القاهرة – عصام محمد
أكّد الناجي الوحيد في عملية الواحات في الجيزة، عبد الرحيم المسماري، واسمه الحركي "وسام"، أنه انضم إلى تنظيم "مجلس شورى المجاهدين" في درنة عام 2014 بعد تأثره بأفكارهم العقائدية، موضحًا أن عقيدة التنظيم تقترب من أفكار جماعة "القاعدة"، مبيّنًا أنّه شارك في عمليات عام 2015 ضد "داعش"، إلا أنه تسلل إلى مصر في أغسطس/آب 2016، برفقة عماد الدين عبد الحميد، أمير خلية متشددة منشق عن تنظيم "أنصار بيت المقدس"، وشهرته حاتم ، لتنفيذ عمليات عدائية ضد الجيش والشرطة، وإقامة "الجهاد" في مصر.
وبين وسام، في حوار مع الإعلامي عماد أديب، أنّه اقتنع بالأفكار الجهادية بعد ثورة ليبيا، وانضم إلى عدة كتائب من بينها كتائب شهداء فلسطين وأنصار الشريعة والتي تعتنق أفكار السلفية الجهادية، وشارك أهالي المدينة في عمليات ضد قوات الأمن والتي سماها جيش حفتر، ثم توحدت تلك الكيانات تحت مسمى "مجلس شورى المجاهدين" وانضم إليها في 2014، معبّرًا عن رضاه عن جرائم القتل التي ارتكبها في درنة ضد قوات الأمن، نافيا تأنيب ضميره له، مؤكدًا أنه يتحرّك وفق منهج عقائدي لإقامة دولة الخلافة الإسلامية، ودفع ما وصفه بالظلم الواقع على المواطنين.
وأفاد عبد الرحيم، بأنه تعرّف على الشيخ حاتم، والذي كان متخصّصًا في زرع العبوات المتفجرة، في أواخر 2015، وقال إنه ترك أنصار بيت المقدس بعد حادث الفرافرة، وحضر إلى ليبيا مطاردا من قوات الأمن، وانشق عن بيت المقدس بعد أن أعلن التنظيم مبايعته لـ"داعش"، وأنه تعرّف عليه عن طريق مجلس درنة، وبايعوه على السمع الطاعة، مشيرًا إلى أنّ الشيخ حاتم كان يملك أفكار جيدة وتوجيهات أقرب للقاعدة والتي تقترب من العمل النظامي بخلاف العشوائية التي كانت في صفوف عناصر "داعش" ومجلس درنة، وقال إنّهم وفّروا للشيخ حاتم مزرعة مستأجرة في ليبيا، استخدمت كمعسكر تدريبي بها
وأضاف أنه وضح هدفهم في أغسطس/آب 2016، بالرجوع لإقامة معسكر في الصحراء المصرية وتنفيذ عمليات ضد الجيش والشرطة، وأوضح أنهم خرجوا من درنة بعد الظهر بسيارتين دفع رباعي جدد، مدججة بالأسلحة عبارة 2 مضاد للطيارات و 2أر بي جيه وصواريخ سام و2 متعدد، حيث خرجوا من درنة إلى الصحراء الكبرى، واشتبكوا مع قبيلة التبو، المكلفة من حفتر بحماية الحدود المصرية، وقتلوا منهم واحدا واستولوا على سلاحه.
وقال إنهم استغرقوا نحو شهر حتى الوصول إلى الواحات ،حيث تمركزا في الصحراء في عدة مواقع في الظهير الصحراوي الغربي المقابل لمحافظات قنا وأسيوط وسوهاج، ووصولوا إلى الواحات من يناير/كانون الثاني 2017 في الواحات لإعداد المعسكر، حيث تواصلوا مع مجموعات قدمت لهم دعم لوجيستي، وانضمت غليهم مجموعة مكونة من 6 أفراد نفذوا عملية دير الأنبا صاموئيل، وعن يوم حادثة الواحات، قال المتطرف إنه بعد صلاة الجمعة، تواجد شخص يدعى حكيم في نقطة المراقبة، ولاحظ سيارات قوات الأمن على بعد كيلو متر، فقسموا أنفسهم مجموعتين اعتلت تبتين، واشتبكوا مع الشرطة، حيث قتل منهم الحركي مالك وأصيب اثنين عمر وعاصم في معركة استمرت ساعة ونصف الساعة، وأسروا النقيب محمد الحايس وانسحبوا من ميدان المعركة وتنقلوا في عدة مواقع على بعد 85 كيلو متر، بعد أن شعروا أن أجهزة الأمن تتبعهم عن طريق قصاصين الأثر.
وأضاف عبد الرحيم أنّه "قعدنا 13 يوم في الصحراء، مكانش عندنا بنزين ولا أكل ولا شرب كافي، وكنا نتخفى من الاستطلاع الجوي، باستخدام غطاء سيارة لون الصحراء حتى لاحظنا قدوم 4 سيارات "بدو" وانتظرناهم للاشتباك، ولاحظنا قدوم طائرة مروحية وقامت بمراوغات واستمرت الغارات الجوية علينا في أوقات مختلفة حوالي 8 ساعات حتى قصفتنا وقتلوا جميعا، هربت من موقع الحادث من الساعة 9 إلى الفجر، وكان معي تليفون تواصلت معهم عبر "التليغرام" لطلب المساعدة، لكن دون جدوى حتى ألقي القبض علي".