حادث مسجد الروضة

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن الحوادث الإرهابية في سيناء لم تمنع إحداث تنمية حقيقية بها، كما وجه خلال اجتماعه مع د. مصطفى مدبولي القائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء بوضع خطط لتنمية منطقة بئر العبد إلى جانب المشروعات التنموية الجاري تنفيذها في سيناء بعد الحادث الإرهابي الذي استهدف مسجد الروضة، وسيعقد مدبولي اجتماعا وزاريا لإقرار المخطط التنموي لبئر العبد.

صحيفة "الأهرام" المصرية استطلعت آراء الخبراء حول مواجهة الإرهاب بالتنمية، حيث رأى النائب حسام رفاعي عضو مجلس النواب عن شمال سيناء أن تنمية سيناء ومنطقة بئر العبد ضرورة في المرحلة المقبلة، بالتوازي مع الإجراءات الأمنية التي تنفذها القوات المسلحة، كما أن توجه الدولة بإعداد خطط تنموية في مدينة بئر العبد يسهم بشكل كبير في التصدي للأعمال الإرهابية لأن التنمية لا تقل أهمية عن المواجهة الأمنية والعسكرية في الحرب على الإرهاب وتجفيف منابعه واجتثاث جذوره، مؤكدا أن سيناء مؤهلة لإقامة مجتمعات عمرانية زراعية وتعدينية وصناعية وسياحية وتجارية ، كما أن قربها وتداخلها مع إقليم قناة السويس يجعلانها ركيزة أساسية للتجارة الدولية.

وأوضح عضو مجلس النواب أن القوات المسلحة تخوض حربا شرسة للقضاء على البؤر الإرهابية في سيناء ولابد أن يواكبها تحقيق التنمية الشاملة لتكون خط الدفاع الأول والأكثر فعالية في مواجهة قوى التطرف والعنف والإرهاب، ولابد من استغلال كل الفرص الاستثمارية الواعدة لتوفير فرص عمل متنوعة بشكل كبير لأبناء سيناء .

وأوضح رفاعي أن الجانب التنموي يسهم في الحد من العمليات الإرهابية وتكمله المواجهات الأمنية، كما أن التوسع في مشروعات التنمية أمر إيجابي، فالدولة تقوم بدورها في مواجهة الأزمات لتجنب تكرار الحوادث الإرهابية، كما أن الجهات المعنية بدأت تنفيذ مشروع تنمية وتعمير سيناء منذ أكثر من عامين، وخصصت الدولة نحو 100 مليار جنيه لعمل مشروعات تنموية وشبكة طرق تمتد إلى نحو 20 ألف كيلومتر، ومشروع تنمية محور قناة السويس مرتبط بتعمير سيناء.

ورأى عضو مجلس النواب عن شمال سيناء أن خطط تنمية سيناء بشكل عام تمثل قضية وطن يسعى للحفاظ على جزء عزيز من أرضه وحمايته من براثن الإرهاب، كما أن كل التفاصيل المتعلقة بمخطط التنمية وبكل مشروعاته في حاجة إلى إجراءات حمائية من منطلق أن المستثمر يخشى على أمواله، لذلك فإن رأس المال جبان، وبالتالي فإن أي مشروعات حالية أو مستقبلية تبحث عن الجانب الأمني أولا، مؤكدا أن كل الاعتبارات الأمنية متوافرة في النواحي التخطيطية لتنمية سيناء .

ورأى اللواء طلعت موسى - المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية - أن تنمية سيناء ومدينة بئر العبد تحديدا تسهم بطريقة عملية في النهضة التنموية الشاملة في أرض الفيروز وهذا جزء من مقاومة الإرهاب التي لا تكون فقط بالسلاح، مشيرا إلى أن التنمية والفكر وتغيير الخطاب الديني والمواجهة الأمنية كلها محاور مهمة لمقاومة الإرهاب في سيناء، مشيرا إلى أن منطقة بئر العبد توجد حولها مساحة تصلح لإقامة المشروعات التنموية المتنوعة ، كما أن توجيهات الرئيس السيسي تعد جزءا من الخطة التنموية الشاملة في سيناء من خلال عدة مشروعات مثل شرق التفريعة والقنطرة الجديدة والسويس الجديدة وبورسعيد الجديدة .

وطالب اللواء موسى بضرورة إنشاء مجتمع زراعي متكامل يعتمد على مصادر المياه المتاحة بالتجمعات التنموية والمتمثلة في الآبار الجوفية حيث تتم الاستفادة من مياه الآبار في استصلاح وزراعة مساحات من الأراضي بالري والتنقيط من خلال إنشاء صوب زراعية ومشاتل وأشجار مثمرة ونخيل ومزارع سمكية وثروة حيوانية وداجنة ومناحل عسل .

ورأى اللواء أحمد موافي - الخبير الأمني - ضرورة مواجهة الإرهاب في سيناء من خلال تدشين مشروعات قومية ضخمة لتجفف منابع الإرهاب لذلك فإن التعمير في سيناء هو بداية للتنمية التي إذا حدثت ستقضي على الإرهاب ولكنها تحتاج إلى سياسة النفس الطويل، مشيرا إلى أن الدولة منذ أن تم تحرير سيناء أنشأت عدة مدن كاملة المرافق على خريطة التنمية بسيناء بدءا من رأس سدر وطابا وبئر العبد والشيخ زويد ورفح ، موضحا أن وادى (مكتب ) بكسر الميم وهو أحد الأودية في سيناء يتميز سكانه بالخبرة الزراعية لذلك تم إنشاء مزرعة كبيرة في هذا الوادي تضم زراعة المحاصيل وتربية الأغنام .

وأشار إلى أن المشروعات المطلوبة في سيناء تتنوع بين نهضة عمرانية وحفر آبار للمياه ، ومحطات تحلية، كما أن الدولة تنفذ عدة مشروعات تنموية بسيناء في مجالات الثروات المعدنية ومجمع صناعات الرخام والزجاج والجرانيت.

وأكد الخبير الأمني أن سيناء أرض مليئة بالكنوز ويجب الاستفادة من ثرواتها بما يحقق التنمية في كل ربوع سيناء لذلك فإنها أهم عامل للقضاء على ما تواجهه مصر من إرهاب لأن التنمية ستنتقل إلى وسط سيناء ثم إلى منطقة شمال سيناء في الشيخ زويد ورفح .