حوار الدكتور الكبير محمد غنيم

كشف الدكتور محمد غنيم ، عضو المجلس الرئاسي الاستشاري لكبار العلماء في مصر ، رائد زراعة الكلى في مصر والعالم ، أن هناك مستشفيات كبرى تتم داخلها عمليات بيع الأعضاء في الوقت الذي لا يجرؤ أحد على الاقتراب منها لقوة نفوذ الأشخاص ، قائلًا "بيتم على ودنه و٢٤ قيراط".

وتطلع غنيم إلى اعتبار الموت الإكلينيكي "موتًا رسميًا"، حتى يمكن الاستفادة من الأعضاء قبل تلفها ، مشيرًا إلى أنه ليس هذا شأن رجال الدين الحديث عن أن بيع الأعضاء "حلال" ، لأنه موضوع طبي بحت ، ولم يتعرض له الدين، كما أن هناك كثيرًا من الرموز الدينية، وكان على رأسهم فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوي، رحمة الله عليه ، رفضوا بيع الأعضاء والأمر واضح جدًا فهناك من يضطر إلى بيع جزء من جسده لحاجته إلى المال ، فلا يمكن القبول بهذه الطريقة في ظل وجود حلول سهلة ويمكن تنفيذها ، تجعل الأعضاء في متناول كل مريض بشكل رسمي ودون أدنى حرج ، فالمشكلة أن تعرف الصح وتحيد عنه وهو الخطأ بعينه .

وقال غنيم "اتذكر كاريكاتيرًا شهيرًا عبقريًا تم نشره في إحدى الصحف الأجنبية يصور المريض وهو يضع كليته في ماكينة الصرافة للحصول على المال ، وهذا أفضل تعبير عن حجم المأساة التي يقع فيها أطراف نقل الأعضاء عن طريق ما يسمى بـ"المقاولة".

كما حذر غنيم من استمرار تراجع الخدمات الصحية في مصر ، لأنه يمثل خطورة على حياة المواطنين، وإن السبب الرئيسى في ذلك يعود إلى تدني التعليم الطبي والتدريب للخريجين ، وتبعية المؤسسات العلاجية إلى هيئات متعددة وضعف الإمكانات.

ووصف غنيم قانون الجامعات الجاري إلى أنه فاسد ومفسد ، قائلًا "يجب نسفه فورًا حفاظًا على مستقبل الطلاب ومهنة الطب، فإن الصحة العامة للمصريين أقل من المتوسط بسبب تدني دخولهم والازدحام الشديد في السكن والشارع".

وأشار غنيم إلى أن الحالة الصحية للسواد الأعظم من المصريين أقل من المتوسط، ومستوى الصحة في أي بلد يعتمد في الأساس على الناتج الإجمالي ، وبالتالي على دخول الأفراد ، فكلما ارتفع دخل الفرد انعكس ذلك على صحته بالإيجاب بشكل عام، حيث يستطيع تناول الغذاء الصحي وممارسة الرياضة والحصول على مسكن صحي، كما أن التعليم والثقافة العامة توضحان لصاحبها كيفية رعاية نفسه وأسرته ووقايتهم من الأمراض المعدية.

وأضاف غنيم "الحالة العامة في مصر فهي خلاف ذلك، فالدخل المحدود يجبر صاحبه على شراء العناصر الغذائية الرخيصة ، مثل السكريات والنشويات، ولا يُمكنه من تناول العناصر الغذائية المهمة ، والمفيدة مثل البروتينات والألبان والفواكه، كما أن هناك التلوث البيئي نتيجة للمساكن المتلاصقة والمزدحمة وتراكم المخلفات في الشوارع، بالإضافة إلى استخدام المبيدات الحشرية والأسمدة بكثرة، وهى مواد كيماوية لها أضرارها المؤكدة".

وأكد غنيم أن نجاح مركزه العالمي في المنصورة يرجع الفضل فيه إلى الشعب الهولندي الذي كان سببًا في دعم المستشفى بالأجهزة والتصميمات كافة في بداية الثمانينيات ، مؤكدًا أن المركز أصبح يعانى حاليًا من ندرة الإمكانات المادية بعد ارتفاع الأسعار، مناشدًا الدولة زيادة دعمها حفاظًا على الصرح العملاق الذي يقدم خدماته الصحية بالمجان، لافتًا إلى أن القائمين على المركز يرفضون عمل إعلانات للتبرعات ، متمنيًا وضع شروط قاسية للحد من الإنجاب ، لأن الانفجار السكاني يعوق التنمية.