روما - زياد البنا
قررت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى فرض عقوبات جديدة على موسكو مع احتمال بدء تطبيق العقوبات الاميركية "اعتبارا من الاثنين" تزامنا مع تحول سيناريو التدخل العسكري الروسي في شرق اوكرانيا الى فرضية اكثر ترجيحا.وأوضحت المجموعة أن تشديد العقوبات على موسكو تقرر لانها واصلت في الايام الاخيرة "زيادة التوترات مع خطاب لا يزال اكثر اثارة للقلق ومناورات تهديدية على الحدود مع اوكرانيا".
ووفق مسؤول اميركي،
فان "كل بلد سيحدد ما هي العقوبات المحددة الاهداف التي سيفرضها. هذه العقوبات ستكون منسقة ومتكاملة، ولكنها لن تكون بالضرورة متطابقة. ويمكن ان يبدا تطبيق العقوبات الاميركية اعتبارا من الاثنين".
وراى وزير الخزانة الاميركي جاكوب لو ان "الهدف هو اصابة الاقتصاد الروسي مع اقل قدر ممكن من الاضرار للاقتصاد الاميركي والعالمي". وقال ان الولايات المتحدة "مستعدة لاتخاذ عقوبات اكثر قساوة واستيعاب العواقب اذ لزم الامر".
ومن المفترض ان يجتمع ديبلوماسيون من دول الاتحاد الاوروبي الـ28 الاثنين في بروكسيل بهدف تبني لائحة اضافية من عقوبات على موسكو مثل تجميد ارصدة وحظر سفر.
ولا تواجه روسيا حاليا سوى عقوبات اميركية واوروبية تستهدف مسؤولين كبارا، الا ان المخاوف من فرض مزيد من العقوبات على الاقتصاد الذي يعاني من صعوبات كبيرة ادت الى هروب كبير لرؤوس الاموال مما حمل وكالة "ستاندارد اند بورز" للتصنيف الائتماني الجمعة الى تخفيض علامة روسيا الى "ب ب ب -".
ووفق بيان مجموعة السبع، فان الدول الاعضاء (الولايات المتحدة، كندا، فرنسا، بريطانيا، المانيا، ايطاليا واليابان) "تعهدت التحرك بشكل عاجل لتكثيف العقوبات المحددة الاهداف والتدابير الرامية لزيادة أثمان الاعمال الروسية".
وفي ما يعكس تأزم الاوضاع، اعتبر رئيس الوزراء الاوكراني ارسيني ياتسينيوك في روما بعد لقائه البابا فرنسيس، ان الطيران الحربي الروسي "انتهك" المجال الجوي الاوكراني اكثر من مرة "لهدف وحيد هو دفع اوكرانيا الى خوض حرب".
وكان ياتسينيوك اتهم موسكو بالسعي الى "حرب عالمية ثالثة"، واختصر زيارته لروما بسبب التطورات في بلاده.
من جهتها، نفت وزارة الدفاع الروسية اتهامات كييف والبنتاغون بان تكون طائراتها انتهكت المجال الجوي الاوكراني.
وعلى رغم الضغوط الدولية، رفض الانفصاليون اطلاق سراح 13 مراقبا من منظمة الامن والتعاون في اوروبا بعدما تم توقيفهم واحتجازهم الجمعة في سلافيانسك، معقل الحراك الانفصالي في المنطقة الشرقية الاوكرانية.
وقال زعيم الانفصاليين في سلافيانسك فياتشيسلاف بونوماريف "انهم في السجن، وهم ضباط في الحلف الاطلسي. لقد دخلوا ارضنا من دون اذن منا".
ووصف مسؤول انفصالي آخر المراقبين بـ"جواسيس الحلف الاطلسي"، واكد عدم اطلاقهم الا عبر "مبادلتهم مع سجناء من صفوفنا".
من جهتها، طلبت الحكومة الالمانية من المسؤولين الاوكرانيين والروس بذل ما في وسعهم لاطلاق المراقبين خصوصا ان اربعة منهم المان ومن بينهم ثلاثة جنود.
وفي دونيتسك، اهم المدن الصناعية في الشرق، اعاد الانفصاليون تاكيد عزمهم تنظيم استفتاء في 11 ايار حول "اعلان الاستقلال" في منطقة دونيتسك.