جنيف - ريا أحمد
قرر اجتماع جنيف الثلاثي الذي ضم أمس الاثنين، الجانبين الأميركي والروسي والمبعوث الدولي - العربي الأخضر الإبراهيمي العودة الى عقد اجتماع تشاوري آخر في 20 من ديسمبر/كانون الأول المقبل لمتابع التحضير لمؤتمر جنيف2 لحل الازمة السورية.
وأكد الإبراهيمي بعد الاجتماع أنه لم يجر بعد الاتفاق على قائمة المدعوين. وقال الإبراهيمي للصحافيين في أعقاب الاجتماع مع كل من نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ومساعدة وزير الخارجية الأميركية ويندي تشيرمان، إن "لائحة المدعوين لم تحدد بعد".
واعتبر الإبراهيمي أنه ينبغي أن يكون
ممثلو النظام السوري والمعارضة ذوي مصداقية مع أكبر صفة تمثيلية ممكنة. وقال: "نحن على اتصال مع المعارضة والحكومة في وقت واحد. طلبنا منهم إعطاءنا أسماء وفودهم بأقصى سرعة والأفضل قبل نهاية العام لأنه من الأهمية بمكان أن نلتقيهم ونتحدث معهم ونستمع إليهم. هذا المؤتمر هو فعلاً لكي يأتي السوريون إلى جنيف ويتحدثوا، وأن يبدأوا، كما نامل، عملية سلام موثوقاً بها وفعالة يمكن أن تكون صالحة للتنفيذ بالنسبة إلى بلدهم»، لافتاً إلى أن المؤتمر سيبدأ "من دون شروط مسبقة"، و أن "كل المسائل ستطرح على الطاولة، وستبدأ المفاوضات في 22 كانون الثاني. لكن كم من الوقت ستدوم، سنقول ذلك عندما يبدأ الأمر".
وقالت اوساط الامم المتحدة في جنيف إن "الاقتراح المتعلق بتوزيع المقاعد حول طاولة المفاوضات في جنيف 2 والذي سيقدمه الابرهيمي الى فريقي الصراع في سورية لاحقاً يقوم على اساس "تسعة بتسعة"، أي تسعة أعضاء من النظام بينهم رئيس وفد، وتسعة من المعارضة بينهم رئيس وفد.
ويأتي هذا الاقتراح وقت تستعر مجدداً الخلافات بين أطياف المعارضة بسبب الاسماء المقترحة للمشاركة، مع اتهامات لـ"الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" بمحاولة "الهيمنة" على القرار المعارض. وقالت اوساط "هيئة التنسيق الوطني" لـ"النهار" ان النظام السوري والائتلاف تشاركا في منع الشخصيات الاربع الاولى من المشاركة في المؤتمر، "اثنان يمنعهم النظام من السفر، واثنان وضع الائتلاف فيتو على مشاركتهما".
ويشاطر هذا الرأي رئيس الاتحاد الديموقراطي الكردي صالح مسلم الذي اعلن إن "الائتلاف الوطني لم يجر أي اتصال بالهيئة الكردية العليا، من اجل تأليف الوفد"، وانه يرى ان الشخصيات الكردية التي يضمها هي التي تمثل الاكراد في سورية "فالائتلاف لا يعترف بوجودنا" .
وتبقى مشاركة الدول في جنيف2 من دون حل، فالابرهيمي يسعى الى أوسع مشاركة، ويركز على ضرورة مشاركة كل من ايران والمملكة العربية السعودية تحديداً، ويشاطره هذا الموقف كل من بان كي - مون والامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي. لكن امر مشاركة ايران لم يحسم بعد، فالولايات المتحدة ترفض هذه المشاركة حتى الآن والائتلاف الوطني السوري يعتبر ان ايران جزء من المشكلة، ولم تُجدِ في هذا الاطار تدخلات غاتيلوف لدى وفد الائتلاف الذي التقاه في جنيف أي نتيجة. وعلم أن غاتيلوف قال للوفد السوري: "بما أنكم تعتبرون ايران جزءاً من الأزمة فعليكم اعتبارها أيضا جزءاً من الحل". ولم يخف انزعاج موسكو من رفض مشاركة ايران معلناً بعد لقائه وفد الائتلاف انه "من دون مشاركة ايران سيكون من الصعب تنفيذ ما سيتفق عليه في جنيف - 2، وان ايران دولة اقليمية كبرى لها علاقة بالاحداث الجارية في سورية ومشاركتها امر ضروري".
وفي المواقف، رحب وزير الخارجية الأميركي جون كيري بالسعي إلى عقد مؤتمر السلام من اجل سورية ، قائلا إنه "يمثل أفضل فرصة لتشكيل حكومة انتقالية جديدة في البلد المضطرب وإخراجه من أزمته". وقال: "من أجل إنهاء سفك الدماء ومنح الشعب السوري فرصة لتحقيق تطلعاته التي تأجلت طويلاً، تحتاج سورية الى قيادة جديدة (ما سيكون) خطوة مهمة باتجاه إنهاء معاناة الشعب السوري والتأثير المزعزع للاستقرار لهذا النزاع على المنطقة". لكنه أقر بوجود عقبات عديدة على طريق التوصل إلى حل سياسي، وسندخل إلى مؤتمر جنيف الخاص بسورية بأعين مفتوحة.
وقال إنه خلال الأسابيع المقبلة، ستعمل واشنطن مع الأمم المتحدة وغيرها من الشركاء للأعداد لأجندة المحادثات وقائمة الضيوف المشاركين في المؤتمر. وأضاف أن على النظام السوري والمعارضة تشكيل وفودهما.
اما وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس فقد اعتبر أن المشاركة في هذا المؤتمر "ممكنة للقوى الإقليمية كافة التي تقبل مبدأه، وهو تشكيل حكومة انتقالية". وأضاف أن إيران تريد أن يكون لها دور إيجابي في المنطقة و هذا الدور الإيجابي يبدأ عندما يكف حزب الله عن التدخل في سورية".
وفي لندن، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن "الانتقال السياسي يعني أن الأسد لا يمكن أن يكون له دور مستقبلي في سورية. إنني أرحب ترحيباً كبيراً بقرار الائتلاف المشاركة (في المؤتمر)، وأعتبره في قلب وفد المعارضة وصدارته. دعمنا لهم (الائتلاف) سيتم توسيعه واستمراره خلال عملية جنيف 2."