القاهرة- أكرم علي
أدانت سفارة دولة فلسطين لدى القاهرة المجازر والجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحقّ الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وارتقى خلالها عشرات القتلى وآلاف الجرحى.
وأكدت السفارة في بيان صحافي، على أن الإجراء الأميركي بنقل السفارة والمشاركة في افتتاحها أعطى الضوء الأخضر لقوات الاحتلال لممارسة كل أنواع البطش والعدوان ضد الشعب الفلسطيني والتي تعدّ جرائم حرب، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات لن تضعف عزائم الفلسطينيين الذين اتخذوا قرارهم بالدفاع عن حقهم في أرض أجدادهم.
وقالت السفارة إنه منذ نكبة عام 1948 وتعيش فلسطين تحت عنصرية الاحتلال وعمليات قتل وتجويع وتشريد وتنكيل بالأطفال والكبار واعتقال للآلاف وحصار دامى لم ينتهِ حتى الآن, وما زالت القوى الاستعمارية وبخاصة الولايات المتحدة الأميركية مستمرة في مساندة هذا الاحتلال الغاشم والدفاع عن الجرائم التي يرتكبها بحق شعبنا ومقدساته الإسلامية والمسيحية لتخالف بمساندتها ودعمها لهُ كافة الأعراف والقوانين الدولية, وليس أدل على ذلك مما أقدم عليه الرئيس الأميركي ترامب من نقل السفارة الأميركية إلى القدس تزامنا مع يوم نكبة فلسطين في تحدٍّ سافر لمشاعر ملايين المسلمين والمسيحيين، لصالح الاحتلال ولعدوانه على أرضنا ومقدساتنا، بما يعني أن الولايات المتحدة اختارت أن تتجاوز الاتفاقيات وتتحدى شعوب العالم كافة، وأن تناقض الإجماع الدولي بعد قرار الجمعية العامة في 29 نوفمبر عام 2012، إذ اعترف العالم بدولة فلسطين وعاصمتها القدس، ومؤخرا في عام 2017 بقرار "متحدون من أجل السلام" الذي رفض قرار ترمب واعتبره غير قانوني، مما أفقدها أهلية الوساطة في المنطقة.
وطالبت السفارة المجتمع الدولي والهيئات والمؤسسات الحقوقية في العالم إلى توفير الحماية للشعب الفلسطيني الأعزل والذي يواجه همجية الآلة العسكرية الإسرائيلية، وكذلك تطبيق معايير القانون الدولي والاستناد إلى الشرعية الدولية في ما يتعلق بوضع مدينة القدس، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني سيرابط دفاعا عن عاصمته ومقدساته المسيحية والإسلامية ولن يرضخ للحلول المفروضة بالقوة الغاشمة، ولن يتنازل عن ثوابته الوطنية التي صانها وحماها شهداء الحركة الوطنية منذ انطلاق الثورة الفلسطينية حتى شهداء اليوم.
وطالب الدكتور مشعل بن فهم السلمي رئيس البرلمان العربي من خلال الرسالة التي أرسلها اليوم لأنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة مجلس الأمن الدولي بالتدخل الفوري والعاجل وتحمل المسؤولية القانونية والإنسانية لوقف المذابح الدموية التي تقترفها قوة الاحتلال الغاشمة (إسرائيل) بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، الأمر الذي أدى لسقوط عشرات القتلى وآلاف المصابين، حتى الآن، وذلك خلال مشاركتهم في المسيرات التي انطلقت اليوم، وعمت كل الأراضي الفلسطينية في الذكرى الـ70 للنكبة، واحتجاجًا على نقل السفارة الأميركية لمدينة القدس المحتلة.
ودعا رئيس البرلمان العربي مجلس الأمن الدولي لاستنكار وإدانة هذه الجرائم الوحشية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، التي تُعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، والعمل الجاد لوقفها وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، مُشدداً على أن قوة الاحتلال (إسرائيل) ومُنذ احتلالها للأراضي العربية في العام 1948م مستمرة في سياسة الغطرسة وتحدي المجتمع الدولي، من خلال ممارسات الترهيب والتهجير والقتل والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، ضاربةً بعرض الحائط كل قرارات الشرعية الدولية، وتنتهك بشكل صارخ ميثاق الأمم المتحدة والاتفاقيات والمعاهدات والمبادئ الدولية وتمارس جرائمها على مرأى ومسمع العالم.
وأكد رئيس البرلمان العربي في رسالته تحمل الولايات المتحدة الأميركية المسؤولية الكاملة للتداعيات والتبعات الكارثية لقرارها المرفوض من المجتمع الدولي بنقل سفارتها إلى مدينة القدس المحتلة، الذي تنفذه اليوم بالتزامن وبشكلٍ متعمد مع ذكرى النكبة، مُشدداً على أن قرار نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس باطل ومخالف للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ولن يغير الحقيقة التاريخية الثابتة بأن مدينة القدس مدينة محتلة وهي العاصمة الأبدية لدولة فلسطين.
وجدّد رئيس البرلمان العربي مواصلة الشعب العربي مساندته ودعمه الكامل لنضال وصمود الشعب الفلسطيني حتى تحرير أرضه وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها الأبدية مدينة القدس.