القاهرة- فادي أمين
تترقّب مصر خلال الأيام المقبلة وصول رئيس الوزراء الإثيوبي هالي مريام ديسيالين إلى مصر، لعقد مباحثات ثنائية مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وقالت مصادر إنه من المقرر أن يلقي رئيس الوزراء الإثيوبي كلمة في البرلمان المصري على غرار الزيارة الأخيرة للرئيس المصري إلى أدس أبابا العام الماضي.
اجتمع السفير الإثيوبي بهيئة مكتب لجنة الشؤون الأفريقية في مجلس النواب، وتناول اللقاء العلاقات بين البلدين والأوضاع الخاصة بسد النهضة.
كان الدكتور سيد فليفل، رئيس لجنة الشؤون الأفريقية، أعلن أن الزيارة تمت بناء على طلب السفير الإثيوبي لدى القاهرة لبحث أوجه التعاون بين برلمان البلدين، لافتا إلى أن رئيس الوزراء الإثيوبي سيلقي كلمة أمام مجلس النواب المصري.
وأضاف "فليفل" في تصريحات صحافية، أن اللقاء دار بشأن بناء الثقة وروح التعاون وأن لا يمس أي مشروع إثيوبي مياه النيل أو مصالح الشعب المصري، متابعا: "السفير الإثيوبي أكد حرص دولته على استمرار التفاوض والاتفاق على التعاون في المجالات العملية والأكاديمية خاصة مع جامعة القاهرة".
وأكد "فليفل" أن الإثيوبيين حريصون على عودة المفاوضات، واستمرار بناء السد مع مراعاة عدم الإضرار بحصة مصر خلال مرحلة الملء والتخزين الخاصة بالسد.
وقال فليفل إن اللجنة نقلت للسفير الإثيوبي حساسية المصريين من أي مشروعات خاصة بالمياه، واللجنة طالبته بأن تحمل زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي طمأنة عملية للمصريين من أعمال بناء السد، خاصة أن الشعب المصري لم يعد مستعدا للتعرض للمزيد من الضغوط، وأشار إلى أنه تم التأكيد خلال اللقاء على أن حصة مصر الحالية لا تمثل أكثر من 5% من موارد النيل ويجب أن تزيد هذه الحصة.
وأضاف فليفل أن السفير الإثيوبي تحدث بقوة في مسألة الشراكة والإدارة المشتركة للسد باعتباره مشروعا ثلاثيا ولا يخص دولة واحدة.
وتابع: "تحدثنا عن بعض الأطراف الإقليمية التي تلعب ضد مصر، خاصة في ملف الإرهاب ولا نتخيل أن تكون إثيوبيا جزءا من ذلك، وأن زيارة المسؤولين القطريين مؤخرا لإثيوبيا تثير الريبة لدى المصريين، لكنه أوضح أن الزيارة كانت محددة من وقت سابق لا علاقة له بموعد المفاوضات الخاصة بالسد".
وأكد عدد من الدبلوماسيين السابقين أن الزيارة لها أهمية خاصة إذ قال السفير محمد شاذلي مساعد وزير الخارجية إن الزيارة تحمل دلالات مهمة للحديث بشأن قضية السد، بينما يرى السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق أن الرئيسين سيتحدثان بكل صدق بشأن تطورات المفاوضات.
في سياق متصل رفض 19 نائبا برلمانيا زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي إلى مصر، معتبرين خلال بيان لهم أن الزيارة ليست في مصلحة مصر خاصة بعد تفاقم الأزمة وعدم قيام إثيوبيا بالرضوخ للطلبات المصرية.