زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للمنوفية

أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الإثنين، زيارة إلى مدينة السادات بمحافظة المنوفية، وذلك لافتتاح عدد من المشاريع التنموية الكبرى في الوجه البحري والدلتا، بحضور  القائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء ووزير الإسكان، الدكتور مصطفى مدبولي، ومساعد رئيس الجمهورية للمشاريع القومية والاستراتيجية، المهندس إبراهيم محلب، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين.

وكشف السفير بسام راضي، أن الرئيس استمع في بداية فعاليات الزيارة إلى عرض من كل من المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة، ومحمد عرفان رئيس هيئة الرقابة الإدارية، والمهندس كمال بشاي رئيس مجلس إدارة مجموعة بشاي للصلب، تم خلاله الإشارة إلى أهمية القطاع الخاص في بناء الدول بجانب ما تقوم به الحكومات من مشاريع، وأن مدينة السادات التي بنيت بسواعد القطاع الخاص، تجاوز حجم إنتاجها 66 مليار جنيه سنويًا، وأنه سيجري اليوم افتتاح عدد من المشاريع في البنية الأساسية والصناعة والرعاية الصحية والشباب والرياضة والتعليم العالي والبحث العلمي، كما تمت الإشارة إلى أنه تم افتتاح 79 مصنعا جديدا بمدينة السادات خلال العامين الماضيين، وأن أسلوب الطرح في المدن الصناعية الكبيرة يقوم على أساس علمي وفقا لأهمية الصناعات للدولة ومدى توافر المواد الخام وخلق فرص العمل ووجود طلب محلي وعالمي عليها، كمواد البناء والغذاء والكيماويات ومواد البناء، بما يضمن زيادة الصادرات، وأكد وزير التجارة والصناعة أن المشاريع الجاري تنفيذها تحمي الصناعات المحلية وتشجع الاستثمار.

واستعرض المهندس طارق قابيل مشروع تنفيذ أكبر مدينة صناعية في مصر للغزل والنسيج بالتعاون مع الصين، والتي تم الانتهاء من إعداد دراسات الجدوى الخاصة بها، موضحا أنّ إجمالي رأس المال المدفوع للمشروع حوالي ملياري دولار، وأكد أنّ مجمع الغزل والنسيج، سيحدث نقلة نوعية في مصر في هذه الصناعة، وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس أشار إلى أهمية العمل على سرعة الانتهاء من تنفيذ المدينة الصناعية للغزل والنسيج خلال 3 إلى 4 سنوات بدلاً من سبع سنوات، مؤكداً استعداد الدولة لتقديم كافة التسهيلات لإتمام ذلك. كما أشار الرئيس إلى إمكانية مشاركة الدولة في عملية تمويل المشروع بنسبة خمسين في المئة، على أن يتم الانتهاء من التنفيذ خلال عام ونصف فقط.

وشدد السيسي على أهمية تحقيق نسب أعلى للنمو في فترات زمنية أقل، بما يساهم في توفير فرص عمل، خاصة في ظل ما يشهده النمو السكاني من زيادة كبيرة، كما أكد الرئيس أهمية إعادة تأهيل المصانع المصرية، مشيراً إلى ما تمتلكه مصر من إمكانات ومصانع كبيرة تم إنجازها في فترات سابقة ولكن لم يتم تطويرها على مدار أعوام، الأمر الذي يؤدي إلى فقدان جزء كبير من القيمة الحقيقية للإنتاج نتيجة لحالة تلك المصانع، وأكد الرئيس أن مسارات الإصلاح التقليدية لن تكون مجدية، مطالباً بضرورة التوصل إلى حلول مبتكرة والتصدي إلى التحديات الكبيرة التي تعاني منها مصانع الدولة، وقد أعطى الرئيس السيسي إشارة الافتتاح عبر الفيديو كونفرانس إلى مستشفى بنها للتأمين الصحي، ومستشفى 15 مايو، وذكر المتحدث الرسمي أن الرئيس أشار إلى إمكانية مشاركة صندوق تحيا مصر في الحملة التي تنفذها الحكومة للقضاء على فيروس سي، وذلك للإسراع من القضاء على هذا الفيروس الذي يسبب معاناة كبيرة للمواطنين، وشدد على أهمية إيلاء التعليم في المجال الطبي عناية كبرى بما يساهم في توفير الكفاءات البشرية المتخصصة القادرة على استعادة المكانة المتميزة للرعاية الطبية في مصر، وفي ظل ما يثار في الفترة الأخيرة بشأن العلاقات مع السودان وأثيوبيا، أوضح الرئيس انه يجب على الإعلام المصري الالتزام بعدم تناول الدولتين بشكل سلبي أو مسيء، مهما كان حجم الغضب والألم من الأشقاء.

وأكد السيسي على أن مصر دولة ذات حضارة وتاريخ ولديها قيماً راقية، وأن مصر لم ولن تتدخل أو تتآمر على أي دولة شقيقة أو غيرها، مشدداً على حرصها على الحفاظ على علاقاتها الطيبة مع الجميع، وتتبنى سياسة ثابتة تدعم البناء والتنمية والتعمير، وأشار الرئيس إلى أن شعوب المنطقة بحاجة إلى الابتعاد عن سياسة الحروب والصراع، مؤكداً أن مصر لن تحارب أشقاءها، وأننا نمارس السلام في تصرفاتنا وعلاقتنا مع الآخرين.

وأوضح أن تطوير قدرات القوات المسلحة المصرية لا يخالف هذا التوجه بل يأتي في إطار متطلبات الأمن القومي والدفاع عن مصر وحماية السلام وليس للطغيان، مشيراً إلى أن هذا رسالة للأشقاء في السودان وأثيوبيا، وأنه ليس لدى مصر وقتاً لتضيعه في الخلافات والصراعات.