أنتوني كون سفير جنوب السودان في القاهرة

  كشف سفير جنوب السودان في القاهرة، أنتوني كون، أن رئيس بلاده سيلفا كير لا يدعم المعارضين الإثيوبيين لصالح مصر أو لصالح أي طرف آخر لتعطيل بناء سد النهضة، مشيرا إلى أن دولة جنوب السودان لديها علاقات كبيرة وممتدة مع إثيوبيا.

وأضاف كون، في حواره مع صحيفة المصري اليوم المصرية، أن وثيقة إعلان القاهرة التي تم توقيعها بمقر المخابرات العامة المصرية ساهمت في إنهاء الصراع بجنوب السودان، وساعدت على توحيد حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان، وعملت على تحقيق الاستقرار في البلاد، وأًصبح الهدف أن يتم حل بقية المشكلات الصغيرة، التي مازال هناك خلاف عليها، مشيرا إلى أنه ستكون هناك اجتماعات أخرى في أوغندا، لمتابعة تنفيذ اتفاق القاهرة.

وعن مؤتمر الكوميسا الذي عُقد بالقاهرة تحت رعاية الرئيس السيسي، قال إنه مهم للغاية، ويحظى بأهمية كبيرة على المستوى الأفريقي، خاصة أنه يتيح الفرص للدول الأفريقية لتبادل الآراء وتحقيق الاندماج المجتمعي، وتعريف الآخرين بالفرص الاستثمارية في أفريقيا، كما يؤكد أهمية مصر بالنسبة لأفريقيا، خاصة أن مصر تحاول العودة لدورها الريادي بالقارة السمراء، عقب سنوات غياب عديدة عنها، في الوقت نفسه تلك المؤتمرات تعمل على خلق حراك سياسي واقتصادي في الدول الأفريقية.

وأشار إلى أن دولة جنوب السودان اشتركت هذا العام في هذا المؤتمر بوفد وزاري برئاسة وزير الإسكان والأراضي، ووزير التجارة والصناعة، وبصفتي كسفير دولة جنوب السودان بالقاهرة، وهي المشاركة الثانية لنا في هذا المؤتمر، عقب مشاركتنا به عام 2016، ويعزز مؤتمر الكوميسا من فرص الاستثمار في جنوب السودان، حيث يفتح لنا فرصة للقاء رجال الأعمال المصريين، لبحث فرص الاستثمار بها، وشرح الوضع الاستثماري لهم.

وأوضح أن تعثر الاستثمار المصري في دولة جنوب السودان سببه أن جنوب السودان كان يمر بظروف سيئة كثيرة، نتيجة الحرب الأهلية والعديد من الظروف السياسية، مما عطل إقبال المصريين على بلادنا للاستثمار فيها، ولكن الآن جنوب السودان بلد واعد، وبه فرص استثمارية كثيرة، خاصة في مجالي الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية والتعدين والبترول والغاز.

وتابع سفير جنوب السودان، أن العلاقات بين مصر وجنوب السودان جيدة للغاية على مر التاريخ، حتى من قبل تحقيق الانفصال عن السودان، وذلك بسبب اشتراكنا في مياه نهر النيل، هذا بالإضافة إلى الترابط عن طريق حركة التجارة المتبادلة، والعلاقات الإنسانية المشتركة.

وعلى الصعيد السياسي، فالبلدان يتمتعان بعلاقات قوية، وما يؤكد على ذلك تبادل الزيارات الرسمية، حيث قام الرئيس سيلفا كير بزيارة مصر أكثر من مرة في أقل من عامين، فضلاً عن توافد عدد كبير من الوزراء ورجال الأعمال المصريين إلى جوبا، وهذا يدل على وجود إرادة سياسية حقيقية لتدعيم العلاقات بين البلدين، وعلى المستوى الثقافي، هناك حوالي 8 آلاف طالب من جنوب السودان يتلقون تعليمهم الجامعي بمصر، هذا بالإضافة إلى تواجد حوالى 60 ألفا من الجالية السودانية يعيشون في مصر أيضاً، وفي أكثر من مناسبة رسمية، قمنا بدعوة مصر ورجال الأعمال المصريين، للاستثمار في جنوب السودان، خاصة أن فرص الاستثمار في بلادنا، لا توجد في البلاد المجاورة، ونريد أن يستوطن المستثمرون في بلادنا.

ولفت إلى أن أزمات حوض النيل سيتم إيجاد حلول لها عندما تكون هناك إرادة سياسية حقيقية لدى كافة الدول، وهناك العديد من الأبحاث المتعلقة بنهر النيل أكدت أن كمية المياه الموجودة بدول الحوض، تبلغ حوالي 1700 مليار متر مكعب، والمستخدم منها فقط حوالي أقل من 100 مليار متر مكعب، أي هناك أكثر من 1600 مليار متر مكعب يتم إهدارها، وجنوب السودان طالب دول حوض النيل بأن يكون هناك تعاون وتفاهم حول إمكانية الاستفادة من الموارد المائية بشكل صحيح، لأن الموارد المائية بدول الحوض كثيرة للغاية، ويمكن أن نستفيد منها جميعاً من خلال التعاون المشترك في مبادرة دول حوض النيل، خاصة أن هدفها نبيل، وتهتم بتعزيز فرص التعاون في المشروعات المختلفة بين دول حوض النيل، وخلق شراكات كبيرة بين تلك الدول.