احتشد الآلاف من اليمنيين الجنوبيين وسط ساحة مركزية

احتشد الآلاف من اليمنيين الجنوبيين وسط ساحة مركزية في محافظة عدن جنوبي اليمن السبت، لإحياء "عيد الاستقلال" من الاحتلال البريطاني عام 1967، مطالبين بفك ارتباط جنوب اليمن عن شماله بعد وحدة اندماجية قبل 23 عاما، مجددين رفضهم لمقررات مؤتمر الحوار اليمني الجاري منذ 9 أشهر. في وقت وجه فيه الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض في حديث متلفز من مكان إقامته في العاصمة اللبنانية بيروت، رسالة إلى الدول الراعية للمبادرة الخليجية ينبه فيها الى أن تجاهل الإرادة الشعبية لشعب الجنوب وثواره في الميادين، وتغاضيهم عن ما يجري لهذا الشعب الصابر سيطيح بالحوار.
وكان الآلاف من الجنوبيين قد توافدوا الجمعة إلى عدن التي كانت عاصمة للجنوبيين قبل إعلان الوحدة، وقضى معظمهم ليلته في ساحة العروض المركزية في خور مكسر التي أقيمت فيها الفعالية الحاشدة.
وقال البيان الصادر عن الفعالية "إن الاحتفالية تأتي في ظل ظروف ومتغيرات تشهدها الساحة الجنوبية والإقليمية والدولية، تؤكد بأن ما يطالب به أبناء الجنوب هو حقاً شرعيا مكفولاً بالقوانين والمواثيق الدولية ومسنودا بقوة جماهير الشعب الجنوبي".
وأكد البيان على أهمية التوافق والتقارب الجنوبي وتجسيد مبدأ التصالح والتسامح التي نستطيع بها الوصول إلى تحقيق الهدف المنشود المتجسد في التحرير والاستقلال.
وأشار إلى أن إقرار القوى الدولية بوجود القضية الجنوبية واقتراب انتهاء ما يسمى بمؤتمر الحوار الوطني، وهناك توقعات تحمل معها الكثير من الاحتمالات والتي قد تفرض على شعب الجنوب، وهي تطورات خطيرة، تجبرنا على التماسك والتلاحم معا لمواجهتها".
وكان فصيل من مكون الحراك الجنوبي المشارك في مؤتمر الحوار الوطني قد أعلن انسحابه بسبب "استنفاذ كل الجهود السياسية للتوصل إلى حل عادل للقضية الجنوبية"، غير أن الخلافات التي نشبت بين المكون الجنوبي قد دفعت بعضا من أعضاءه إلى مواصلة مسيرتهم في مؤتمر الحوار رافضين قرار الانسحاب.
ووجه الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض في حديث متلفز من مكان إقامته في العاصمة اللبنانية بيروت رسالة إلى الدول الراعية للمبادرة الخليجية قال فيها : "أنبههم مراراً وتكراراً أن تجاهلهم للإرادة الشعبية لشعب الجنوب وثواره في الميادين، وتغاضيهم عن ما يجري لهذا الشعب الصابر من قتل يومي هو الخطر بعينه، وأن تعسف الواقع لا يفضي إلى صنع شيء مفيد بل إنه يفضي الى الأسوأ، وقد تابع العالم الفشل الذريع لمسرحية الحوار المزعوم، وعليهم ان يصغوا إلى صوت المنطق والعقل والاستماع إلى صوت شعب الجنوب الرافض للاحتلال اليمني".
من جانبه، قال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في خطابه بمناسبة عيد الاستقلال في ذكراه الـ 46: "لن أقبل أية مزايدة أو متاجرة من أي طرف كان بالقضية الجنوبية، تماماً كما لن أقبل من أي طرف كان المزايدة أو المتاجرة بالوحدة اليمنية".