الاحتجاجات المتصاعدة

نشبت اشتباكات بين قوات الأمن ومتظاهرين في شيراز. فيما نقل موقع إخباري أنباء عن إغلاق مدارس 17 مدينة إيرانية، الإثنين، بسبب الاحتجاجات. هذا ولقي 36 شخصا حتفهم في احتجاجات إيران، حسب ما أورده، الأحد، راديو فردا الناطق بالفارسية. كما ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو لتظاهرات حاشدة في عبادان بالأحواز.

ووثقت صور جديدة قيام متظاهرين بحرق حافلة في وسط العاصمة الإيرانية، طهران، فضلا عن قطع بعض الطرق.وكانت المعارضة الإيرانية قد أعلنت في وقت سابق عن سقوط 27 قتيلا في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد، فيما أفادت مصادر "العربية" و"الحدث" بأن قوات الأمن الإيرانية أطلقت، الأحد، قنابل الغاز لتفريق المحتجين في ميدان الخميني في طهران.

وامتدت الاحتجاجات إلى معظم المدن الإيرانية تحت ما سمي "انتفاضة البنزين"، وأشارت وكالة "فارس" إلى اعتقال نحو 1000 متظاهر في إيران خلال يومين، وسط أنباء عن وقوع قتلى في صفوف المتظاهرين خلال احتجاجات اليوم.

أقرأ أيضًا:

مقتل شرطي ومتظاهر خلال أعمال شغب غرب إيران

وعلى وقع هذا التصعيد، أفادت وكالة "مهر" بمصادقة مجلس الأمن القومي الإيراني على مشروع قانون تقنين استهلاك الوقود، ودعا البرلمان في جلسة مغلقة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة للسيطرة والإشراف على أسعار البنزين حتى لا يتضرر الشعب، بحسب وكالة "مهر" للأنباء.

وقد ازدادت وتيرة الاحتجاجات وعمت مناطق واسعة شملت أكثر من 100 مدينة وإقليم إيراني، كما ذكر موقع "إيران إنترناشيونال" أن عدداً كبيراً من السيارات تقطع الطريق السريع في طهران.

وبحسب الفيديوهات المتداولة من مدينة إسلام شهر فقد ظهر محتجو إيران وهم يحرقون صورة المرشد ويهتفون "الموت لخامنئي".

وتوعدت وزارة الأمن الإيرانية، الأحد، المحتجين في إيران، وقالت إن "الأعداء الذين راهنوا كما في السابق على أعمال الشغب لن يحصدوا إلا الخيبة والفشل"، بحسب ما نقلت قناة العالم عن وزارة الأمن الإيرانية، كما نقلت وسائل إعلام موالية للنظام مقتل ضابط في اشتباكات كرمانشاه بين الأمن والمحتجين، فيما قالت الاستخبارات الإيرانية إنها رصدت محركي الشغب واتهمتهم بالعمالة للخارج.

وأفادت مصادر "العربية" أن محتجين في قرتشك جنوب طهران أغلقوا عدداً من الطرق كما أغلقت السلطات المترو في طهران وأصفهان لمنع نقل المحتجين. وأفادت وكالة "فارس" بوقوع أضرار في 60 حافلة و5 محطات مترو في احتجاجات أصفهان.

وفي وقت سابق، أفادت مصادر "العربية" و"الحدث" ببدء إضراب عام واحتجاجات في سوق طهران الكبير صباح اليوم، فيما انطلقت تظاهرات لطلاب جامعة "سنندج" بمحافظة كردستان غرب إيران، كما شارك طلاب جامعة أصفهان في التظاهرات أيضا فيما تواترت الأنباء حول مقتل متظاهر في الأحواز أمس السبت، بعد إصابته بقنبلة غاز في رأسه.

وأعلن المتحدث باسم هيئة رئاسة البرلمان الإيراني، الأحد، أنه بناء على تصريحات المرشد الإيراني حول ضرورة المضي قدماً بتطبيق قرار رفع أسعار البنزين، فقد تم سحب مشروع قرار يقضي بإلغاء رفع الأسعار.

ونقلت وكالة "مهر "للأنباء عن الناطق باسم هيئة رئاسة البرلمان الإيراني، أسد الله عباسي، إعلانه مصادقة المجلس الأعلى للأمن القومي على مشروع قانون تقنين استهلاك الوقود.

وفي وقت سابق من الأحد، أيَّد المرشد الإيراني، علي خامنئي، قرار زيادة أسعار البنزين وتقنين توزيعه. وقال التلفزيون الرسمي الإيراني إن خامنئي ساند القرار، منحياً باللوم في "أعمال التخريب" على معارضي الدولة والأعداء الأجانب. ونقل التلفزيون عن خامنئي قوله إن زيادة سعر البنزين استندت إلى رأي الخبراء ويجب دعمها.

وأدت الاحتجاجات العارمة التي شملت عشرات المدن الإيرانية إلى سقوط 25 قتيلاً.

وأفادت الأنباء باعتقال 15 متظاهرا في مدينة بم التابعة لمحافظة كرمان، فيما أعلن مدعي عام مدينة يزد، جنوب إيران، عن اعتقال 40 متظاهراً خلال اليومين الماضيين من الاحتجاجات، فيما نقلت "إيران إنترناشيونال-عربي" على "تويتر" عن مصدر بمستشفى مدينة كرج الإيرانية "وصول أكثر من 10 جثث و17 جريحاً للمستشفى".

المرشد الإيراني علي خامنئي
وازدادت وتيرة الاحتجاجات في إيران، مساء السبت، حيث أفاد ناشطون باحتراق بنك ومقر لقوات الباسيج في مدينة "كَرَج" شمال غربي طهران.

وزير الداخلية الإيراني، وفي آخر تصريح له، هدد المحتجين بتحريك قوات الأمن، في إشارة للتوجه لقمع المحتجين، فيما ارتفعت حصيلة قتلى التظاهرات على رفع أسعار الوقود إلى 25 شخصاً، بعد مقتل 5 متظاهرين الليلة الماضية في محافظة كردستان الإيرانية برصاص الأمن، بحسب ناشطين.

من احتجاجات إيران
وزير الداخلية، عبدالرضا رحماني فضلي، الأحد، أشار إلى أن استعادة الهدوء في إيران له الأولوية، بحسب تعبيره. كلام فضلي جاء بعد أن أكد وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الأحد، أن واشنطن تقف إلى جانب الشعب الإيراني.

من جانبها، أكدت منظمة "نت بلوكس" للأمن السيبراني أنه تم إغلاق شبكة الإنترنت بشكلٍ شبه كلي في إيران، على وقع المظاهرات التي تشهدها غالبية المحافظات والمدن في البلاد، رفضاً لقرار السلطات بزيادة أسعار البنزين.

فيما أظهرت بيانات الشبكة أن نسبة الاتصال الفعلي لم تتجاوز 7%، مقارنةً بحجم الاستخدام الطبيعي، وذلك بعد مرور 12 ساعة من انقطاع الشبكة التدريجي، تزامناً مع استمرار الاحتجاجات العامة.

ونشر ناشطون مقاطع مصورة عديدة لإضرام المتظاهرين النيران، فضلاً عن اشتباكات اندلعت بينهم وبين رجال الأمن.

وقال مصدر إيراني مطلع إن المرشد، علي خامنئي، هو من أمر برفع أسعار الوقود إلى 3 أضعاف، وهو ما أدخل البلاد في موجة احتجاجات عارمة، ونقل موقع مقرب من الإصلاحيين أن خامنئي كان يرغب في زيادة أسعار الوقود منذ مارس الماضي، في ظل العقوبات المفروضة على النفط.

أما الحدث الأبرز للاحتجاجات فكان حرق صور المرشد الأعلى، خامنئي، في عدة مدن إيرانية.

هددت إيران بقمع الاحتجاجات الشعبية بقوة. فيما ذكرت وكالة "إرنا الإيرانية" الرسمية أن الحرس الثوري الإيراني اعتقل اثنين من "قادة المخربين" في شيراز.

وأعلنت وزارة الاستخبارات الإيرنية، الأحد، أنها ستتعامل "بقوة مع أي إخلال بالقانون والنظام، ولن تدخر جهدا في الوفاء بالتزامها القانوني بحماية الأمن القومي".

وعن واقعة الاعتقال، قال الحرس الثوري: "المعتقلان مأجوران من دول أجنبية لاستفزاز الناس وحملهم على مهاجمة المراكز الرئيسية في المدن وتدمير الممتلكات العامة وتصوير أعمال التخريب وإرسالها إلى قادتهما في الخارج".

وحسب ما نقلت الوكالة الرسمية عن الحرس الثوري، فإن "أعمال الشغب التي قام بها عدد قليل من المحتجين الذين استغلوا الاحتجاجات الشعبية المشروعة على خطة الحكومة لرفع أسعار البنزين، تهدف إلى إثارة الفوضى".

أفادت مصادر "العربية" و"الحدث" بتقدم 60 نائباً إيرانياً بطلب استجواب للرئيس الإيراني، حسن روحاني، على خلفية الاحتجاجات التي عمت عشرات المدن في إيران، وأسفرت عن سقوط 36 قتيلاً واعتقال نحو 1000 متظاهر خلال يومين.

ويتهم النواب الرئيس روحاني بعدم الكفاءة لإدارة البلاد، كما يتهمونه بممارسة التفرقة.

كما اتهم النواب الرئيس روحاني بأنه ينفذ سياسات اقتصادية مكررة.

من جهته، اعتبر الرئيس الإيراني، حسن روحاني، خلال اجتماع لمجلس الوزراء بحسب بيان للرئاسة أن الاحتجاج من حق الشعب لكن "يجب الفصل بين التظاهر والشغب"، وحذر قائلا إنه يجب عدم السماح بزعزعة استقرار إيران، كما أصدر روحاني توجيهات بدفع مساعدات مالية للمتضررين من رفع البنزين.

وبرر روحاني الزيادة في أسعار المحروقات قائلا "لو لم نرفع سعر البنزين لعادت إيران لاستيراده خلال عامين".

وكان نواب في مجلس الشورى الإيراني قد حملوا الرئيس روحاني، في وقت سابق، مسؤولية أعمال الشغب التي ارتكبها محتجون على زيادة أسعار المحروقات. ونقلت وكالة "مهر" للأنباء عنهم دعوتهم الحكومة لاتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل السيطرة والإشراف على الأسعار حتى لا يتضرر الشعب.

وطالبوا خلال الاجتماع العلني لمجلس الشورى بالإشراف على أسعار السلع بعد ارتفاع أسعار البنزين، موجهين احتجاجهم لعدم اتخاذ آراء النواب بعين الاعتبار بهذا الخصوص.

وفي وقت سابق من الأحد، أيد المرشد الإيراني، علي خامنئي، قرار زيادة أسعار البنزين وتقنين توزيعه. وقال التلفزيون الرسمي الإيراني إن خامنئي ساند القرار، منحياً باللوم في "أعمال التخريب" على معارضي الدولة والأعداء الأجانب. ونقل التلفزيون عن خامنئي قوله، إن زيادة سعر البنزين استندت إلى رأي الخبراء ويجب دعمها.

وكان الرئيس روحاني رد على الاحتجاجات على ارتفاع أسعار البنزين بقوله إن "ذلك تم لمصلحة الشعب وطبقات المجتمع الفقيرة"، وذلك في تصريحات له الجمعة.

وأكد بيان للبيت الأبيض، الأحد، أن الولايات المتحدة تدعم الاحتجاج السلمي للشعب الإيراني ضد نظامه.

ونددت إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، باستخدام "القوة المميتة" و"فرض قيود صارمة على الاتصالات" ضد المتظاهرين في إيران.

هذا وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية لقناتي "العربية" و"الحدث"، مورغان أورتاغوس، إن النظام الإيراني يخاف من شعبه، مشيرة إلى أن اتهامات النظام الإيراني لشعبه بالعمالة "مشينة". ورد المتحدث الإيراني واصفا الحركة الشعبية في الشارع الإيراني بأنها "أعمال شغب".

وأعربت المتحدثة عن دعم واشنطن للاحتجاجات في إيران، واصفة حكومة طهران بـ"الفاسدة".

وأكدت أن واشنطن تقف إلى جانب الشعب الإيراني، الذي طالت معاناته وهو يحتج على الظلم الأخير للنظام الفاسد في السلطة، حسب تعبيرها.

أكد مسؤول كبير في البيت الأبيض لقناتي "العربية" و"الحدث" أن الولايات المتحدة الأميركية ستفرض عقوبات إذا ثبت تورط مسؤولين عراقيين بقمع التظاهرات، منوهاً بأن واشنطن تعرف أن قاسم سليماني من يقمع التظاهرات وكان في بغداد.

وقال المسؤول الأميركي في مقابلة خاصة مع "العربية.نت" إن الوضع في العراق سيئ جدا، وهناك العديد من القتلى بين الشباب، لا نريد أن نعطي انطباعا بأن الولايات المتحدة تتدخل في العراق، لأن البعض سيستغل هذا وسيستخدمه على أنه دليل على تدخل غربي، وهذا هو الحال في لبنان، حيث تتهمنا جهات بأننا وراء التظاهرات، لكننا نعرف أن إيران هي وراء محاولات قمع الثورات.

قاسم سليماني
وأضاف "إن التدخل الإيراني في العراق واضح، ونحن نعرف أن قاسم سليماني ذهب إلى بغداد، وأبلغ الحكومة كيف تقمع هذه التظاهرات، والإيرانيون يعرفون كيف يحققون هذا الهدف، نعلم أن هناك تقارير بأن قناصة وراء قتل العديد من المتظاهرين".

وقال "لقد رأينا حتى لاعبي كره القدم العراقيين يضعون قناعاً على وجوهم في مباراة كرة القدم ضد إيران تضامنا مع المتظاهرين، ورغم أن التضامن رمزي إلا أنه سيجذب انتباه العالم".

وأضاف "لقد ناقشنا موضوع التظاهر في العراق إلى جانب الوضع في لبنان وسوريا في اجتماع التحالف الاستراتيجي في الشرق الأوسط المعروف باسم ميسا، ويضم دول مجلس التعاون الخليجي إلى جانب مصر والأردن من أجل الخروج برد دولي موحد حول العراق".

وقال المسؤول الأميركي "نثمن دور الأمم المتحدة وبعثتها في العراق، أعتقد أنها يمكن أن تساعد في دعم انتخابات جديدة ومراجعة القانون الانتخابي حتى تكون الحكومة الجديدة في موقع أفضل يمكنها من تلبية احتياجات المواطن العراقي".

حملة عنف
وأردف "لكن نريد أن نجد طرقا أخرى لدعم المتظاهرين، وأعتقد أنها في تقديم المساعدات الطبية للمتظاهرين".

وقال "نرى رد فعل من الشعب العراقي والمتظاهرين، وهو معادٍ لإيران في طبيعته، وسيكون من الصعب توقيفهم إلا بحملة عنف واعتقالات، وهذا سيتم إدانته في مجلس الأمن ومن قبل المجتمع الدولي، وإذا كانت هناك حملة لقمع التظاهر أعتقد أن هذا سيوحد المجتمع الدولي لفرض عقوبات سريعة على إيران".

وأوضح المسؤول الأميركي "قد يكون هذا أفضل طريقة لوقف نفوذ إيران في العراق".

وقال "لن نتردد في فرض عقوبات على المسؤولين العراقيين، من ضمنها منع دخول الولايات المتحدة وتجميد ممتلكاتهم، وقد فعلنا هذا في السابق مع دول حليفة في الناتو"، مشيرا إلى أن العقوبات سلاح مؤثر لدينا ضمن الأدوات الدبلوماسية".

وأضاف المسؤول الأميركي "نحن أيضا مقيدون بقانون الكونغرس بعدم تزويد الأجهزة الأمنية في العراق بالأسلحة إذا ثبت تورطهم بانتهاكات لحقوق الإنسان. لذا حذرنا شركاءنا في الحكومة العراقية وأيضا في القوات الأمنية إذا قاموا بقمع المتظاهرين فسنوقف الدعم لهم. وإذا ظهر أي دليل بأنهم يقومون بهذا فإننا سنقوم بالتحقيق وإعادة النظر في كل المساعدات العسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة للعراق، وهي قيمة، وهذا ينطبق على العراق ولبنان".

وقد يهمك أيضًا:

قوات الأمن الإيرانية تشتبك مع محتجين في مدينة مريوان غربي البلاد

خطاب مرتقب للرئيس الإيراني حسن روحاني حول رفع أسعار البنزين الأحد