القاهرة – أكرم علي
القاهرة – أكرم علي رفض النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، نفي أو تأكيد ترشحه للانتخابات الرئاسية، قائلا "إن الوقت غير مناسب في ظل ما تمر به البلاد من تحديات ومخاطر تتطلب منا جميعا عدم تشتيت الانتباه والجهود بعيدا عن إنجاز خطوات خارطة المستقبل التي سيترتب عليها واقع جديد يصعب تقديره الآن".وكشف السيسي في الجزء الثالث من حواره مع صحيفة "المصري اليوم" الأربعاء، أن ما قام به النظام السابق وما يحاول القيام به أنصار القيام به، يضر بالأمن القومي للبلاد، من خلال نشر الشائعات والإساءة للجيش وبث معلومات مغلوطة، ومحاولة إدخال البلاد في حالة الفوضى.وأشار السيسي إلى أن "المنطقة العربية، خلال السنوات الأخيرة، تمر بمرحلة إعادة صياغة وتشكيل ليس فقط في الخارطة السياسية للنظم القائمة، وإنما تشمل أيضا البناء الجغرافي للدول، وتوزيع القوى والمصالح وهيكلة الترتيبات الأمنية في المنطقة، وإنها بلا جدال ترتبط بالتحولات التي يشهدها النظام العالمي، ومصالح القوى الدولية التي مازالت تعتبر المنطقة أهم المرتكزات الرئيسية في معادلة توازن القوى.واعتبر الفريق اللسيسي أن "أحد أهم المتغيرات التي طرأت على المنطقة، هو سقوط وتآكل الجيوش العربية، الأمر الذي بالتأكيد لا يصب في الصالح العربي بصفة عامة، ومصر بصفة خاصة، وأن خلاصة مختلف الدراسات تؤكد أن هناك تهديدات قوية لا تستهدف فقط القوات المسلحة، وإنما مختلف أركان الدولة المصرية من قوات مسلحة وشرطة وقضاء واقتصاد وغيرها، محذرا للانتباه والإدراك العميق لحقائق التهديد، هو البداية الحقيقية للتحسب لمثل هذه المؤامرات، والقضاء عليها يتطلب التوافق والتعاون والتكاتف بين مختلف قوى الدولة لحشد الجهود وتوحيدها في اتجاه البناء والإنتاج واستعادة الأمن والاستقرار".وأشار السيسي إلى أن "البعض يجهز خططا ضد البلاد لخلق حالة من الفوضى من خلال الكذب، وهذا الكذب جزء من خطة يريد أصحابها من خلالها حصار الوطن في مستنقع من الأكاذيب الباطلة، لتحقيق أهدافه التي تتعارض بالطبع مع مصالح البلاد العليا، والتى يحاول البعض من خلالها إظهار الوضع على أن هناك حالة من الاضطراب الشديد والفوضى العارمة والعنف غير المبرر من جانب السلطات، كل هذه أكاذيب في إطار خطط موضوعة لزعزعة الأمن القومي".وأوضح وزير الدفاع أن هناك من يحاول ترسيخ فكرة أن "السلطة هي العدو الحقيقي، من خلال بعض وسائل الإعلام، التي تعمل على مدى ٢٤ ساعة على ترديد الأكاذيب لتشكل وجدان الناس بالوضع الذى تريده، ورغم هذه الخطط يدرك المصريون جيدا أنهم لن ينسوا حالة الفشل الشديد في إدارة البلاد في ظل حكم النظام السابق، والطوابير الطويلة أمام محطات الوقود للحصول على البنزين والسولار".وأكد وزير الدفاع أنه "على الإعلام أن ينتبه إلى أن هذه الحرب الحديثة ضد مصر، من خلال تصدير واقع على خلاف الحقيقة، ونقله إلى دول العالم، والمؤسسات الإعلامية تبنى شكلاً وتحافظ على هذا البناء حتى لا يسقط، وأن هذا الشكل الذي يتم التعامل وفقا له، قد يدفع القائمين على إدارة الأزمة إلى تبني قرارات بناء على تقديرات غير دقيقة إطلاقا، فالإعلام جزء من التقدير، وكذلك المخابرات جزء من هذا التقدير الذى يسبق اتخاذ القرار".وبشأن سؤاله عن المعونة العسكرية الأميركية التي تستخدم أداة أميركية للضغط على مصر، شدد السيسي على أن "العلاقات الاستراتيجية المصرية الأميركية تقوم على المصالح المتبادلة، وأن الولايات المتحدة القطب الرئيسي في النظام العالمي، ومصر دولة قوة رئيسية في محيطها الإقليمي، وتقوم أيضاً على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشأن الداخلي، فالحديث عن أدوات ضغط أمر لا نقبل به فعلاً أو تلويحاً". وأكد أن "المعونة العسكرية تم النص عليها وتحديدها ارتباطاً بمعاهدة السلام التي تستند في أركانها على توازن القوى بين الأطراف، وبالتأكيد لها عائد إيجابي على تحقيق المصالح والأهداف المصرية والأميركية أيضاً، وبهذه المناسبة لابد من شكر الأصدقاء في الولايات المتحدة الذين ساهموا في الإفراج عن قيمة المساعدات العسكرية الباقية لهذا العام، وقيمتها ٥٤٨ مليون دولار رغم الأزمة التي نشهدها جميعاً، ودفعت بالإدارة الأميركية لتعليق جزئي لأنشطة الحكومة الفيدرالية".وأشار السيسي إلى أن "القوات المسلحة كانت تأمل في الحفاظ على العلاقات والارتباطات الاستراتيجية مع الأصدقاء، ليس بالولايات المتحدة فقط، وإنما في العالم، إننا دائماً ما نتحسب لجميع الاحتمالات، حفاظاً على متطلبات الأمن القومي المصري الذي لا يقبل السماح بالتأثير السلبي عليه".وعن تجميد جزء من هذه المساعدات هذا العام، اعتبر السيسي أن "الإشكالية الموجودة في هذا الأمر، هي إشكالية قانونية، وهي توصيفهم في القانون الأميركي لما حدث في مصر من ثورة، وأصبحت لديهم إشكالية بشأن استمرارية هذه المساعدات، لكن نحن نريد أن نكون واضحين، ونقول إنهم حريصون على استمرار هذه المساعدات وألا تنقطع، وهم يحاولون اتخاذ إجراءات تتسق مع روح القانون، والتعامل مع أن ما حدث في مصر تم من خلال إرادة شعبية فليس لديهم توصيف يقول تغيير الحكم بإرادة شعبية أو بانقلاب، هم لديهم تغيير الحكم بالنظم القانونية المتبعة، وهذه هي الإشكالية الحقيقية التي تواجه صانع القرار في التعامل معنا بشأن موضوع المساعدات".وبشأن العملية العسكرية في سيناء شدد السيسي على أن "الفترة الأخيرة شهدت تقدما كبيرا في العملية "سيناء" بفضل شجاعة وإقدام وتضحية أبنائنا من القوات المسلحة وأشقائهم في الشرطة، وتعاونهم مع سكان سيناء الذين يثبتون كل يوم مدى وطنيتهم وتضحياتهم من أجل هذا الوطن"، متوقعا "استمرار العمليات لفترة مقبلة، ارتباطا بتعقيدات العملية، نتيجة تعدد أبعادها بحكم الطبيعة الجغرافية والتركيبة السكانية ودائرة الجريمة التي تتشابك فيها أصابع الإرهاب مع عمليات التهريب والجريمة المنظمة بأنواعها، وكذلك احتياجات التنمية والتوعية الدينية، قائلا "نحن حققنا نتائج مرضية في الفترة الماضية، والقوات موجودة في كل مكان في سيناء".