القاهرة ـ إسلام محمود
ترجمت القوات المسلحة المصرية حرصها على تسهيل الوصول إلى مناطق شبه جزيرة سيناء إلى إجراءات واقعية، تقلص مدة السفر اليها، حيث أنهت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالتعاون مع 4 شركات مصرية، أعمال حفر الأنفاق التي ستربط سيناء بباقي المدن المصرية، إلى جانب إنهاء 85٪ من التشطيبات داخل الانفاق، ويصل طول الانفاق 5.8 كيلو مترات في زمن قياسي.
وبدأت أعمال الحفر في الأنفاق في يونيو / حزيران عام 2016، باستخدام الماكينات بسواعد مصرية 100٪، حيث أكَّد المهندسون المشرفون على أعمال شركة كونكورد أنَّ الشركة منذ البداية حرصت على أن تكون نسبة العمالة من مدن القناة 60٪، ومنذ بدء أعمال الحفر تتزايد أعداد العمال ، بينما لم تقم الشركة بتسريح أي منهم، نتيجة اجتهاد الجميع.
ويتكون المشروع في شمال الإسماعيلية من نفقي سيارات، كل نفق يخدم اتجاها مروريًا واحدًا، تمر أسفل قناة السويس، عند الكيلو 73.250، بإجمالي طول النفق الواحد 5820 مترًا، بينما تم التعاقد مع تحالف شركتي "أوراسكوم - المقاولون العرب" لتنفيذ نفقي سيارات "كل نفق يخدم اتجاها مروريًا واحدًا "تمر أسفل قناة السويس بجنوب بورسعيد عند علامة الكيلو 19.150، ويشمل إجمالي طول النفق الواحد 3920 مترًا، ويتم ربط النفقين بمجموعة من الممرات العرضية المتكررة.
وخلال جولة أجراها موقع "سبوتنيك" داخل الانفاق، لكشف أسرار العمل وعمليات الحفر التي تمت داخله مما قلصت وقت السفر من القاهرة والمدن المجاورة إلى سيناء في بضع دقائق، حيث قال كبير المهندسين هيثم جاويش" إنَّ الشركات العاملة في هذا المشروع الضخم استطاعت إنجار كل العمل في وقت قياسي، مشيرًا إلى أنَّ فريق العمل أنهى 85٪ من التشطيبات حتى الآن، ونسير وفقا لجدول زمني لتسليمه في الوقت المحدد له، حيث استطاعنا إنجار 5.8 كيلومترات في زمن قياسي.
وذكر تقرير "سبوتنيك" تنوع المهام داخل الانفاق حيث يتواجد عدد من أصحاب الخوذات الحمراء، وهم المسؤولون عن السلامة والحماية قبل أي خطوة للعاملين، حيث يحرص هولاء على سلامة العمال والمكان، قبل وأثناء العمل، وقال أحدهما ويدعى خالد، ويعمل على تأمين وتهيئة بيئة أمنة تمامًا للعاملين، حرصا على حياتهم والعمل على إخلاء المكان من أي ملوثات قد تضر بالعمل أو العاملين.
وأضاف خالد أنِّ جميع الأعمال تتم تحت إشراف وتعاون جهاز شؤون البيئة والضمان الاجتماعي، بالإضافة إلى أن جميع الأعمال تندرج تحت طائلة قانون العمل المصري، وأنَّ جميع المشرفين يحرصون كل الحرص على سلامة وحماية العاملين.
وفي سياق متصل، أوضح مهندس أخر داخل النفق يدعى هاني، أنَّ أنظمة التهوية داخل النفق متعددة منها ما هو فوق الأرض ومنها ما هو تحت الأرض، حيث تتواجد بعض المراوح العملاقة التي تكون مهمتها نقل الهواء من خارج النفق إلى داخلة، لإتاحة الفرصة للعمال الذين يقومون بواجبهم على بعد مئات الأمتار بالداخل أن يتنفسوا، مضيفًا أنه بعد الانتهاء من عملنا، سنسحب النظامين الأولين للتهوية، ونبقي على الأخير فهو المعتمد دوليًا، وقادر على أداء المهمة جيدا بعد افتتاح النفق.
وأضاف التقرير أنَّه داخل النفق يوجد كل 1000 متر، الهدف المباشر منها هو تأمين السلامة والانسيابية في المرور داخل النفق، حيث تعمل هذه توفر هذه الفتحات سرعة في التحرك لرفع أي عوائق حال جنوح أي سيارة أو وقوع أي حوادث داخل النفق، ليتأكد الجميع أنَّ النفق لن يتوقف عن العمل ولن تتعطل حركة المرور فيه، حتى إذا وقعت حوادث.
وأشار التقرير إلى تزايد أعداد العمال ممن يرتدو الخوذات الصفراء، وبحوذتهم المعدات الثقيلة، ويشرف عليهم عدد كبير من المهندسين، وذلك بطوال الطريق حتى منتصف النفق الذي يبلغ 5800 مترًا، فيما كشف التقرير عن وجود نفق آخر في منتصف النفق الرئيسي وبالتحديد عند عمق 2420، يكفل له الحماية والحرية في الحركة، إلى جانب توفير التهوية اللازمة.
وأوضح التقرير أنَّ أعمال الحفر تجري في نفق جانبي، الهدف منه ربط النفق الشمالي بالجنوبي، وفي هذا الإطار أوضح المهندس هيثم جاويش أنَّ أعمال الحفر تتم داخل رمال مجمدة وليست حوائط جيرية.
وأكَّد جاويش أنَّ أعمال الحفر لربط النفقين، تتم في رمال مشبعة بالمياه، لذلك بحث المهندسون عن وسيلة للحفر بشكل آمن، دون تعريض النفق لخطر انهيار الرمال، وبالتالي إغراق الأنفاق بمياه قناة السويس التي تجري فوقه، وتوصلوا إلى تجميد الرمال، بحيث يتم الحفر بهدوء في الرمال المتجمدة، وهو ما يكفل حماية وأمان للنفق كله.