واشنطن ـ يوسف مكي
تتجه الأنظار، خلال الساعات المقبلة، إلى مبنى الكابيتول (مقر مجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين في واشنطن)، حيث تبدأ، الإثنين، مناقشة قرار إدارة الرئيس أوباما توجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد، عقابًا له على استخدام السلاح الكيماوي ضد المدنيين.وتقوم إدارة أوباما بحملة، لإقناع ممثلي الشعب الأميركي بالضربة، تقابلها حملة مناهضة يقودها الأسد، للتأثير على الرأي العام الأميركي قبل التصويت المرتقب.ولا يزال الكونغرس منقسمًا
على نفسه، بين مؤيد ومعارض ومتردد لطلب أوباما تنفيذ ضربة محدودة على النظام السوري.وفي مجلس الشيوخ، لا يزال هناك قرابة 50 عضو من أصل 100 لم يحددوا موقفهم من الضربة. أما في مجلس النواب فالعدد يصل إلى 182 نائبًا من أصل 433 نائبًا. ويتم العمل، على قدم وساق، لإقناع هؤلاء الأعضاء.ويعمل أوباما بنفسه على استمالة أعضاء الكونغرس، ولهذه الغاية، تجرى لقاءات تلفزيونية، الإثنين، كما سيلقي خطابًا، الثلاثاء، يشرح فيه موقفه.وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن "فريق عمل أوباما يعمل جاهدًا منذ أسبوع، لإقناع أعضاء الكونغرس المترددين بإجراء ضربة محدودة على النظام السوري لمعاقبته على استخدامه الأسلحة الكيماوية".ويعمل على إنجاح هذه الحملة أكبر موظفي البيت الأبيض، بالإضافة إلى أعضاء في الكونغرس ومجموعات يهودية وأميركية من أصل عربي ذات ميول يسارية ومسؤولين في إدارة الرئيس السابق جورج بوش.
ويعتزم الرئيس الأميركي باراك أوباما زيارة الكونغرس، الثلاثاء، في محاولة لحث أعضائه على دعم التحرك العسكري ضد سورية، حسبما أفاد مراسل "سكاي نيوز عربية" في واشنطن.
وتأتي الزيارة التي لم يعلن عنها مسبقًا، عشية خطاب مهم للرئيس الأميركي، مساء الثلاثاء، في محاولة لإقناع الأميركيين بضرورة توجيه ضربة عسكرية محدودة إلى سورية، وتقول قوى غربية: إنها ضرورية لمعاقبة النظام السوري على استخدام أسلحة كيماوية في الحرب الدائرة منذ عامين ونصف تقريبًا.
وقالت تقارير صحافية أميركية: إن الخطاب المرتقب لأوباما سيرتكز على تحذير الأميركيين من أن "عدم التدخل العسكري في سورية سيقوي الأسد وحلفاءه في المنطقة"، مشيرة إلى "اجتماع في البيت الأبيض بين الرئيس ونائبه جو بايدن مع وزير الدفاع تشاك هغل، الإثنين".
وواصل البيت الأبيض، الأحد، مساعيه لكسب الدعم، للقيام بهذا العمل العسكري، لكنه يواجه معركة صعبة في الكونغرس، حيث قال عدد من الأعضاء البارزين إنهم لم يقتنعوا بالموافقة على تنفيذ ضربات ضد دمشق.
وفي حين أن مجلس الشيوخ الأميركي سيجري، الأربعاء، تصويتًا يمثل اختبارًا حاسمًا، شارك كبير موظفي البيت الأبيض دينيس مكدونو في 5 برامج حوارية، الأحد، للتأكيد على أن ضربة محدودة ردًا على الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيماوية، سيبعث رسالة للردع.
غير أن رئيس لجنة المخابرات في مجلس النواب والمؤيد للضربات العسكرية الجمهوري مايك روجرز، قال: إن أوباما لم يقدم مبررات جيدة لتنفيذ عمل عسكري بهدف معاقبة الأسد. وأضاف روجرز، على شبكة "سي. بي. إس" أنه "من الواضح جدًا أن أوباما فقد الدعم في الأسبوع الماضي، ولم يقدم أسبابا مقنعة".
وواجهت خطة أوباما معارضة كبيرة من الجمهوريين وزملائه الديمقراطيين في الكونغرس، بحيث يخشى الكثير من المشرعين أن يؤدي شن ضربات عسكرية في سورية إلى التزام أميركي طويل الأمد هناك ويثير صراعات أوسع نطاقًا في المنطقة.
وقالت النائبة الديمقراطية لوريتا سانشيز عن ولاية كاليفورنيا على تلفزيون "إن. بي. سي": أتساءل أين هي قضية الأمن القومي؟ تأكدوا أنه في اللحظة التي يسقط فيها أحد الصواريخ هناك، نكون في قلب الحرب السورية".
وقال رئيس لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب الجمهوري مايكل مكول: إن خطة أوباما طائشة. وأضاف أن "المشكلة هي أنني أعتقد أن إطلاق عدد قليل من صواريخ توماهوك، لن يعيد إلينا مصداقيتنا في الخارج. هذا نوع من الإجراءات الرامية لإنقاذ ماء وجه الرئيس بعد أن وضع الخط الأحمر".
وقال النائب الديمقراطي جيم مكغفرن (من ولاية ماساتشوستس)، في وقت سابق: لو كنت مكان الرئيس لسحبت طلبي. لا أعتقد أن هناك تأييدًا في الكونغرس.
وتظهر استطلاعات لرأي أعضاء الكونغرس أن أوباما يواجه مهمة صعبة، وكشف للاستطلاع أجرته "واشنطن بوست" أن "223 عضوًا في مجلس النواب إما يعارضون التفويض باستخدام القوة العسكرية في سورية أو يميلون إلى معارضته".
ويفوق هذا العدد المطلوب لعرقلة مشروع قرار التفويض، الذي يبلغ 217 نائبًا.