القاهرة - محمود حساني
توقعت مصادر حكومية رفيعة، إمكانية استئناف رحلات الطيران بين القاهرة وموسكو، منتصف شهر شباط/ فبراير المقبل، بعد أن استلمت شركة طيران "إيروفلوت" الروسية مكاتبها في مبنى الركاب رقم " 2" في مطار القاهرة الدولي.
وأضافت المصادر، أنه يتم حاليًا الانتهاء من تنفيذ الشرط الأخير للجانب الروسي، والمُتمثل في تشغيل بوابات دخول العاملين بالبصمة، إذ يُجرى حاليًا استكمال تجهيز بوابات دخول العاملين في المبنى بنظام البصمة البيومترية، قبل وصول وفد روسي رفيع، لإجراء تفتيش نهائي وأخير خلال الأسبوع المُقبل.
وتابعت "أن هناك بعض التجهيزات التي تحتاجها البوابات البيومترية للتشغيل، وأن شركة ميناء القاهرة الجوي بدأت في استعداداتها المكثفة لنقل شركات طيران الإيطالية والإماراتية والقطرية إلى مبنى الركاب رقم 2، بدايةً من شباط/فبراير المقبل، ليرتفع عدد الشركات في المبنى إلى 13 شركة منذ تشغيله بعد عمليات تطويره بتكلفة 3,4 مليار جنيه، وزيادة سعته إلى 7,5 مليون راكب سنويًا".
وتتمتع القاهرة وموسكو ، بعلاقات صداقة منذ قديم الأزل، تعود إلى ما قبل 1784 م، وبدأت العلاقات الدبلوماسية تأخذ شكل رسمي في عام 1943 مع الاتحاد السوفيتي السابق، تطورت العلاقات واستمرت حتى بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، وانتهاء الوجود القانوني له في يوم 26 كانون الثاني/ديسمبر عام 1991.
وبدأت أولى خطوات التعاون المصري الروسي في عام 1948، حين وقعت أول اتفاقية اقتصادية بين مصر وروسيا بمقايضة القطن المصري الشهير بحبوب وأخشاب روسية في فترة حكم الملك فاروق لمصر. وشهدت العلاقات بين البلدين تطورًا مميزًا بعد ثورة 23 تموز/يوليو عام 1952 إذ قدّم الاتحاد السوفيتي إلى مصر المساعدة في تحديث قواتها المسلحة وتشييد السد العالي.
وشهدت العلاقات بين البلدين تطورًا كبيرًا في فترة الخمسينيات من القرن الماضي، حين ساعد آلاف الخبراء الروس مصر في إنشاء المؤسسات الإنتاجية، وبينها السد العالي في أسوان ومصنع الحديد والصلب في حلوان ومجمع الألمونيوم في نجع حمادي، ومد الخطوط الكهربائية بين أسوان والإسكندرية والمشاركة في 97 مشروعًا صناعيًا، بمساهمة سوفيتية وتم تذويد الجيش المصري بأسلحة سوفيتية حديثة خلال حرب تشرين الأول/ أكتور 1973. وغيّر أن العلاقات المصرية الروسية
شهدت توترًا كبيرًا، خلال فترة حكم الرئيس الراحل محمد أنور السادات بل وصلت إلى حد قطع العلاقات في أيلول/سبتمبر عام 1981، وبعد تولي الرئيس الأسبق حسني مبارك، حكم البلاد عام 1981، بدأت العلاقات المصرية الروسية في التحسن والازدهار مرة أخرى.
ومع وصول الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي إلى حكم البلاد عام 2013 ، أعاد العلاقات المصرية الروسية إلى فترة الازدهار السابقة حين قام بزيارة تاريخية إلى روسيا، والتقى الرئيس فلاديمير بوتين وكانت لهذه الزيارة انعكاسات إيجابية على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والتجارية بين البلدين، وأصبحت علاقات مميزة.
ومع سقوط طائرة الركاب الروسية، فوق شبه جزيرة سيناء، شمال شرقي مصر، في 15 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، والتي أودت بحياة 224 راكبًا، بدأت العلاقات "المصرية-الروسية"، تأخذ منحنى هبوط وتوتر من الجانب الروسي، الذي علّق رحلاته إلى مصر، وحظر استقبال رحلات مصرية.