الجمعية العامة للأمم المتحدة

 صوتت ١٢٨ دولة عضوا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، لصالح قرار باسم "وضع القدس"، يلغي ضمنا قرار الرئيس الأميركي دون أن يسميه مباشرة، من خلال إلغاء أي قرارات تغير وضع القدس قبل مفاوضات الوضع النهائي، بينما امتنعت 35 دولة عن التصويت ورفضت 9 دول القرار.

التصويت يقدم نصرا معنويا للقضية الفلسطينية التي عادت بقوه للمسرح السياسي الدولي بفضل عناد الرئيس الأميركي الذي تلقي ردا قويا من المجتمع الدولي في هذا الشأن، كما يعتبر تكليلا لجهود مصر والمجموعة العربية والإسلامية والإفريقية وعدم الانحياز والاتحاد الأوربي.
 
وقال وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، في بداية الجلسة إن القرار الأميركي لن يؤثر على وضع القدس وإنما يؤثر على وضع الولايات المتحدة كوسيط للسلام مضيفًا بأن الولايات المتحدة أضاعت فرصة للعدول عن قرارها لتلتحق بالمجتمع الدولي وتنهي عزلتها في العالم، في إشارة إلى الرفض الواسع للقرار الأميركي بشأن القدس، وتابع:"القدس هي مفتاح السلم والحرب في منطقة الشرق الأوسط"، معتبرا أن "القرار الأميركي يخدم الحكومة الإسرائيلية ويشجع التطرف والإرهاب في المنطقة".

وأوضح مندوب بارغواي والتي امتنعت عن التصويت أن امتناعه بحجة أن القرار خاص بمجلس الأمن وليس الجمعية العامة، بينما يري مسؤول السفادور أن موقف بلاده متسق مع كل القرارات السابق وامتنع لعدم رضاء بلاده عن الجانب الإجرائي للجلسة، بينما قال مندوب الأرجنتين:" امتنعنا لأنه لن يساهم في تسويه الصراع وندعم حل الدولتين في وفقا لحدود ٦٧".

وأكدت كندا أن الحل العادل يأتي على أساس الدولتين والقدس تدخل في مفاوضات الحل النهائي مشيرة إلى أن امتناعها جاء بسبب أن القرار أحادي ولا يدعم التسوية، بينما شددت المكسيك أنها امتنعت منعا لتشويه السعي إلى تسوية سياسي ةوأنه لا يصح أن تصبح الولايات المتحدة عقبة أمام التسوية.

كان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، هدد بوقف المساعدات المالية عن الدول التي ستصوت لصالح مشروع القرار الذي تقدمت به اليمن عن الدول العربية، فيما تحمل مسودة القرار الذي تم التصويت عليه اليوم ما ورد في النص الذي عرضته مصر على مجلس الأمن الدولي، وعطلت واشنطن إقراره باستخدام الفيتو، وقد أكدت مصادر دبلوماسية مصرية أن هذا القرار يؤكد التأثير المصري والذي تقدم بالقرار في مجلس الأمن مطلع الأسبوع، مضيفة بان مصر ستسعي بكل جهدها للضغط على الدول من اجل إقرار حق فلسطين.

من جانبه، أشار السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق ان هذا القرار يعد إحراجا للولايات المتحدة الأميركية وتأكيدا لحق الشعب الفلسطيني، بينما يري السفير محمد الشاذلي مساعد وزير الخارجية الأسبق أن بعثة مصر في نيويورك قامت بجهد كبير تجاه القدس خاصة وأنها اكتر دولة طالبت بحق الشعب الفلسطيني، وتابع:" على مصر الاستمرار في الضغط على الدول الكبرى من اجل ضمان حق الشعب الفلسطيني بشكل ملموس وتصويت أغلبية الأعضاء يؤكد أن الإدارة الأميركية في حرج".