القاهرة - أحمد عبدالله
انتابت حالة غضب شديدة، الأوساط الدبلوماسية والخارجية المصرية، إثر وفاة الفتاة المصرية مريم مصطفى عبدالسلام والتي تعرّضت إلى السحل من جانب 10 فتيات في مدينة نوتنغهام في بريطانيا قبل أيّام، حيث سارعت الحكومة المصرية إلى إيفاد مندوب لها إلى لندن، وسط تأكيدات على تقصي الأمر وصولا إلى معاقبة الجناة، وسادات وسائل التواصل الإجتماعي حالة من الغضب، وسط تكثيف لنشر ومشاركة ما ذكرته وسائل الإعلام المصرية بأن الفتاة لفظت أنفاسها الأخيرة اليوم الأربعاء بعد إصابتها بنزيف في المخ والرئة، وسيتم نقل الجثمان للدفن في مصر بعد إنهاء الإجراءات.
وتعرّضت الفتاة المصرية، إلى الضرب والسحل في شوارع نوتنغهام في بريطانيا ونقلت إلى المستشفى في حالة حرجة، وسردت والدة مريم، السيدة نسرين، تفاصيل الإعتداء على ابنتها، مشيرة إلى أنّ مجموعة فتيات باغتوا مريم بالضرب دون أيّ أسباب مسبقة، وأنه تم سحلها مسافة 20 مترًا على مرأى ومسمع من المارة، ليتم نقلها إلى المستشفى في حالة خطرة، وذكرت أن شابًا ساعد ابنتها على الهرب، لتسارع مريم بارتياد حافلة، قبل أن تواصل الفتيات مطاردتها والاعتداء عليها مجددا، واتصل السائق بسيارة الإسعاف التي جاءت وحملت ابنتها إلى المستشفى، وهي تعاني من شبه ارتجاج في المخ ونزيف حاد بالرئة والبطن ووجود تجمعات دموية في مناطق متفرّقة من جسدها، وعن سبب المشاجرة، كشفت والدة الفتاة أن العنصرية والبلطجة هما السبب، مضيفة أن المعتديات على ابنتها مجموعة من الفتيات عرفن بالبلطجة والاعتداء على أي فتاة لا تنتمي إلى بلدهن ودون سبب يذكر.
ونعت وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، وفاة الطالبة المصرية مريم مصطفى عبد السلام بعد الاعتداء عليها في بريطانيا، و توجهت السفيرة نبيلة مكرم بخالص التعازي لأسرة الفقيدة، وأكدت وزيرة الهجرة، السفيرة نبيلة مكرم، أنها أوفدت مساعد الوزير لشؤون الجاليات، اللواء سمير طه، للاطمئنان على حالة الفتاة قبيل وفاتها اليوم، وسيتابع الموقف مع السفارة المصرية بلندن التى تنظر حاليا إجراءات مقاضاة المستشفى التي دخلتها الفتاة، اضافة إلى مطالبة وزيرة الهجرة بتصعيد المحاسبة الجنائية لقتلة الطالبة المصرية عقابا على جريمتهم الشنيعة، مؤكدة:" لن نترك القضية إلا بالوصول إلى القصاص".
وتواصلت مكرم، مع سفير مصر في بريطانيا، ناصر كامل، فور وقوع حادث الاعتداء على الطالبة المصرية مريم ببريطانيا، حيث أشار إلى أن السفارة تواصلت مع أسرة الفقيدة لتقدم سبل الدعم المعنوي لها والمساعدة في إنهاء إجراءات وصول جثمانها لمصر، مؤكداً أن تعامل المستشفى البريطاني التي دخلتها مريم مع حالتها يدعو للتساؤل وسيتم معاقبتها في حالة ثبوت تعمدها الإهمال الطبى، وأوضح أن هناك تواصل مستمر بين السفارة مع وزارتي الخارجية والداخلية البريطانيتين لمتابعة القضية، كما رشحت السفارة محام مصري لتمثيل أسرة مريم قضائياً للمطالبة بحقها أمام المحكمة البريطانية من الفتيات اللاتي تعدين عليها واللاتي تم إلقاء القبض عليهن مؤخراً، وسيتم توجيه اتهام القتل لهن بعد وفاتها، كما تواصلت وزارة الهجرة مع الدكتور عماد أبو حسين- المستشار القانوني للسفارة المصرية في لندن- الذي أكد أنه بوفاة الفتاة فقد تحول مسار القضية من تعدى بالضرب إلى جناية قتل، مشيراً إلى أنه سيتم تحريك دعوى قضائية ضد المستشفى البريطاني التي دخلتها مريم لإهمالها في علاجها.
وقال السفير ناصر كامل، إن من ارتكبوا واقعة الاعتداء الوحشي على الطالبة مريم مصطفى عبد السلام معلومون لدى جهاز الشرطة البريطاني وتم استجوابهم وبصدد توجيه الاتهامات لهم، مضيفًا أنّ الجناة سينالوا جزائهم، وأنّ الفتاة المصرية ستدفن في أرض الوطن .