أنقرة ـ جلال فواز
بعد مرور أكثر من أسبوع على انهيار منازلهم المدمّرة في الزلزال الذي هزّ جنوب تركيا وشمال سوريا، لم يتخلص الكثيرون من الناجين من الزلزال حتى الآن من التراب وبقع الوحل الملتصقة بأجسادهم.ويعتبر كمال الشاب البالغ من العمر ٢٤ عاما، مثل غيره من الناجين من الكارثة التي أودت بحياة أكثر من 41 ألفا في تركيا وسوريا، يشكون من عدم مياه للاستحمام بها مع نقص المياه النظيفة الذي تقول منظمات الإغاثة الصحية الدولية ولجان الإسعاف إنه بات يشكل تهديدا للصحة والسلامة العامة.
وقال كمال ، وهو مدرّس يعيش في مخيم للنازحين في مدينة كهرمان مرعش "لم يُمكننا الاستحمام منذ وقوع الزلزال".وبعدما تسبب زلزالان بقوة 7.8 و7.6 درجة، الاثنين الماضي، في إلحاق أضرار بالكثير من البنية التحتية للصرف الصحي في المنطقة أو تعطيلها، تواجه السلطات الصحية التركية مهمة شاقة تتمثل في محاولة إبعاد الأمراض عن الناجين، وكثيرون منهم بلا مأوى.
وقال طبيب المخيم حاجي أوغلو إن ما بين 15 و30 من المتخصصين في الإسعافات الطبية يديرون العيادة، وهي الوحيدة في المخيم الذي يخدم ما يصل إلى 10 آلاف شخص خلال النهار.وأضاف حاجي أوغلو أنهم يقدمون لقاحات الوقاية من التيتانوس للسكان الذين يطلبونها، كما يوزعون مستلزمات النظافة الشخصية مع الشامبو ومزيل العرق والمناشف الصحية والمناديل المبللة.
لكن كمال قال إنه لا يوجد رشاشات مياه للاستحمام في المخيم أو بالقرب منه وإن المراحيض الستة الموجودة في الملعب لا تكفي لتلبية الحاجة.ويقيم عارف كريتشي (42 عاما) في نفس الملعب منذ أن تمكن من الخروج وإخراج والدته من تحت أنقاض منزلهما المنهار يوم الزلزال.وقال إنه لم يستحم أو يغير ملابسه مثل العديد من سكان المخيم الآخرين الذين تحدثت إليهم ،وفي مدينة أنطاكية جنوبا باتجاه الحدود السورية، توجد أدلة على وجود أعداد أكبر من المراحيض المحمولة مقارنة بالأيام الأولى للزلزال، لكن العديد من السكان يقولون إن هناك حاجة إلى المزيد منها. وقال عمال اغاثة في تركيا إن نقص المياه الجارية والنظيفة "يزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض التي تعيش مسبباتها في المياه (الراكدة) وتفشي الأمراض المعدية".وذكر أن مؤسسته تعمل بالتعاون مع السلطات المحلية لتكثيف أعمال الرصد تحسبا لظهور الأمراض المنقولة بالمياه والإنفلونزا الموسمية وكوفيد-19 بين النازحين.
و كشفت إدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد"، الأربعاء، معلومات جديدة تتعلق بالزلزالين المدمرين اللذين ضربا كلا من تركيا وسوريا، بقوة 7.8 و7.6 درجة على مقياس "ريختر".وقالت إدارة الكوارث والطوارئ التركية، إن القشرة الأرضية تحركت بمقدار 7.3 أمتار بفعل زلزال كهرمان مرعش.وأوضح مدير الحدّ من مخاطر الزلازل في "آفاد"، أورهان تتار، في مؤتمر صحفي عقده، الأربعاء، في أنقرة: "اهتزت قشرة الأرض بشدة لمدة دقيقتين أثناء الزلزالين. يتراوح عمق هذين الزلزالين ما بين 8.5 و10 كيلومترات تحت سطح الأرض".
و يعتبر الزلزال المزدوج، الذي ضرب مساحة واسعة من تركيا تعد أكبر من مساحة العديد من البلدان في العالم.
مما يضع تركيا وسوريا في مواجهة وضعا غير عادي، لا سيما بعد أن بلغ العدد الإجمالي للهزات الارتدادية حتى الآن 3858.
كما بلغ عدد الهزات الارتدادية التي تراوحت قوتها ما بين 3 و4 درجات على مقياس "ريختر" 1253، في حين بلغ عدد الهزات الارتدادية ما بين 4 و5 درجات على مقياس "ريختر" 394، وعدد الهزات الارتدادية التي بلغت قوتها ما بين 5 إلى 6 درجات بلغ 38.
الجدير بالذكر قوله إن عدد قتلى الزلزال المدمر في تركيا وسوريا تجاوز 41 ألفا، فيما يحتاج الملايين إلى مساعدات إنسانية.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :