بيروت ـ كمال الأخوي
تسارعت الأحداث، الأربعاء، في الصراع الدائر بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، على هامش الحرب في غزة، ما جعل مراقبين يشددون على ضرورة الاحتكام إلى الحل الدبلوماسي عوض التصعيد.
ومن جانبها قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الأربعاء، إن الجيش لا يقدم دعما مخابراتيا لإسرائيل في عملياتها في لبنان وإن الولايات المتحدة تبذل "ضغوطا شاملة" من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة.
وقالت المتحدثة باسم البنتاغون، سابرينا سينغ، أيضا إنه لا يوجد توغل بري إسرائيلي وشيك في لبنان على ما يبدو، لكنها أحالت الصحفيين إلى إسرائيل لطرح أسئلة عن عملياتها وخططها.
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي للقوات الأربعاء إن الضربات الجوية في لبنان ستستمر من أجل تدمير البنية التحتية لحزب الله وتمهيد الطريق لعملية برية محتملة للقوات الإسرائيلية.
وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة تدعم عمليات إسرائيل في لبنان، بما في ذلك تقديم الدعم المخابراتي، قالت سينغ "لا. لا يوجد دعم".
وأضافت "في ما يتعلق بلبنان، ليس للجيش الأميركي أي دور في العمليات الإسرائيلية". ولم يتضح ما إذا كانت تصريحات سينغ تسري على تبادل معلومات مخابراتية آنية عن صواريخ حزب الله التي قد تكون متجه نحو إسرائيل.
والأربعاء، قال حزب الله، إنه أطلق صاروخاً وصل منطقة بتل أبيب في إسرائيل، بينما توسعت الغارات الإسرائيلية لتصل العمق اللبناني على مدى نحو 120 كلم، وذلك لأول مرة بالحالتين في تاريخ الصراع الممتد بينهما.
كما يأتي هذا على هامش حديث في إسرائيل عن اجتياح بري محتمل لجنوب لبنان.
تعليقاً على ذلك، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن خطر التصعيد في الشرق الأوسط "شديد"، وإن واشنطن وحلفاءها يعملون دون كلل لتجنب اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية.
وقال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، الأربعاء، في حديث مع جنوده إن الغارات الجوية في لبنان تمهد الطريق لعملية برية محتملة للقوات الإسرائيلية ضد جماعة حزب الله اللبنانية، وذلك وسط جهود دبلوماسية حثيثة تسعى إلى الحيلولة دون اندلاع حرب شاملة.
وذكر الرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليديس لرويترز، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن الولايات المتحدة وفرنسا تحاولان التوصل إلى اتفاق مؤقت لوقف الأعمال القتالية وإجراء محادثات أوسع نطاقا للوصول إلى وقف إطلاق النار الذي طال انتظاره في قطاع غزة.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء، في برنامج تبثه قناة "أيه.بي.سي، إن الحرب الشاملة ممكنة في الشرق الأوسط لكنه، أضاف "ما زلنا نعمل من أجل التوصل إلى تسوية يمكن أن تغير المنطقة بأكملها تغييرا جذريا".
وأسقطت إسرائيل صاروخا قالت جماعة حزب الله المدعومة من إيران إنه كان يستهدف مقر وكالة المخابرات الإسرائيلية (الموساد) قرب تل أبيب.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن صاروخا ثقيلا كان في طريقه إلى مناطق مدنية في تل أبيب، وليس مقر الموساد، قبل إسقاطه.
وذكر بيان صادر عن الجيش الإسرائيلي أن هاليفي قال للجنود عند الحدود مع لبنان "تسمعون الطائرات فوقنا، نوجه ضربات طوال اليوم".
وأضاف "هذا لإعداد الأرض لدخولكم المحتمل ولمواصلة إضعاف حزب الله".
وعبّر زعماء من دول في أنحاء العالم عن قلقهم من التصاعد الحاد في القتال مع ارتفاع عدد القتلى في لبنان ونزوح الآلاف من منازلهم. وبدأ تبادل إطلاق نار بين حزب الله وإسرائيل عبر الحدود بالتزامن مع بدء الحرب في قطاع غزة.
وقال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إن وزير الخارجية الجديد سيتوجه إلى لبنان مطلع الأسبوع المقبل في إطار الجهود الرامية إلى الحيلولة دون اندلاع حرب.
وأضاف في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة "لا بد ألا تكون هناك حرب في لبنان".
قالت ثلاثة مصادر إسرائيلية إن جهود الولايات المتحدة وفرنسا لم تفض إلى أي تقدم حتى الآن.
وقال بلينكن في اجتماع مع مسؤولين ووزراء من دول الخليج في نيويورك "خطر التصعيد في المنطقة شديد.. وأفضل حل هو الدبلوماسية، وجهودنا المنسقة حيوية لمنع مزيد من التصعيد".
وشن الجيش الإسرائيلي أعنف ضرباته الجوية في عام على لبنان هذا الأسبوع مستهدفا قيادات لحزب الله ومئات المواقع في عمق لبنان كما أطلق حزب الله وابلا من الصواريخ صوب إسرائيل.
وفر مئات الآلاف من اللبنانيين من تلك المواقع.
وقالت إسرائيل الأربعاء إن طائراتها المقاتلة استهدفت جنوب لبنان وسهل البقاع، كما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيستدعي لواءين من قوة الاحتياط لتنفيذ مهام عملياتية على الجبهة الشمالية.
وفي رسالة قصيرة عبر مقطع مصور لم يتضمن أي إشارة إلى الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لتأمين اتفاق لوقف إطلاق النار، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن حزب الله يتعرض لضربات أشد مما كان يتصور.
وعجت المستشفيات في لبنان بالجرحى منذ يوم الاثنين حينما قتل القصف الإسرائيلي أكثر من 550 شخصا في أعنف يوم تشهده البلاد منذ انتهاء الحرب الأهلية في 1990.
وقال حزب الله في بيان "دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادا لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعا عن لبنان وشعبه، أطلقت المقاومة الإسلامية... صاروخا باليستيا من نوع قادر1 مستهدفة مقر قيادة الموساد في ضواحي تل أبيب وهو المقر المسؤول عن اغتيال القادة وعن تفجير البيجرز وأجهزة اللاسلكي".
ويحمل حزب الله الموساد مسؤولية وقائع اغتيال لعدد من قادته في الآونة الأخيرة. كما يتهمه بتنفيذ عملية نوعية الأسبوع الماضي فجّر فيها أجهزة اتصالات لاسلكية يستخدمها أعضاء حزب الله. وتسببت تلك التفجيرات في مقتل 39 وإصابة ثلاثة آلاف تقريبا. ولم تؤكد إسرائيل أو تنف ضلوعها في الأمر.
وقالت "المقاومة الإسلامية في العراق"، وهي جماعة مسلحة متحالفة مع إيران، إنها استهدفت مدينة إيلات الواقعة في أقصى جنوب إسرائيل بطائرات مسيرة الأربعاء. ولم يرد تعليق من إسرائيل حتى الآن.
وسعت إسرائيل المناطق التي تستهدفها منذ مساء أمس الثلاثاء إذ وصلت الهجمات للمرة الأولى إلى بلدة الجية جنوبي بيروت مباشرة.
كما وقعت ضربات على بنت جبيل وتبنين وعين قانا في الجنوب وبلدة جون في قضاء الشوف قرب مدينة صيدا في الجنوب والمعيصرة في قضاء كسروان.
وقال وزير الخارجية اللبناني إن ما يصل إلى نصف مليون شخص تقريبا نزحوا في لبنان. وفي بيروت، لجأ آلاف النازحين الفارين من جنوب لبنان إلى المدارس والمباني الأخرى.
وأجلى الجيش اللبناني أكثر من 60 شخصا في وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء من بلدة علما الشعب المسيحية الواقعة على الحدود مع إسرائيل، وذلك في أعقاب ضربات مكثفة خلال الليل.
وقال ميلاد عيد، أحد سكان البلدة، "دُمر منزلان على الأقل بالكامل ولكن لحسن الحظ كانا خاليين ولم يكن هناك قتلى".
قد يُهمك ايضـــــًا :