أبي أحمد رئيسًا للحزب الأثيوبي الحاكم

انتخب الائتلاف الحاكم في إثيوبيا الدكتور "أبي أحمد" رئيسا جديدا للوزراء، والذي ينحدر من عرقية أورومو، أكبر مجموعة عرقية في البلاد والتي كانت تقود الاحتجاجات المناهضة للحكومة السابقة على مدار ثلاث سنوات، وذلك وسط توقعات بعلاقات ومرحلة جديدة مع مصر ووضع آمال على تعزيز مفاوضات سد النهضة التي تشهد بعض التعثر مؤخرا.

واختار ائتلاف الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية الإثيوبية أبي أحمد، رئيسا للائتلاف مما يجعله رئيسا للوزراء بشكل تلقائي خلفا لرئيس الوزراء السابق "هايلي مريام ديسالين"، الذي أعلن استقالته فجأة الشهر الماضي.

وذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإثيوبية التى تديرها الدولة، إن الائتلاف الحاكم (الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية الإثيوبية) الذي يتألف من 180 عضوا اختار أبى لخلافة هايلى مريم فى رئاسة الائتلاف، وهو ما يعنى أنه أصبح رئيسا للوزراء، وسيكون أبي أحمد أول رئيس وزراء من عرقية "أورومو" حكم إثيوبيا منذ بداية حكم الائتلاف الذي بدأ قبل 27 عاما.

ودفع رحيل ديسالين الحكومة إلى إعلان حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد، تحسبا لوقوع اضطرابات أو احتجاجات جديدة، واندلعت الاحتجاجات المناهضة للحكومة في عام 2015 بسبب نزاع بين المواطنين غالبيتهم من عرقية أورومو والحكومة حول ملكية بعض الأراضي، ولكن رقعة المظاهرات اتسعت لتشمل المطالبة بالحقوق السياسية وحقوق الإنسان، وأدت لمقتل المئات واعتقال الآلاف.

وقادت الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية الإثيوبية البلاد إلى تحقيق نمو اقتصادي سريع في ثاني أكبر بلدان أفريقيا من حيث عدد السكان، لكنها واجهت انتقادات من الداخل والخارج بسبب طبيعة الحكم، لكن يعول الكثير من الإثيوبيين اليوم على أن يقود رئيس الوزراء الجديد البلاد إلى مستقبل أفضل ليرسي قواعد حكم ديمقراطي.

وقال الخبير في مركز الأهرام الاستراتيجي الدكتور هانئ رسلان "اذا صحت الانباء الواردة قبل قليل عن اختيار ابى احمد الذى ينتمى الى الأورمو امينا عاما للائتلاف الحاكم ورئيسا للوزراء، وان ذلك بلا شك يعد تطورا هاما فيما يتعلق بتطورات الداخل الأثيوبي .لا سيما بعد الفشل المدوي للاجتماع السابق للائتلاف الاثيوبي الحاكم ، الذى حاول فيه الحزب الحاكم ان يدفعوا برئيس وزراء من الولايات الجنوبية للمرة الثانية، في محاولة فاشلة لتكرار تجربة ديسالين .

وأضاف في تعليقه أنه من الواضح ان الضغوط الامريكية ساهمت في الدفع بابى احمد ، سعيا وراء تهدئة الاضطرابات والاحتجاجات التي اصبحت تهدد بتصدع النظام السياسي الأثيوبى برمته ..وتابع" السؤال المطروح الان : هل سوف تتعاون جبهة تحرير الارومو المعارضة مع ابى احمد لاستعادة الهدوء .. ام سوف تستمر فى رفع مطالبها ، باعتبار ان رئيس الوزراء حتى لو كان من الاورمو، الا انه سيظل خاضعا لهيمنة التجراى، الممسكين بمفاتيح القوة الفعلية للبلاد عبر سيطرتهم على الجيش والامن والاقتصاد".

ومن جانبه أكد وزير الخارجية السوداني، الدكتور إبراهيم غندور، أهمية الاجتماع الثلاثي الذي يضم وزراء الخارجية والري في مصر والسودان وإثيوبيا والمزمع انعقاده مطلع إبريل المقبل في الخرطوم.

وقال غندور -خلال لقائه بوفد أمريكي برئاسة مساعد وزير الخارجية بالإنابة لشرق أفريقيا، إيريك ستروماير: إن اجتماع القمة الأخير بين مصر والسودان وإثيوبيا في أديس أبابا كان تاريخيا ومهما، وشكل نقلة إيجابية في مسار التفاوض.

وأكد غندور عزم بلاده على مواصلة التفاوض والحوار البنّاء للوصول إلى نتائج إيجابية ومرضية لجميع الأطراف في قضية سد النهضة، وبدورهم أكد أعضاء الوفد الأمريكي أهمية مواصلة الحوار الموضوعي والشفاف، من أجل تحقيق التقدم الإيجابي في هذا الشأن.