة التجارة البينية في أفريقيا، والذي يضم 41 دولة، والقضايا الإقليمية مثل "الصومال" التي تحمل أهمية استراتيجية سواء لأوغندا أو لمصر، كذلك قضية "دولة ليبيا"، بالإضافة إلى الموضوعات الخاصة المتبادلة بين البلدين.
يرى الدكتور هاني رسلان، الخبير بالشؤون الأفريقية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن تحركات الدولة المصرية في أفريقيا ومشاركتها في المزيد من المشروعات الاقتصادية بدول القارة هو جزء من استراتيجية مصرية للعودة لأفريقيا بشكل عام ودول حوض النيل بشكل خاص.