بيروت - رياض شومان
انفجر الوضع الأمني ليل السبت على جميع المحاور التقليدية في مدينة طرابلس عاصمة الشمال اللبناني، ودارت اشتباكات عنيفة على محاورمنطقتي باب التبانة السُنيَّة، و جبل محسن العلويَّة المؤيدة للنظام السوري ، واستخدمت فيها القذائف المدفعية و الاسلحة الرشاشة الثقيلة، وأدى انهيار الوضع الأمني في الجولة رقم 18، إلى مقتل سبعة مواطنين وجرح أكثر من 25 آخرين، بمن فيهم ضابط في الجيش
اللبناني برتبة ملازم أول ويدعى محمد السيد وستة عسكريين.
كما استهدف رصاص القنص المواطنين الآمنين العابرين من عكار الى طرابلس إضافة الى كل أحياء التبانة من منطقة المنكوبين وصولاً الى طلعة العمري وسوق القمح مروراً بستاركو وبعل الدروايش لترتفع الحصيلة الى ستة قتلى وأكثر من خمسة وعشرين جريحاً.
ونتيجة القذائف الصاروخية إندلع حريق في منزل أحد سكان مشروع الحريري عمل الجيش اللبناني على أثره الى إخلاء المشروع من سكانه خارج المنطقة، بعدما كان عمل على إخلاء طلاب مدرستي "اللقمان" و"السلام" من طلابهما الذين حوصروا داخلهما بسبب مواجهة المدرستين لمنطقة الجبل.
وترافقت الاشتباكات مع تصاعد تحذيرات متبادلة آخرها من "قادة المحاور في جبل محسن" الذين تحدثوا عن فرض حصار على طرابلس والميناء بدءا من السادسة من صباح الإثنين المقبل
وأجمعت مصادر طرابلسية على أن المعالجات لا تزال هشة والوضع خرج عن السيطرة بفعل العجز عن تنفيذ الإجراءات القضائية في قضية تفجيري المسجدين، وكذلك عجز القيادات السياسية عن ضبط ردود فعل المتضررين من هذين التفجيرين ووقف أعمال إطلاق النار على سكان جبل محسن في أرجلهم لدى التعرف على بعضهم في أنحاء طرابلس.
وأكد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال العميد مروان شربل ان الدولة والأجهزة الأمنية "على أتم الإستعداد لتثبيت الامن والإستقرار وتعزيزهما، على الرغم من وجود العقبات والمشكلات، التي هي في معظمها خارجية، وتتعدى الحدود اللبنانية"، لافتاً إلى أن "هناك مرحلة صعبة، تنتظر لبنان، وتمتد خلال الاشهر الستة الاولى من العام 2014". وأوضح أنه "تم الإتفاق على توحيد إمرة القوى الأمنية في طرابلس وتسليمها للجيش، بموافقة رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة.سنضرب بيد من حديد لتثبيت الأمن ومنع التدهور الذي يدفع ثمنه غالباً المواطنون الأبرياء".